حدوته عثمانية ...الى من ينتظرون الخﻻفه ان تعود ..
بيروت تحت الحكم العثمانى ..اوائل القرن العشرين ..
وبيروت كانت عاصمة الصحافة اوائل القرن....... الصحافة العربية ..واكثر مدينة بها مثقفين ..
وفى احد اﻻيام جاءت برقية بان المسيو كارنوا رئيس الجمهورية الفرنسية قد اغتيل على يد شاب فرنسى اسمه كازريو..
ورفض الرقيب العثمانى على الصحافة فى بيروت ان ينشر ان ان رئيس الجمهورية اغتيل..واصر على ان نشر مثل هذا الخبر ..
يؤدى الى افهام الناس انه من الممكن اغتيال السلطان..
وطلب الرقيب من الجرائد اﻻكتفاء بالقول ان فخامة رئيس جمهورية فرنسا انحرفت صحته..واعترض المحررون ..كيف يقولون
ان صحة الرئيس منحرفة ..بينما الرئيس موجود اﻻن بالسماء...
واخيرا قبل الرقيب العثمانى ان تنشر الصحف النبأ كالتالى:
"الى جنان الخلد ..ساءت صحة فخامة رئيس جمهورية فرنسا بسبب تقدمه فى السن ..فانتقلت روحه الى بارئها"..
وبدأت الصحف تستعد لنشر الخبر كما صرح به الرقيب.......وفجأة .....اتصل البوليس بجميع الصحف وطلب منها ان توقف
الطبع ..فقد عرض الرقيب اﻻمر على والى بيروت العثمانى ..واعترض الوالى على صيغة الخبر..
كيف يقال ان رئيس الجمهورية المسيحى ذهب الى جنان الخلد؟؟......والمفروض ان الجنة ﻻيدخلها اﻻ المسلمون...........
ثم كيف يقال ان رئيس الجمهورية مات بسبب تقدمه فى السن؟؟.....ان جﻻلة السلطان عبد الحميد متقدم فى السن........
فمعنى ذلك انه ايحاء للراى العام بان السلطان ممكن ان يموت ..وفى ذلك اثارة للخواطر..واقﻻق لﻻمن العام................
بعدها اعاد الرقيب كتابة الخبر من جديد..وصدرت صحف بيروت وقد نشرت الخبر التالى:
"انتقل فخامة رئيس جمهورية فرنسا الى رحمة الله "........
وفهم الصحفيون حينها ان نشر الخبر بهذه الصيغة قد ارضى وﻻة اﻻمور....ولكن ما كادت الصحف اللبنانية تصل الى الباب
العالى فى اسطنبول حتى قامت الدنيا ..ولم تقعد..
فقد رأى السلطان عبد الحميد فى نشر الخبر بهذه الصيغة اهانة للذات العليا العثمانية الشاهانية..
فكيف يلقب رئيس جمهورية بصاحب الفخامة؟؟......ان الفخامة وحدها من حق السلطان ........
وصدر فى الحال امر "الكوتبجى"اى الرقيب الى جميع صحف بيروت بالتعليمات التالية:
اوﻻ : ﻻيعطى صاحب الفخامة او صاحب الجﻻلة اﻻ للسلطان وحده ..دون سواه...
ثانيا: يلقب الملوك واﻻباطرة والسﻻطين فى باقى انحاء العالم بلقب..."حشمتلو".......
.......ومن ايام العثمانيين الخلفاء وحتى اليوم ..تغيرت امور كثيرة..
وبقيت اشكال الرقابة ...من رقابة ذاتية ورقابة مجتمعة..ورقابة مقدسات ...ورقابة حربية......وغيرها من الرقابات.....
وبعض اﻻمور ﻻ تتغير ..حتى ولو تغيرت الدنيا......!!
حكايات عثمانية.......