بقلم - سليمان شفيق
قضية المصالحة بين النظام والاخوان الارهابيين عادت تطل برأسها من جديد ، وذلك بسبب الانتصارات التي حققناها من افتتاح القناة الجديدة .. واقتراب استكمال الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق ، عبر الانتخابات البرلمانية الامر الذي سيغلق الباب تماما امام الاخوان وفلولهم في الداخل ةالخارج ، جاء ذلك بعد تصريح لخالد العطية وزير خارجية قطر في مقابلة مع قناة التليفزيون العربي حينما قال:"ان العلاقة مع مصر طبيعية ولكن هناك اختلاف في وجهات النظر ، بسبب وجود خلاف سياسي مع نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي .. بسبب اقصاء مكون سياسي اساسي في البلاد" ـ يقصد الاخوان ـ واضاف:" لانستطيع ان نقاطع الاخوان ولا ان نعتبرهم ارهابيين".
ارتبط ذلك بأحتفال نظمتة الاسبوع الماضي الاسرة المالكة القطرية في فندق فورسيزن الدوحة ..لقيادات التنظيم الدولي وفي مقدمتهم الملياردير المعروف ابراهيم منير ، وعدد من قيادات الاخوان الهاربين في تركيا مثل جمال حشمت ومحمود حسين والقيادي الحمساوي موسي ابو مرزوق.
الطريف ان الاحتفال شهد مبادرة من الارهابي طارق الزمر .. اكد فيها علي انة يوجهة للشعب المصري لا للنظام !!
بعدها اهدت الشيخة موزة سيارة (لامبرجيني) للمذيع بالجزيرة احمد منصور ، واهدي ابراهيم منير ساعات (زوليكس) مرصعة بالماس للارهابيين طارق الزمر وعاصم عبد الماجد.
علي اثر ذلك جاء الرد سريعا من وزارة الخارجية المصرية عبر المتحدث الرسمي للوزارة المستشار أحمد أبو زيد اكد فية رفض مصر لكافة أشكال التدخل الخارجي في شئونها الداخلية، معتبراً مطالبات قطر للمصالحة مع الاخوان غير مقبولة ، واضاف بأن جموع الشعب المصري بأن تنظيم الاخوان تنظيما ارهابيا وليس هناك مجالا للتفاوض ، لذلك فأن تصريحات وزير الخارجية القطري غير مقبولة ، وتفتئت علي احكام القضاء المصري وقرارات الحكومة المصرية ، واقرار جموع الشعب المصري بأن تنظيم الاخوان تنظيما ارهابيا"
الاان المدهش والمثير للريبة ماصرح بة في حوار مع "المصري اليوم" العالم الكبير ومؤسس مركز الكلي بالمنصورة د محمد غنيم مستشار الرئيس حيث قال :" المصالحة مع الاخوان قادمة .. وعودتهم للمشهد تتطلب وقف العنف والاعتذار للشعب " واكد :" اتوقع صدور عفو رئاسي حال تأييد احكام الاعدام ضد مرسي وقيادات الجماعة "
تصريحات العالم الجليل جاءت في زفة طرح فيها ايضا الشيخ حسان بمبادرة سلفية ، تلاها مبادرة من الدكتور اسامة الغزالي حرب رئيس مجلس امناء حزب المصريين الاحرارالذي شدد خلال مقابلة تليفزيونية علي ضرورة المصالحة مع الاخوان علي المدي البعيد واعتبرهم "فصيل سياسي وطني"
تري الي اين تقودنا الايام القادمة ؟ كثيرون من السياسيين في احزاب مختلفة يدينون الارهاب ويدعون "للمصالحة" ، لانشكك في وطنية أحد ولكن لمصلحة من نجد ثلاثة (حسان الاسلامي وغنيم اليساري والغزالي الليبرالي ) يعتبرون ان قضية المصالحة واجبة وان المسألة مسألة وقت لا اكثر ولا أقل !!
الغريب ان المهزوم هو الذي يلح علي التفاوض والمصالحة .. لكن في حالتنا المنتصر هو الذي يلح .. حتي في المجالس العرفية " لامصالحة في الدم" ، واذا ربطنا الانتخابات البرلمانية المقبلة بتلك الدعاوي نجد ان الامر يدعوا للارتبا ك حيث ان الحاح الشيخ حسان علي المصالحة يكشف سعي السلفيين للحصول علي اصوات قواعد الاخوان .. كما ان الدكتور محمد غنيم كان الراعي الرسمي لليسار في(كتلة الثورة مستمرة)عام 2012 بالانتخابات البرلمانية التي اخذت حينذاك بعض اصوات الاخوان يعكس رغبة قطاعات من اليسار للتقرب من الاخوان ـ ولاننسي موقف الاشتراكيين الثوريين الموالي للاخوان ـ لكن الذي يدعوا للحيرة هوموقف د اسامة الغزالي حرب لان حزبة وقياداتة خاصة المهندس نجيب ساويرس ضد الاخوان ؟!!
ام ان هناك قطاع من الليبراليين ـ اي ان كان موقعهم الحزبي ـ اقرب الي رؤية البرادعي من الاخوان ـ ؟
لا اخفي عليكم ان هناك تيارات داخل كل المؤسسات تميل للتقرب من الاخوان ( 6 أبريل ، الاشتراكيين الثوريين ، الاولتروس ، البرادعية ،عاصري الليمون الخ) وهؤلاء جميعا يذكروني "بسذاجة" اليسار والليبراليين في ايران بعد الثورة الخومينية (مجاهدي خلق وفدائيو خلق الحزب الشيوعي "تودة" الخ) وكيف ارتبطوا بالثورة دون تحليل طبقي او سياسي فأنتهتوا بالقتل او التشرد، لذلك لابد من الا نتباة والحذر والحيطة