اغتالوه، وتركوا أبناءه الأربعة يتامى، بحجة أنه يتعاون مع الأمن ويبلغ عنهم، قتلوه بلا ذنب بعدما صوبوا نحو جسده 10 رصاصات بادعاء أنه يرصد تحركاتهم الإرهابية ويرشد الشرطة عنها، هو محمد زكى شعبان السائق الذى قتل غدرًا، وهم عناصر جماعة الإخوان الإرهابية ومناصروها، الذين وضعوا قائمة اغتيالات لأهالى منطقة ناهيا بدعوى تعاونهم مع الأمن، ومنهم الشهيد.
"اليوم السابع" انتقل لمنزل "محمد زكى"، واستمعت لتفاصيل الحادث من أسرته، والتهديدات التى تلقوها من جماعة الإخوان التى لا تزال تتواجد بكثافة بمنطقة ناهيا، واستقبلنا أبناءه بوجوه تكسوها الحزن، وبصرخات لا تتوقف، وهم ينتظرون ثأر أبيهم بالقبض على الجناة، كما أقسم والده "أنه لن يأخذ عزاءه قبل ضبط المتهمين، بالرغم من أن الإخوان وضعوه هو الآخر على قائمة الاغتيالات".
وأكد ابن الشهيد أن والده كان مستهدفًا من قبل جماعة الإخوان الإرهابية، وكان على قائمة اغتيالات وضعتها صفحات إخوانية على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بدعوى أنه يبلغ عنهم قوات الأمن، فى حين أنه كان يحب وطنه ويكره جماعة الإخوان التى حاولت تجنيده للعمل بها أثناء تولى الرئيس المعزول محمد مرسى البلاد، وعرضوا عليه أموالاً طائلة ليكون عضوًا معهم ولكنه رفض لشدة كرهه لهم بسبب غدرهم، مشيرًا إلى أنه كان مواطنا إيجابيا وشجاعا لا يخاف من تهديدات الإخوان، ويبلغ عن العمليات الإرهابية والقنابل التى كانت تزرعها لاستهداف قوات الامن، وحدث قبل ذلك أن أطلق مجموعة من الإرهابيين النار على منزله، واخترقت الرصاصات الجدران، إلا أن عناية الله أنقذته، فضلاً عن رسائل التهديد التى كانت تصل له من أشخاص يبلغونه بأن الإخوان تنوى قتل محمد".
وكشفت ابنة شقيقة المجنى عليه: "أن يوم الواقعة جاءهم شخص يعرف والد محمد ومعه تسجيلات هاتفية، وفيها يتفق اثنان على قتل محمد مقابل الحصول على أموال"، مشيرًا إلى أن ذلك الشخص يعرف والد محمد وكان مقربًا من أحد طرفى المكالمة، وتمكن من الحصول على هاتف أحدهما، وتوجه لمنزل محمد، وأبلغه بأنه سيتم قتله، ولكن الراحل لم يبل بالأمر، وظن أنه يكذب وقال لهم: "سيبوها على الله" ونزل وتوجه إلى المقهى.
وأضافت ابنة شقيقة الراحل: "إن دراجتين ناريتين يستقلهما ملثمون، إحداهما كانت تؤمن المكان من بعيد والأخرى نزل منها شخصان وتوجها للشهيد محمد زكى، وأطلقا نحوه أكثر من 10 رصاصات، ثم أطلقا أعيرة نارية فى الهواء احتفالاً بقتله، واستقلا الدراجتين، وفرا هاربين مطالبة بسرعة القبض عليهما.
ومن جانبه قال والد الشهيد محمد زكى أنه وأسرته على قائمة اغتيالات بسبب حبهما الكبير للجيش والشرطة، حيث تعرض منزله لإطلاق النار من عناصر إخوانية بسبب تعليقه صورة للرئيس السيسى على شرفة شقته، وكاد أن يفقد أحد أفراد أسرته حياته، مؤكدًا أن جماعة الإخوان الإرهابية تستعين بمسجلين خطر وبلطجية ومرتزقة لتأمين مسيراتهم المسلحة بالمنطقة مقابل أموال طائلة تدفع لهم، ويكلفونهم بتنفيذ عمليات اغتيالات.
وروى إسلام نجل المجنى عليه، تفاصيل يوم اغتيال والده، مؤكدًا أن أباه يوم استشهاده اصطحبه إلى المقهى الذى يقع على مسافة قريبة من المنزل، ثم تركه، وبعد ذلك تلقى اتصالاً منه، قال له فيه: "تعالى يا إسلام القهوة فى ناس كلمتنى، وقالتلى هيموتونى النهاردة"، وبعدها سمعنا طلقات رصاص، وأسرعت للمقهى، حتى وجدت والدى مقلى على الأرض وفاضت روحه.
وأشار "بكر" أحد أقارب الشهيد محمد زكى إلى أن منطقة ناهيا تسيطر عليها جماعة الإخوان، وتزدات حوادث الخطف والتهديد بالقتل التى يقومون بها، ظنًا منهم أن كل من يبلغ عن قنابل أو أسلحة هو متعاون مع الشرطة ومرشد لهم، لافتًا إلى أنه تعرض للخطف على يد ملثمين من داخل منزله، وتوجهوا به إلى الزراعات وطلبوا منه إبلاغهم بالاشخاص الذين يعملون مع الأمن ويرشدون الشرطة عن عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، واعتدوا عليه بالضرب، ثم تركوه بعد ذلك.