السبت ٢٩ اغسطس ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
صورة أرشيفية
مينا ملاك عازر
العلاقات المصرية السوفيتية في حقبة الخمسينات والستينات كانت علاقات متميزة عميقة مترابطة ورغم هذا كان يشوبها الكثير من الخلافات والمشاكل والأزمات وأبرزها حينما - وكعادته القمعية- اتخذ ناصر موقفاً معادياً للشيوعيين المصريين واعتقلهم ونكل بهم، ومات منهم البعض بفعل التعذيب في
معتقلاته، ما أثار الاتحاد السوفييتي وأغضب الحكومة السوفييتية غضباً شديداً، كانت الدولتين تتفقا على عدائهما للغرب الإمبريالي الاستعماري لكنهما كانتا لديهما المساحة للاختلاف وعدم الاتفاق في قضايا ورؤى كثيرة من بينها ما أسلفت الإشارة إليه، فكان ناصر الاشتراكي يعادي الاشتراكيين والشيوعيين في بلده دون النظر لموقفه من الاتحاد السوفييتي.
هكذا كانت السياسة آنذاك، وهكذا يجب أن تكن عليه السياسة الآن، فلا مانع مطلقاً أن نتقارب مع روسيا الحالية وريثة الاتحاد السوفييتي ولكن لا يجب أن يكن هذا التقارب على حساب سياساتنا ورؤانا الشخصية، للآن لم يحدث ما يستحق الاختلاف حوله،وروسيا من الدول القلائل في العالم التى لا تدعم الإرهاب
وهو أمر في مصلحتنا، إذ نحن من أكثر الدول التي تعاني من مرارة الإرهاب، ويمكننا مشاركة روسيا في مكافحته، والتعلم منهم في تجربتهم حين واجهوه.
لكن خلافنا الذي قد يقع بيننا وبين روسيا هو الموقف من بشار الأسد خاصةً وأننا ليس لدينا ما يجعلنا أعداء له اللهم إلا اضطرارنا لمهادنة السعودية -الكارهة له- وإن كنا لو نظرنا بمنظور آخر للمسألة أن عدو عدوي صديقي، فيجب حينها أن نتخذ من الأسد صديقاً لنا لأنه عدو قطر وتركيا كما أنه صديق روسيا التي هي صديقتنا، بيد أن الصداقة المصرية الروسية والمتمثلة بشدة في التقارب المتزايد في الفترة من بعد الثلاثين من يونيو وتزايدت بوصول المشير
السيسي للحكم بانتخابات شعبية رائعة ونزيهة، أقول بيد أن تلك الصداقة المصرية الروسية قد تتعرض لخطر داهم حال استمرار موقفنا المناوئ لإيران الشريك الروسي الإستراتيجي في المنطقة -المدعوم من روسيا في المجال النووي والعسكري- ولا تقل لي أن السعودية مناوئة لها وهو ما يضطرني لأن
أناوئها لأن السعودية لها سفارة في إيران في حين أنه ليس لك مثلها هناك، فعلى الأقل كن كتف بكتف مع السعودية لتستطع حينها أن تنفذ مصلحتك وإلا تكن مخطئ في حق نفسك، ومعادي لروسيا الأولى لك بالتوافق، وخاصة أن ثمة مواقف أخرى تختلف فيها مع السعودية أكثر خطورة من ذلك كعلاقات السعودية المشبوهة بالتنظيمات الإرهابية والتي لا ترتبط أنت بأي علاقة معها إلا علاقة العداء والصراع.