الأقباط متحدون - خط أبوغزالة المستقيم
أخر تحديث ٠١:٠١ | الاربعاء ٩ سبتمبر ٢٠١٥ | ٤نسى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٧٨السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

خط أبوغزالة المستقيم

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي
« ولو كان أبوغزالة حيا لكان في ظهر السيسي رئيساً، لأنه من نبت العسكرية المصرية الطيبة » 
 
أجمل من ضحكة المشير عبد الحليم أبوغزالة العريضة التي تملأ صفحة وجهه المنحوت من صلصال شط النيل الطيب، خطه، خطه كان جميلا منمقا وكأنه مكتوب بريشة خطاط يتقن الحرف، ويسبغ عليه جمالا، واحتفظ لنفسي بـ « فاكس  بخطه أرسله  شخصيا»  يحمل إجابات علي أسئلة زففتها إليه بمناسبة مرور ربع قرن علي نصر أكتوبر العظيم، وهل هي آخر الحروب؟..
 
كان السؤال صعبا، وأجاب عليه في ملف واحد، الجنرالات الكبار المشير عبد الغني الجمسي والفريق سعد الدين الشاذلي وثالثهما المشير أبوغزالة، رحمة الله عليهم أجمعين، ونشر الملف علي غلاف مجلة «الوسط» اللندنية بحفاوة بالغة بالنصر وبصور الجنرالات العظام.
 
وصارت صداقة بيني والمشير، كنت أطالع اسبوعيا سطوره الأنيقة تصل إلي مكتب صحيفة «الاتحاد» الإماراتية عبر مكتبها في القاهرة، ومعها تحيات رقيقة من المشير، وكنت وصديقي الجميل «محمد أبوكريشة» نائب رئيس تحرير صحيفة «الجمهورية» نتأمل الخط مبهورين، بعدها يعكف «أبوكريشة» علي ما يستلزمه نشر المقال ممهورا بقلم المشير محمد عبد الحليم أبوغزالة.
 
المشير أبوغزالة مثله وثلة من القادة العظام لخير أجناد الارض لايزال اسمه محفورا في تاريخ العسكرية المصرية بأحرف من نور، خاض الحروب كلها لم يهن ولا لانت عزيمته، وعمد إلي الارتقاء بالجيش المصري عتادا وأفراد، المقاتل قبل المعدة، ثنائية العسكرية المصرية الصلبة، أما المقاتل فهنالك في المعسكرات والثكنات لايزالون يذكرونه بالخير كل الخير، كان من القادة الذين يقدمون الحب أولا، وبالحب أحبه القادة والضباط والجنود، كان مصدر فخر لهم جميعا، ومصافحة أبوغزالة كانت أمنية، ولقاء أبوغزالة كان ألقا، وثناء أبوغزالة كان وساما.
 
تعرف العسكرية المصرية بانضباطها، عسكرية ناشفة، من حديد، وضع أسسها الفريق محمد فوزي الذي أعاد للجيش المصري هيبته وانضباطه، وأعاد إليه الروح التي كانت سلبت منه عنوة في تاريخ أسود، الله لا يعيدها أيام النكسة، وعلي الخط المرسوم سار قادة عظام، ليس أولهم أبوغزالة وليس آخرهم الفريق أول صدقي صبحي، جميعا من ذات المعون الميمون الذي تخرج فيه القائد الأعلي المشير عبد الفتاح السيسي، ولو كان أبوغزالة حيا لكان في ظهر السيسي رئيساً، لأنه من نبت العسكرية المصرية الطيبة.
 
أبوغزالة الذي أعاد الانضباط إلي الجبهة الداخلية يوم تمرد جنود الأمن المركزي برباطة جأش، وجراحة ماهرة لم تخلف جراحا، ولم يمار في حق اعتقده، وخرج بقواته لا يلوي علي شيء سوي سلامة الوطن، نعم الفارس كان، وجيشنا جيش الفوارس ولو كره المجرمون.
 
يوم تم إعفاء أبوغزالة من منصبه، وعاد إلي أهله حزينا، وتكالبت علي سمعته كلاب عقورة، لكنه كان مثالا للانضباط وتنفيذ الأوامر، والامتثال لرؤية القيادة، ولم يصدر منه حرف بسوء إلي القائد الأعلي الرئيس مبارك الذي عينه مساعدا لرئيس الجمهورية، اكتفي بالمنصب الشرفي، وتحول تحولا تاما إلي الكتابة الاستراتيجية والعسكرية وصدرت له مؤلفات من «دار الهلال» جمع فيها بين التحليل الرصين، والإلمام بالنظريات العسكرية، بمنظور استراتيجي، يجمع بين الخبرة العملية والدراسة النظرية في لغة أدبية قشيبة « وانطلقت المدافع عند الظهر» نموذج ومثال.
 
ابن قرية زهورالأمراء، الدلنجات، بحيرة، كان من الضباط الأحرار، وعاش حرا ومات حرا، ولم ينم يوما واحدا علي ضيم، مات في 6 أغسطس 2008 عزيزا في أهله، وشيعته العسكرية المصرية من فوق مدفع شيع قائد المدفعية في حرب أكتوبر، التي لم يكن يراها أبدا آخر الحروب.
نقلا عن الاخبار

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع