الاثنين ١٢ اكتوبر ٢٠١٥ -
١٣:
٠٥ م +02:00 EET
بقلم : مدحت ناجى نجيب
عزيزى القارئ:
ها نحن نقدم لك الآن مجموعة من القصص الرائعة الهادفة التى ستشير بشكل أو بآخر إلى العديد من النقاط التى تحدثنا عنها سابقاً.
مؤكدينعلى أن كل قصة لها معانى متعددة، وفيها دروس نافعة، نحن من جهتنا سنُشير إلى بعض الأفكار المُلْهِمة وسنترك لك عزيزى القارئ، ولتأملاتك الشخصية، ولثرائك الفكرى، وخبرتك الخاصة، إستنتاج العديد من الدروس المثمرة الآخرى من كل قصة بل وإضافة الكثير إليها، ليصبح لكل قصة، على حدة، معنى عام، ومعانى خاصة تتوقف على رؤية القارئ العزيز...ولنكمل رحلتنا:
3 -ضع نفسك مكان الآخر
فى إحدى معارك الحرب الأهلية الأمريكية، كان قائد جيش الجنوب (لى) بدأ فى التقهقر، وأوشك أن ينهزم، فقد وجد أمامه نهراً مرتفعاً لا يمكن عبوره، وجيش الإتحاد المنتصر بقيادة (ميد) خلفه، فقد وقع جيش الجنوب فى فخ لم يستطع الإفلات منه، وهنا إنتهز الرئيس (ابراهام لِنْكِن)تلك الفرصة الذهبية وأمر (ميد) أن يباغت جيش الجنوب فوراَ وينهى الحرب.
إلا أن القائد (ميد) لم ينفذ أوامر الرئيس (لِنْكِن).ولاحقاً إنخفض مستوى الماء فى النهر، وهرب جيش الجنوب. فثار الرئيس (لِنْكِن).وقال: ماذا يعنى هذا؟ لقد كانوا فى متناول أيدينا، كان يجب أن يكونوا فى قبضتنا.وقبل أن يأخذ إجراءً إتجاه القائد (ميد)، دعنى أسألك عزيزى القارئ: ماذا كنتَ ستفعل لو كنتَ مكان الرئيس (لِنْكِن)؟ هل كنت ستعاتب القائد (ميد) وتوبخهسواء بخطاب أو من خلال أشخاص؟ هل كنت ستطلب إقالته؟...سأترك لك عزيزى القارئ أن تتخيل رد الفعل المناسب، ونعود لما فعله الرئيس (لِنْكِن).
جلس الرئيس (لِنْكِن) وكان مستاءً،وكتب خطاباً إلى (ميد) قائلاً:
عزيزى الجنرال، لا أظن أنك تُقدِّر جسامة هروب (لى)، لقد كان فى متناول أيدينا ولو هجمنا عليه لكانت الحرب إنتهت، وسيكون ذلك إضافة لإنجازاتنا الأخيرة، ولكن الآن فالحرب مستمرة لأجل غير مُسمَّى. لقد كان بوسعك أن تنال منه بأقل من ثلثى القوة التى كانت معك. ففرصتك فى النجاح ضاعت، أنا حزين جداً من أجلك.
ما رأيك عزيزى القارئ فى هذا الخطاب، إنه يعبر عما يجول فى خاطرك،أليس كذلك؟ ولكن من الجميل أن نعرف أن قائد الجيش (ميد) لم يرى هذاالخطاب، لأن الرئيس (لِنْكِن) لم يُرسِل هذا الخطاب،لقد وُجد الخطاب من بين أوراق الرئيس (لِنْكِن) بعد موته.
أتصور أن الرئيس (لِنْكِن) بعد أن كتب الخطاب، قال لنفسه: لو أرسلت هذا الخطاب لإستراحت مشاعرى لكن هذا سيجعل (ميد) يحاول أن يبرر أفعاله، وربما أداننى، وربما أجبره - كرد فعل -على الإستقالة من الجيش.
إذاً عزيزى القارئ،
لنضع أنفسنا مكان الآخرين ولا نحكم عليهم،فربما لو كنا مكانهم لفعلنا مثلهم.
ولنعلم أن :
اللوم والحكم على الآخرين أعمال سهلة ينجح فيها الكثيرون،ونحن بارعون فيها، أما إلتماس الأعذار للآخرين فهو رُقى وتحضُّر يحتاجا منا إلى تدريب.
ومن العجائب التى رأيناها فى الحياة أنك
إذا إمتدحت شخصاً، فقليلون يصدقونك، أما لو حكمت على شخص ما بأنه مخطئ، فكثيرون يصدقونك ويؤكدون وجهة نظرك بالأمثلة والخبرات.
فدعونا
نلتمس الأعذار للناس وندعمهم بالكلمات البناءة.
ولدروسنا من التنمية البشرية بقية...