بقلم محمود بسيوني
جاءت معرفتي بأبطال الجيش المصري الالكتروني عبر متابعتهم علي الفيس بوك مع فض رابعة ..وقتها تزايدت حده الهجمات الالكترونية علي مواقع اجهزة الدولة المختلفة ، وانتشرت الصور والفيديوهات المفبركة علي صفحات التواصل الاجتماعي، ولم يكن هناك من لديه القدرة على التصدي لها الي ان ظهرت صفحات واكونتات لهاكرز مصريين اطلقوا علي انفسهم الجيش المصري الالكتروني ، لكنهم غير تابعين لاي جهاز أمني .
هم مجموعة من الشباب المحبين للوطن دونما غرض ، شعروا ان الوطن فى خطر ولا يوجد فى يدهم سلاح سوى هوايتهم الوحيدة فى اختراق المواقع المعادية لمصر ، وفضح الصفحات المحرضة علي مصر و تستهدف الايقاع بضباط الجيش والشرطة .
وفى فبراير الماضي تقابلت مع الرائد خالد ابو بكر المتحدث بأسم فريق الهاكرز وكشف لي عن طرق استهداف ضباط الجيش والشرطة عن طريق موبايلاتهم وكيف يتم الايقاع بالهاكرز الجهاديين مؤكدا وجود ملايين الدوﻻرات التي تنفق علي هؤﻻء من اجل اختراق المواقع الحكومية او تمرير الاوامر للعناصر الاخوانية والارهابية بعيدا عن اعين الرقابة الامنية ، وهو ما اكده محاولة الاختراق الاخيرة لمواقع الحكومة المصرية علي الانترنت.
المؤكد ان مصر لا تواجه ارهابيين يحملون القنابل والمتفجرات فى ساحة القتال ، بل تواجه حربا الكترونية كاملة تهدف الى سرقة معلوماتها ، ونشر الاحباط والتطرف عبر صفحات موجهة يشرف عليها التنظيم الدولي لﻻخوان وهو ما كشفه ابطال الجيش الالكتروني المجهولين عبر اختراقهم للمحادثات الخاصة بين ايات العرابى واحد اقطاب الاخوان فى الولايات المتحدة ، والتي اشارت بوضوح الي دور امريكا فى دعم الاخوان من اجل اسقاط الدولة المصرية .
كان الجيش المصرى الالكتروني حديث العالم حينما نجح فى اختراق موقع داعش وكشفه لاول مرة عن مكان بثه فى تل ابيب والذى وضع علامات استفهام كثيرة عن دور اسرائيل واستخدامها للتنظيم الارهابي فى تدمير سوريا والعراق .
لا يملك الجيش الالكتروني امكانيات توازي ما يحاول مواجهته ، فجميع اعضاءه هواه جمعهم حب الوطن ، بينما تحتاج مصر الي مئات من هؤلاء لمواجهة الخطر القادم والحرب الحديثة المعتمدة علي بث الشائعات وتحطيم صورة الدولة والتشكيك فى كل ما تقوم به من انجازات لصالح المواطن ، ولعل شائعة خروج الشركات الاجنبية من مصر و التي اطلقها احد نشطاء الفيس بوك خير دليل علي معرفة من يطلق مثل هذه الشائعات بما يفعله ، وان هناك بالفعل جيلا رابعا من الحروب يعتمد علي مواقع التواصل الاجتماعي .
لا تملك الدولة المصرية ترف التغاضي عن تأثير الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي المستخدمة ضدها ، فهي معركة حقيقية علي عقول المصريين لو خسرتها الدولة سيدفع ثمنها الشعب كله ، مصر تحتاج لجيش الكتروني حقيقي يستعين بكل الخبرات الوطنية ، نحتاج من يقف بثبات ضد من يعبث بنا ، وقادر علي اختراق وكشف ما خفي عنا .