الاثنين ٢٦ اكتوبر ٢٠١٥ -
٤٩:
١٠ ص +02:00 EET
تاريخ الكنيسة القبطية لا يكال بمال
بقلم :مينا حلمى
لقد تعرض تاريخنا القبطي والمصرى للإضطهاد منذ زمن بعيد على يد الغزو العربى لبلادنا حيث ضربه الدمار والإبادة بفضل الحرق المتعمد لمكتبة الاسكندرية بمحتوياتها التاريخية ولما واجهه سكان البلاد من عنف لأسباب نعلمها جيداََ ولولا حرق المكتبة لكانت هناك أثراََ تاريخياََ وحضارياََ لا يقل عن الاهرامات وقلعة قايتباى مما أدى الى فقدان مصر والإسكندرية خاصة جزء غالى من حضارتها التاريخية والإنسانية إضافة إلى المعاناة التى لاقاها أصحاب البلد الاصليين منذ ذلك الحين حتى وقتنا هذا نظراََ للقوانين والوثائق العنصرية التى مازالت سارية حتى الان نتيجة العقليات المتخلفة التى خلفها تلك الغزو والمتوارثة عبرالأجيال .
فعندما تتعرض دولة ما للإحتلال أو الغزو فى عصرنا هذا تتحرك دول الجوار وجميع العالم إضافة لتتدخل مجلس الامن الدولى لإحتواء الازمة سلمياََ اولاََ ثم التدخل العسكرى إذ لزم الامر , كذلك عندما تتعرض كنيسة للهدم أو الإعتداء من قبل متشددين أو السلطات ليس فقط فى مصر بل فى الدول الغير مسيحية يتحرك جميع النشطاء وتتدخل الكنائس الاخرى بجميع طوائفها ويثار الراى العام العالمى لحمايتها .
ماحدث مؤخراََ بإحدى إيبارشيات المهجر فى استراليا نتيجة قرار حكومى بهدم أول كنيسة قبطية هناك بعد أن رفضت إيبارشية سيدنى عرض مجلس المدينة التابعة لها إسناد الكنيسة اليها بعد ترميمها بحجة تقاعس الإيبارشية التى تسعى كنائسها ببناء العديد من المشروعات تقدر بملايين الدولارات فى تدبير الاموال اللازمة لإستعادتها مرة أخرى بعد أن باعتها الى الحكومة منذ عددة سنوات مما أدى لشعور العديد من الاقباط حول العالم بالحزن لتفريط الإيبارشية فى أول كنيسة لها فى هذه القارة لما تحمله من ذكريات داخل قلوب وعقول الشعب والعديد من الخدام الذين تربوا وتعلموا داخلها وأصبح منهم رجال دين كهنة ورهبان وأساقفة لإضاعة الفرصة لعودتها مرة أخرى بسبب المال .
فالإيبارشية التابعة لها الكنيسة هى جزء لا يتجزأ من جسد الكنيسة الام بالقاهرة فضياع الكنيسة بهذا الشكل يمثل فقدان الكنيسة الام جزء من تاريخها الرعوى خارج مصر فكما تتدخل الدول لإنقاذ دولة أخرى فلابد أن تتدخل الكنيسة الام برعاية قداسة البابا تواضروس الثانى وشركائه فى الخدمة الرسولية أساقفة المجمع المقدس لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لإعادة الكنيسة مرة أخرها وجعل منها منارة تاريخية للكنيسة القبطية تحتوى على مكتبة وأيقونات قبطية إضافة الى بعض نماذج المخطوطات القديمة يشرف عليها رهبان ذو خبرات تاريخية تحت رعاية قداسة البابا شخصياََ كى ما تصبح مزاراََ قبطياََ يستفيد منه طلاب المدارس والجامعات الاسترالية والمهتمين بالشأن والتاريخ القبطى لما تحتويه من إضطهاد ورهبنة وغيرها من دراسات فلا يعتبر التدخل الكنسى من جانب القيادات الدينية بالقاهرة فى الشان الداخلى للإيبارشية لإنقاذ الموقف خطاََ .
فإن لم نحزن لضياع تاريخ كنسية فى بلاد المهجر بأخطائنا فعلينا إذاََ نسيان تاريخ وماضى كنيستنا القبطية الذى حرق وسرق ودمر بأخطاء الآخرين ولا نبكى على كنائسنا التى تعرضت للهدم قديماََ وحديثاََ خاصة بعد ثورة ٢٥ يناير , وماذا سيكون ردود أفعال القيادات القبطية وشعب الكنسية حال ما أعطى مجلس المدينة الكنيسة موضع الجدل لاحد الجاليات الاخرى لإستخدامها أو تحويلها الى صالة للقمار او ملهى ليلى لموقعها القريب من مطار المدينة ؟ فالتاريخ لا يقدر بمال والذكريات لا يعوضها اى مال فى البلاد التى يقدر فيها الانسان .