كتب : مدØت بشاي
medhatbeshay9@gmail.com
صدر منذ عام دراسة عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية Øول الوعي السياسي للمرشØين ØŒ خرجت بنتائج تؤكد على أن بعض المرشØين لا يدركون المعنى الأهم للمشاركة السياسية ØŒ ولا يدرون آليات العمل البرلماني ØŒ ولا برنامج الØزب المرشØين على قوائمه ØŒ Ùإذا أضÙنا أن هناك اختيارات على أساس الهوية الدينية ØŒ Ùالأمر ÙŠØتاج إلى مراجعة ووقÙØ© إزاء كل ممارساتنا ذات العلاقة بتÙعيل الديمقراطية ..
وعليه جيد أن نتابع أخبار أظنها طيبة ومبشرة ÙˆÙÙŠ الاتجاه المطمئن Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø³Ø¹ÙŠ الØثيث من جانب شعب يبØØ« عن تØقيق خطوات Ù†ØÙˆ تØقيق الديمقراطية المبدأ الأهم لثورة يوليو 1952 وظل بعيد المنال للأس٠، والأهم الاقتراب الجاد والعملي Ù†ØÙˆ تØقيق المواطنة الكاملة والانتصار للعدالة الاجتماعية ØŒ وهي أخبار وجود كراسي اكتر للمواطن المسيØÙŠ والمراة والشباب ÙÙŠ المرØلة الأولى .. أمر طيب ومØÙز للناخب وأيضاً من Ùكر ÙÙŠ Ø§Ù„ØªØ±Ø´Ø ÙˆØªØ±Ø§Ø¬Ø¹ لنراجع جميعنا مواقÙÙ‡ Ù†ØÙˆ المشاركة ÙÙŠ العملية الانتخابية ..
لقد كان من الأخبار الصعبة ÙÙŠ وقعها على كمواطن مصري مسيØÙŠ أن تتناقل الأخبار ÙÙŠ يوم ما وبعد ثورة 25 يناير الخبر التالي : الشرطة تلقي القبض على Ø£Øد المسجلين خطر ØŒ Ùيقوم شقيقه بمØاولة Øرق كنيسة مار جرجس انتقاماً من الشرطة .. هذا ما Øدث ÙÙŠ قرية منو٠مØاÙظة المنوÙية !!!
هل هناك تعليق سوى أن الأقباط قد باتوا الØلقة الأضع٠، وأن Ùرص النجاة من العقاب باتت مواتية لكل من يعتدي على الكنائس ØŸ !!!.. للخبر أكثر من دلالة ØŒ ولكن Øدوتة الشعور بالمواطنة المنقوصة هي الدلالة الأصعب ..
لا شك أن مما زاد من معاناة المواطن المصري بشكل عام ØŒ والمسيØÙŠ بشكل خاص وبعد ثورة يناير التي خرج Ùيها المصريون يطالبون بكل Øقوق المواطنة لكل الناس ØŒ كان ÙÙŠ المواÙقة على إنشاء Ø£Øزاب بمرجعية دينية .. لقد أذهلني القبول والترØيب بقول المستشار طارق البشري مبتدع الÙرضية الكارثية " لقد واÙقنا على Ø£Øزاب بمرجعية دينية ØŒ ولكن رÙضنا أن تميز تلك الأØزاب الناس على أساس ديني " .. Øد Ùاهم Øاجة ØŒ غير أنها تلاعب بمصير وطن ومواطن !
لقد عاش المواطن المصري المسيØÙŠ ÙÙŠ العقود الأخيرة تÙاصيل Ø£Øداث مشهد كان يتكرر Øدوثه أثناء وعقب كل انتخابات برلمانية ØŒ بداية من انتظاره للإطلاع على بيان أعداد الأقباط ÙÙŠ القوائم التي تقدمها وترشØها الأØزاب لعضوية البرلمان ØŒ يتبعها Øالة Ø¥Øباط من قلة بل وندرة أعدادها لأØزاب تدعي تÙردها بتخصيص أبواب ÙˆÙصول ÙÙŠ متن برامجها لإعلان التزامها بقيم المواطنة والعدالة الاجتماعية ØŒ ثم تكون الطامة الكبرى بخروج المواطن المسيØÙŠ من كل دوائر المناÙسة والتمثيل النيابي ØŒ Øتى بات الناس ÙÙŠ بلادي يسألون ويطرØون الخواطر التالية :
â—„ هل ولد المواطن المسيØÙŠ مختلÙاً ÙÙŠ شئ ما غامض ØŒ رغم أن له بالضرورة قريناً شبيهاً له ÙŠØمل ذات الجنسية واللون ومØÙ„ الميلاد والانتماء لذات التاريخ والجغراÙيا والمناخ الÙكري والتراث الإنساني ØŒ ولكن ذلك القرين ( الآخر ) يختل٠معه ÙÙŠ الديانة Ùقط ØŒ ويÙÙرض عليه أن يقوم بتمثيله ÙÙŠ مجلس الشعب ÙÙŠ كل الأØوال ØŸ!
â—„ ويسألني قبطي هل ثبت Ù€ وبالدليل القاطع Ù€ أن التركيبة الجينية للمواطن المسيØÙŠ لا تؤهله بأي Øال من الأØوال لممارسة العمل الØزبي والبرلماني والسياسي عبر آلية ديمقراطية منضبطة باØترا٠؟!
â—„ هل يرجع سبب اختÙاء المواطن القبطي تØت قبة البرلمان إلى طبيعة تربيته الروØية ÙÙŠ مدارس الأØد بإدارة نظام كهنوتي يعتمد منهج " على ابن الطاعة تØÙ„ البركة " والطاعة ليست بنت الديمقراطية ولا تشبهها ØŒ Øتى لوكانت البركة من بين ثمار الديمقراطية ØŸ!
â—„ أم لأن النظام الكهنوتي نظام راسخ ومستقر لا ÙŠØ³Ù…Ø Ø¨ÙˆØ¬ÙˆØ¯ أي آلية لتبادل السلطة الكنسية ØŒ Ùالكرسي ÙŠÙÙقد Ùقط عند صعود Ø±ÙˆØ ØµØ§Øب الكرسي إلى خالقها ÙÙŠ ملكوت الرØمن ØŒ وعليه Ùلا قبول بقيم تذهب إلى آلية تبادل السلطة ØŸ!
â—„ ويسأل مواطن أخر : ألم يشهد تاريخ الوطن أن هناك من المسيØيين من لم يلتزموا بمثل هذه الإطارات الكهنوتية ØŒ ÙˆØÙÙ„ بهم تاريخ الØياة السياسية والبرلمانية منذ عام 1866 ÙˆØتى عام 2010 مثل النواب : جرجس برسوم ØŒ والمعلم Ùرج عمدة دير مواس ØŒ وويصا واص٠رئيس مجلس النواب 1934 والذي أعيد انتخابه أكثر من مرة ØŒ وسنيوت Øنا عضو اللجنة التشريعية للØزب الوطني القديم عام 1913 وصاØب المقولة الشهيرة " الوطنية ديننا والاستقلال Øياتنا " والبابا كيرلس الخامس عضو مجلس الشورى والذي أعلن أن الإنجليز يمثلون مكمن الخطر على أقباط مصر ØŒ ÙˆÙخري عبد النور المجاهد الوطني الذي واتته المنية وهو يقدم 3 استجوابات هامة وخطيرة تØت قبة البرلمان .. ووصولاً إلى منير Ùخري عبد النور سكرتير عام Øزب الوÙد السابق ووزير سابق ÙÙŠ أكثر من Øكومة ØŒ والقمص بولس باسيلي أول وآخر كاهن يدخل البرلمان بالانتخاب الØر المباشر .. وعليه ÙØكاية التركيبة الجينية القبطية والامتثال الكهنوتي مجرد اÙتكاسات لا يمكن اعتمادها ØŒ أليس كذلك ØŸ!
â—„ ويبقى السؤال لماذا تشهد مواسم الانتخابات Øالة من التودد والتعاط٠وإطلاق الوعود من جانب الأØزاب لرموز الأقباط ومرشØيهم قبل/ ومع بداية تلك المواسم ØŒ وبالتدريج ينصر٠الجميع عنهم ØŒ بعد اللعب بالورقة القبطية ØŒ لينتهي المشهد بالعودة للمربع الأول ومØدودية الوجود البرلماني للأقباط ØŸ!
â—„ لماذا تشهد ساØات الانتخابات منذ بداية الإعداد لتنظيم عملياتها ØŒ ÙˆØتى ظهور النتائج Øالة من تراجع الوعي الوطني مع Øكاية التمثيل السياسي للأقباط من جانب كل التيارات السياسية ØŒ بشكل لا يتناسب مع شعب له تاريخ برلماني عتيد وعظيم ØŸ!
â—„ ويظل الأقباط يسألون : لماذا يتم تشريع قوانين خاصة للأقباط ÙÙŠ غياب نسبي لممثلين لهم ÙÙŠ البرلمان ØŒ كقوانين الأØوال الشخصية ØŒ وتنظيم بناء دور العبادة ØŒ والتمييز الديني ... الخ ØŒ Øيث يرون أن لها خصوصية تتعلق بشأن قبطي خالص ØŸ!
إن قراءة منصÙØ© ÙÙŠ دÙتر الوطن وملÙات الممارسة النيابية ØŒ تذهب بنا إلى Øقيقة أنه كلما Øصل الأقباط على Øقوقهم تØقق للبلاد والعباد المزيد من الإنجازات الوطنية ..
وعليه ØŒ أسأل : هل يعي المواطن المسيØÙŠ أن Ù…Ùهوم المشاركة السياسية والمجتمعية لا يقتصر Ùقط على التÙاعل مع صندوق الانتخابات ترشيØاً وتصويتاً ØŒ وإنما يمتد ليشمل المشاركة ÙÙŠ عضوية الأØزاب السياسية والجمعيات الأهلية والسياسية والثقاÙية ØŸ!
إلى المواطن المصري المسيØÙŠ رسالة : لابد من رÙع سق٠طموØاتك الإنسانية Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„ÙˆØ·Ù† ÙÙŠ الØصول على كل Øقوق المواطنة الكاملة ØŒ ÙˆÙÙŠ المقابل المشاركة الوطنية والسياسية باعتبارك مواطناً مصرياً ØŒ وليس من منطلق طائÙÙŠ ضيق لمواطن يطلق مظلوميات وبكائيات لا مجال لها ÙÙŠ وطن يعيش على أرضه أعظم شعب ..