يا حلاوة يا ولاد، كارفور عامل أوكازيون للفضل والبواقى، كارفور يحطم الأسعار، السيد جون لوك، مدير كارفور الملقب بـ«حبيب الفقراء»، قرر خفض أسعار 27 سلعة فى 23 فرعاً بنسبة 40 فى المائة، أوكازيون الشتاء، لا تفوتك الفرصة، من الأحد المقبل وحتى نهاية العام 2016، يمكنك شراء أجود المنتجات فى أشيك العبوات بأرخص الأسعار، واللى ما يشترى يتفرج، وقرب وشوف، ويا خبر النهارده بفلوس يوم الأحد فى كارفور يبقى ببلاش.
وكله فى حب مصر يهون، كله فى حبك يدوب كالسكر، ومين مبيحبش مصر، كارفور بيحب مصر، وتحيا مصر، كارفور مش بتاع بهوات، كارفور بتاع أوكازيونات، وليه تبيع بالغالى لما ممكن تبيع بالرخيص.. والسؤال للمحسن الكريم مستر جون لوك: طالما يمكنك أن تبيع السلعة بستين فى المائة من أسعارها المعلنة على الكيس، لماذا تبيع بسعر مائة فى المائة؟.. وإذا كنت تكسب عند الستين فى المائة، لماذا تكسب مائة بالمائة؟..
السيد جون لا يتعطف علينا، وأعلم أن كارفور والسلاسل الأخرى يمررون العاصفة، وينحنون، ويظهرون وجهاً متعاوناً متفاهماً حادباً على المستهلكين، وأعلم أنه مطلوب منهم هذا الخفض وأكثر، والقرار ليس من عندياتهم ولا من بنات أفكارهم، ولا يعبر بأى حال عن توجهاتهم فى السوق المصرية، ولو خيّروا أو رفع عنهم الغطاء، مرغم أخاك لا بطل، وخسارة أرباح سنة أحسن من خسارة السوق المصرية لسنوات، سنوات ربح خلت وسنوات ربح قادمة.
بعد خسارة السوق الليبية ومن بعده السوق السورية، لم يتبق لكارفور فى المنطقة سوى السوق المصرية، جون لوك يتحاذق، عامل فيها حدق علينا، بيلبسنا العمة بعد قلوظتها، برز الثــــعلب يوما فى ثياب الواعظــــين، جون لوك يعظ، وازهـــــدوا فإن العيش عيش الزاهـــدين، يقوم بدور التاجر الزاهد، جون لوك فاكرنا عبط ومهابيل وداقين عصافير خضر بتطير، كارفور مش محلات، كارفور ينبوع حنان.
جون لوك إذ فجأة صار رجل البر والإحسان، كارفور سيفتح فروعه لاحقا للفقراء بعد الفجر، عم كارفور رق قلبه، وصعب عليه حالة المصريين الطيبين، لم يعد جون لوك قادراً على احتمال غلب المصريين، بيتعذب يا ولداه، دموعه بللت كلماته فى المؤتمر الصحفى لتحطيم الأسعار، كان ناقص يتبرع لصندوق تحيا مصر بالستين فى المائة الباقية من سعر السلعة، ويعلن إفلاسه، كارفور بيحب مصر قوى، وفى الخلفية موسيقى رأفت الهجان.
لو خفض جون لوك الأسعار بنسبة أربعين فى المائة، ثق أنها السعر العادل للسلعة فى الأسواق المصرية، وغير هذا من قبيل النصب والاحتيال، وثق أيضا أن جون لوك ليس فى يده صلاحية مثل هذا القرار، ولو مس القرار مليماً من أرباحه، أول ما يخسر جنيه فى مصر سيغلقها ويتوكل، الأسعار الجديدة فى كارفور بعد الخفض حقيقية، ولابد من مراقبتها جيدا، والتأكد من نسب الخصم، وبيان الأسعار، منعا للتلاعب بالنسب التى أعلن عنها جون لوك.
تحطيم الأسعار التى قررها جون لوك فى كارفور تبرهن على أن الأسعار فى السوق كاذبة، يحددها كاذبون، وأن السلاسل التى تقود السوق سلاسل احتكارية تتبع حيتاناً احتكارية وتنفذ سياسات تسعيرية تلهب السوق، ما أقدم عليه جون لوك ليس طواعية بل سدا للذرائع، وبحثا عن توفيق أوضاعه السعرية مع منتجات المجمعات الاستهلاكية، وحتى لا يقف عارياً وحده فى وسط الشارع، جون لوك سارع قبل أن يفوته القطار، وستتوالى التخفيضات فى كل السلاسل، الخلاصة أن جون لوك ينصاع للأسعار الجديدة، انصياعاً لا تفضلاً، فعلاً ناس تخاف مبتختشيش، ومتجيش إلا بالعين الحمراء، وبيدى لا بيد حنفى وزير التموين، الوزير المكلف بضبط الأسعار.
نقلا عن المصري اليوم