حوادث الطرق.. خطر داهم يواجه المجتمع
* المواطنون:
- عدم التركيز والتعب والإجهاد يؤدى إلى العديد من الحوادث.
- شبكة الطرق غير مخطط لها بصورة سليمة.
- تأخر سيارات الإسعاف فى الوصول إلى مكان الحادث يزيد من حالات الوفاة.
كتبت: ميرفت عياد- خاص الأقباط متحدون
حوادث الطرق أحد أهم المشكلات التى تهاجم أفراد المجتمع بدون إنذار أو إذن مسبق، وهى احدى المشكلات التى تستنزف موارد الدولة المادية وطاقتها البشرية، وتكبّد أفرادها العديد من المشاكل الإجتماعية والنفسية، وتطالعنا أحد تقارير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، بأن "مصر" تحتل المرتبة الأولى بين (35) دولة على مستوى العالم فى عدد الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق، كما يشير تقرير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2009 إلى أن حوادث الطرق بلغت (23) ألف حادث، بزيادة حوالى تسعة بالمائة عن العام السابق. ولأن حوادث الطرق تنهى حياة ملايين البشر فى العالم، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بجعل يوم 21 نوفمبر يومًا عالميًا لإحياء ذكرى ضحايا حوادث الطرق، نظرًا لما تواجهه أسر تلك الضحايا من أعباء نفسية وإجتماعية ومادية.
تُرى ما هو رأى الشارع المصري فى أسباب حوادث الطرق؟ لكى يتم تلافيها؛ حرصًا على حياتنا وحياة من حولنا.
يرى "أحمد"- موظف- أنه فى ظل الظروف الإقتصادية الحالية، يقوم معظم الناس بالعمل لفترات طويلة من اليوم، هذا إلى جانب التزاماتهم العائلية تجاه أسرتهم وأولادهم، وهذا من من شأنه أن يحمّل الكثيرين عبئًا لا يُحتمل، ويجعلهم يقودون سياراتهم وهم منهكى القوى، ومع هذا الإجهاد يقل التركيز، هو أمر خطير أثناء القيادة، يؤدى إلى العديد من الحوادث التى نحن فى غنى عنها.
تهوُّر الشباب هو الخطر الحقيقى
وأكّدت "هيا"- موظفة- أن رخص أسعار السيارات، بالإضافة إلى قروض السيارة التى تمنحها البنوك، يجعل العديد من الشباب فى استطاعتهم شراءها بمقدم بسيط فى متناول الجميع، ولكن هؤلاء الشباب يتسمون بالتهور، ويقودون سياراتهم بسرعة غير مبالين بأرواحهم وأرواح الآخرين، وهذا يعرّضهم ويعرّض الكثيرين للخطر. كما يوجد العديد من الشباب الذين يفتقدون للمهارة اللازمة لقيادة السيارات، ويدفعهم اندفاعهم للقيام بهذا العمل مدّعين أن الممارسة ستجعلهم يتقنون القيادة.
ووافقها الرأى "عماد"- مدرّس- والذى رأى أن تهور الشباب والذى ينتج عن عدم تقديرهم للمسئولية هو الخطر الحقيقى على الطرق. هذا إلى جانب تعاطى كثير من الشباب للكحول والمواد المهدئة والمنبهة، الأمر الذى يؤثر بشكل كبير على ردود أفعالهم أثناء القيادة. بالإضافة إلى انشغالهم عن القيادة بالضحك والكلام والتهريج مع أصحابهم، أو الإنشغال عن الطريق بالأكل والشرب. مطالبًا برفع سن السماح بالحصول على رخصة قيادة إلى (25) عامًا لتقليل العوامل المسببة لحوادث الطرق.
انتشار السيارات القديمة والمستهلكة
وأشار "كمال"- مكانيكي- إلى أن مشكلة حوادث الطرق تكمن فى أن السائق لا يقوم بالكشف الدورى على السيارة، من حيث تغيير الزيت، أو التأكد من جودة الفرامل، أو ضبط ضغط الهواء فى العجل والتأكد من سلامته وصلاحيته وعدم تهالكه. مؤكدًا أن كل هذه من عوامل الأمان على الطرق، والتى تفتقدها "مصر" نظرًا لانتشار السيارات القديمة، والتى يرجع تاريخ تصنيعها فى بعض الأحيان إلى أكثر من (30) عامًا.
وأكّد "سعيد"- رجل أعمال- أن الاختناق المرورى والازدحام الموجود فى كل مكان، وفى كل وقت، حتى فى الساعات المتأخرة من الليل، يجعل السائقين فى حالة اختناق وتعب، فعندما يتم فتح الطريق ويقل التكدس، يندفعون اندفاعًا غير محسوب، غير مبالين بتجاوز السرعة المقررة. مشيرًا إلى أن هذا يحدث فى نفق الأزهر، فرغم أن السرعة المقررة هناك لا تتجاوز الخمسين أوالستين كيلو فى الساعة، تسير السيارات بسرعة مائة ومائة وعشرين كيلو فى الساعة؛ لأن النفق غير مزدحم، وهذا بالطبع يعرّض تلك السيارات للعديد من الحوادث.
تأخر الاسعاف يزيد من حالات الوفاة
وأوضح "مينا"- مهندس- أن شبكة الطرق فى "مصر" غير مخطط لها بصورة سليمة، مدللًا على ذلك بكثرة التقاطعات، وعدم وجود علامات واضحة تُظهر أماكن المطبات بالشارع، بالإضافة إلى عيوب الأسفلت والتكسير والحفر المنتشرة فى الشوارع، وضعف الإضاءة التى تجعل قائد المركبة لا يرى المشاة من بعيد، وعدم احترام قوانين المرور وكسر الاشارات. مشيرًا إلى أن هذا من شأنه أن يزيد من حوادث الطرق.
وقالت "نادية"- طبيبة: إن المشكلة فى حوادث الطرق تكمن أيضًا فى تأخر سيارات الإسعاف فى الوصول إلى مكان الحادث، مما يعرّض المصاب لتدخل أشخاص غير مؤهَّلين لمساعدته، ويؤدى فى كثر من الأحيان إلى تضاعف الكسور. مشيرةً إلى ضرورة عدم تحريك المصاب أو تغيير وضعه لحين حضور الإسعاف، وبالنسبة لحالات النزيف الظاهر، ضرورة ربط مكان النزيف بشدة وعدم تحريك ذلك الرباط؛ لأن الدم فى هذه الحالة سيكون فى حالة تجلط، وعند تحريك الرباط يؤدى إلى حدوث النزيف من جديد. مؤكدة أن الخطورة الحقيقية تكون فى حالة حدوث نزيف داخلى لا يظهر للآخرين، الأمر الذى يؤدى إلى الوفاة إذا لم يتم إسعاف المصاب بصورة سريعة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :