مصر في خطر.. «داعش» يتمركز في ليبيا ويعلن «سرت» عاصمة للتنظيم.. تركيا تنقل مقاتلين أجانب من سوريا عبر البحر.. سقوط الوسط الليبي وبعض مناطق الجنوب والشرق والغرب في قبضة الإرهاب.. وتهديد لدول الجوار
في ظل تكثيف روسيا للضربات مع معاقل "داعش" في سوريا، ودخول فرنسا على خط المواجهة ضد التنظيم في العراق، وسط أنباء تتردد بقوة حول فرار جماعى للدواعش هربا من القصف.
اختمار المؤامرة
واختمرت المؤامرة بالاتفاق الذي وقعته تركيا مع الاتحاد الأوربي وتعهدها بغلق ممرات الإرهاب على الحدود، وتجفيف منابع تمويل التنظيم الإرهابي الذي أعلن عن نفسها قبل عام، في المقابل الحصول على مبالغ مالية طائلة من الغرب، وحصول رجب طيب أردوغان على إعفاء من التأشيرات للأتراك داخل القارة البيضاء، علاوة على تسريع محادثات حصول "أنقرة" على عضوية الاتحاد الأوربي.
نقل المقاتلين
وسط حالة الزخم تحت صوت الرصاص وتوقيع الاتفاقيات السياسية، بدا واضحا أن ليبيا هدية العالم للتنظيم الإرهابي، واستغل المستعمر القديم الفراغ السياسي الذي تعيشه الدولة والإصرار على حل جيشها وعرقلة مطلب تسليحه خلف ستار مبعوث أممي يهادن الجميع ويقدح فكره لتسليم الدولة إلى المجهول.
المخاوف الواردة في السطور السابق، أكد اليوم المتحدث باسم الداخلية الليبية طارق الخراز، الذي أكد أن مدينة "سرت" أصبحت خارج إطار الشرطة والسلطة التشريعية، وأعلنها "داعش" عاصمة للتنظيم الإرهابي، مؤكدا وصول أعداد من مقاتلين كانوا في العراق وجاءوا إلى سرت، عبر المتوسط، من الحدود التركية.
الهدف مصر
وحول خطورة الأمر على الأمن القومى المصري، حذر المستشار القانونى السابق للجيش الليبي "رمزي الرميح"، من مؤامرة كبري تهدف لتفريغ سوريا والعراق من المقاتلين الأجانب ومنح ليبيا بيت مال لتنظيم الإرهابي الذي صنعته أجهزة المخابرات الدولية وعلى رأسها الـ"سي آي إيه"، لافتا إلى تحذير السفارة الأمريكية قبل أيام من نية "داعش" إعلان "سرت" عاصمة للتنظيم.
وأكد الرميح في سياق تعليقه على الأمر لـ"فيتو"، أن مصر والجزائر وتونس والمغرب، أصبحوا في خطر حقيقى ويبدو أن الأيام المقبلة سوف تشهد سيناريوهات كارثية لدول شمال أفريقيا، في إطار صفقة التسوية التي تتم فوق الأراضى السورية عقب دخول الروس على خط المواجهة وفشل التنظيم في إكمال المشر وع الذي رسم بمعرفة الغرب.
وفيما يتعلق بتوافد المقاتلين الأجانب من سوريا والعراق إلى ليبيا، أكد "الرميح" أنه طبقا لمعلومات استخباراتية كشفت نقل المقاتلين الأجانب الفارين من القصف الروسي إلى تركيا، ويتم نقلهم إلى قطر وشهدت الأيام الماضية توافد للطيران القطري على قاعدة "معيتقية" لكن عناصر التنظيم بمعرفة عبدالحكيم بلحاج قائد الجماعة الليبية المقاتلة.
وأشار أيضا إلى نقلهم عبر البحر على متن سفن تجارية تركية ترابط خارج المياه الإقليمية، وتقوم بعمليات إنزال للعناصر الإرهابية من خلال الزوارق المطاطية.
التنظيم يتمدد
وفي ذات السياق قال محمد الجارح، المحلل الليبي من مركز الحريري للشرق الأوسط، إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش،" يتوسع في سيطرته على المدن والقرى الليبية شمالا وجنوبا.
وقال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن": "داعش لديه سيطرة كاملة على مدينة سرت وهم يسيطرون على مساحة تتراوح بين 150 إلى 200 كيلومتر من المناطق الساحلية حول سرت وجنوبا إلى بلدة أبو غرين بنحو 120 كيلومترا وعلى بعد 60 كيلومترا عن مدينة مصراتة، وإلى الشرق هم على مشارف بوابات النفط الرئيسية في ليبيا وتشير التقارير إلى أنهم يعززون قواتهم في بلدة النوفلية التي تبعد 40 كيلومترا فقط عن أهم منطقة نفطية في ليبيا".
وأضاف: "هناك مصادر في مدينة سرت تؤكد وصول العديد من المقاتلين الأجانب على مر الأسابيع والأشهر القليلة الماضية، من مالي ومن نيجيريا ولواء كامل من تونس كلهم يتواجدون حاليا في سرت أو إلى الجنوب من المدينة في الصحراء الليبية وحول منطقة تدعى جفرا".
وتابع قائلا: "أعتقد أن الدولة الإسلامية أرسلت العديد من عناصرها إلى سرت، والأخبار اليوم من سرت تفيد بوجود العديد من التحركات حول ميناء سرت الأمر الذي قد يشير إلى وصول العديد من هؤلاء المقاتلين عبر البحر.
مستعمرة داعشية
من جهتها قالت صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكي، عندما ارتفع علم داعش على جزء من الشريط الساحلي لمدينة سرت منذ عام كان ذلك مجرد ضربة لمجموعة من المسلحين المحليين يريدون من خلالها الترويج لوجودهم على الأرض في المدينة.
وأضافت الصحيفة في تقريرها، "الآن فقد اختلف الوضع، وأصبحت سرت مستعمرة لداعش في ليبيا، حيث يحتشد المقاتلون الأجانب في مختلف أنحاء المدينة، وفقًا لما ذكره سكان وشهود عيان وسجناء تم إطلاق سراحهم مؤخرًا في سجن سرت".
لافتة إلى أن سرت أصبحت قبلة لقادة ومقاتلي داعش الفارين من سوريا والعراق، وذلك في ظل الضغوط التي يتعرضون لها مؤخرًا في الدولتين.
وأكدت أن وصول داعش إلى سرت وإعلانها عاصمة له في ليبيا، يعني أن التنظيم الإرهابي بدأ التحرك بعيدًا عن مناطق نفوذه القديمة في العراق وسوريا، وأصبح هدفه توسيع عملياته الخارجية.
بؤرة صراع جديدة
تسكين عناصر "داعش" في ليبيا ونقلهم جوا وبحرا لتوطينهم في "سرت"، وسط غض طرف دولى، يبعث المخاوف من مستقبل مجهول ينتظر دول شمال أفريقيا، خاصة مصر، والمثير للقلق والمخاوف هو اتجاه القوى الدولية الفاعلة لغلق الملف السوري والعراقى، وفتح جبهة صراع جديدة في الشمال الأفريقى وترك دول المنطقة مرتعا للعناصر الإرهابية ومنحها السيطرة على النفط الليبي لسداد فاتورة التسليح.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.