الأقباط متحدون - متى تتوقف الداخلية عن إهانة النظام؟!
أخر تحديث ١٥:١٨ | الاربعاء ٩ ديسمبر ٢٠١٥ | ٢٩ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٧١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

متى تتوقف الداخلية عن إهانة النظام؟!

محمد صلاح البدرى
محمد صلاح البدرى

 ١- إنها تلك القصة المكررة.. وربما هو نفس الشاب -المريض نفسياً- الذى يتصور دوماً أن حُلّته «الميرى» قد منحته حصانة ما.. ليستخدم سلطته التى منحها له القانون بأسوأ وسيلة ممكنة.

لقد وجد ضالته فى «طلعت».. ذلك الصعيدى ذى الأربعين عاماً.. لم يعرف لماذا يتم القبض عليه تحديداً من على المقهى.. يذكر لهم كيف كان يقف أمام قسم الشرطة لحمايته أيام الثورة.. ولكنهم لم يستمعوا له.. لا بد أن الأمر به خطأ ما! سيفكر لوهلة فى أن يقاوم.. ولكنه سيذهب بعد ذلك.. وليته لم يفعل!! ليس مهماً إن كان قد أذنب أم لا.. فجريمته مهما عظمت لن تكون عقوبتها هى الضرب حتى الموت داخل قسم الشرطة بكل تأكيد!!

إنهم يتحدثون عن نفس لفافة المخدرات التى بلعها المتهم ومات على أثرها.. أشم رائحة قديمة ذات طابع سكندرى.. ولكنه يُدعى طلعت شبيب هذه المرة.. وليس خالد سعيد! لقد تداركت الوزارة الأمر هذه المرة وقامت باحتجاز الضباط المتهمين بضربه.. ولكن يبقى السؤال الذى لا يمكن تجاهله: إذا كانت الداخلية حريصة على تطبيق القانون على ضباطها إلى هذا الحد.. فلماذا أنكرت فى البداية؟ بل ولماذا كان الضرب من الأساس؟!

٢- لم أكن أنوى التحدث عن هذه الواقعة تحديداً، فالكثير من الملابسات لا أعرفها.. كل ما أعرفه أنه بيطرى يدير صيدلية مملوكة لزوجته.. يقولون إنه مات بأزمة قلبية عندما تم القبض عليه متهماً ببيع عقار مخدر.. إلى هنا والأمر يبدو عادياً، ولكن يبدو أن القدر قد قرر أن يفضح ما كان خافياً! إنها كاميرا المراقبة اللعينة فى الصيدلية.. والتى أظهرت حضرة «الضابط» وهو يضرب ذلك الطبيب أثناء القبض عليه.. لم يكن يعرف سيادته أنها موجودة، وأنها تسجل لحظات تجاوزه السادية. كان يظن أن الأمر سيمر كما يحدث كل مرة.. سيضربه ضربة أو اثنتين إمعاناً فى إذلاله.. وإرضاء لساديته التى تئنُّ بداخله.. لن يعرف أحد.. ولكن أراد القدر فقط هذه المرة أن تشاهده مصر كلها. ستثبت التحقيقات ما إذا كانت هناك علاقة سببية بين الاعتداء الذى قام به وبين وفاة الطبيب.

٣- لم أكن أذكره جيداً.. فقد كان طالباً هادئاً لا تسمع له صوتاً.. فقط وجدت من يهمس فى أذنى يوماً أن والده الأستاذ الدكتور فى كلية الطب ينتمى لجماعة الإخوان.. ربما تعجبت من هذا.. فقد عهدته هادئاً أيضاً.. ولكننى لم أهتم. الأمر بدأ يثير اهتمامى حين أصبح ذلك الشاب طبيباً مقيماً بالمستشفى الجامعى الذى أعمل به.. وقتها اكتشفته بالفعل.. إنه نشيط محبوب بشوش.. لا تفارق الابتسامة وجهه طوال الوقت.. حتى حين يتعرض للتقريع ممن هم أكبر منه سناً كأى طبيب مقيم أصيل.. باختصار إنه ولد تحب أن تحظى بابن مثله يوماً ما..! عرفت منذ أيام قليلة أنه لن يتم تعيينه معيداً بالكلية بعد أن انتهت فترة نيابته.. والسبب معروف بالطبع. لقد قرر القائمون على أمن هذا الوطن أن هذا الشاب الهادئ قد يكون خطراً علينا إن أصبح عضواً بهيئة التدريس!! أعرف -كما يعرفون هم جيداً- أنه سيتمكن من الحصول على حقه فى التعيين إن قام برفع دعوى أمام القضاء الإدارى.. سيستغرق الأمر بضع سنوات.. لكنه سينجح فى النهاية.

٤- يُخيَّل لى أحياناً أننا ندور فى دائرة مفرغة.. فلا نكاد نظن أننا كدنا نصل إلى أول الطريق لنجد أنفسنا نبدأه مرة أخرى.. ولا أعرف إلى متى سيظل الأمر بهذه الصورة..! تحاول الداخلية بأجهزتها المختلفة -لسبب ما لا يعرفه أحد- أن تجعل الغضب تجاهها يزداد يومياً.. والواقع أنها ناجحة حتى هذه اللحظة وبشدة..! الأمر يطرح أسئلة عديدة حول تجاوزات وانتهاكات وقرارات ازدادت حتى خرجت من حيز الفردية لتصبح أسلوباً.. يجمعها كلها سؤال وجودى هام.. فإذا كان الكل يعلم أن ممارسات الداخلية السادية والإقصائية كانت سبباً مباشراً لما حدث من قبل.. وإذا كان الجهاز يحمل بين أروقته عدداً ليس بالقليل من الشرفاء والأسوياء والعقلاء.. فمتى تتوقف الداخلية عن إهانة شرفائها؟.. بل وإهانتنا جميعاً؟.. متى تتوقف الداخلية عن إهانة النظام؟!
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع