الأقباط متحدون | إعلام الفتنة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٢٢ | الخميس ٧ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢٧توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

إعلام الفتنة

روزاليوسف - كتب عبد القادر شهيب | الخميس ٧ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

ما قاله الأنبا بيشوي سواء المتعلق بالقرآن أو بوضع المسلمين في مصر ليس جديدا، ولم يسمع لأول مرة!.. ولكن الجديد هو أن هذا الكلام أصبح متاحا لأن يسمعه جمع غفير سواء من المسلمين أو المسيحيين.. ونفس الأمر ينطبق علي كلام د. سليم العوا!

هذا الكلام الذي أثار حالة التوتر الطائفي الأخيرة يتردد همسا منذ سنوات، خاصة بين المتطرفين دينيا، وهو الذي جعلنا نلاحظ تباعدا وليس اقترابا في التعاملات اليومية، أو صنع سلوكا طائفيا متزايدا في المجتمع، تمثل في مظاهر بدت شاذة في المجتمع المصري، كأن يرفض سائق تاكسي أن يقل غير المنتمي لدينه، أو يحرص صاحب عمل علي تشغيل فقط من يشاركونه دينه.

لكن مع ذلك، ظل هذا الكلام الذي كتبه الأنبا بيشوي في محاضرته وما قاله أيضا محصورا تداوله في نطاقات محدودة، وبين اتباع الدين الواحد.. لا يجاهر به أحد علنا علي النحو الذي رأيناه مؤخرا في السجال الديني الذي أثاره الأنبا بيشوي، الذي يعتبر الرجل القوي في الكنيسة المصرية.

فما الذي حدث مؤخرا حتي يخرج هذا الكلام المثير للتوتر الطائفي خارج الأسوار التي كانت تحبسه؟!.. إنه الإعلام الذي ساعد في نقل ونشر هذا الكلام علي نطاق واسع، وحوله من كلام تلوكه ألسن قلة محدودة أو حتي كثرة ولكن سرا، إلي كلام شائع ومتداول، يحرض علي أن يعتصم مسيحيون في ساحة الكنيسة، وأن يتظاهر مسلمون أمام بعض المساجد.

ولم يقتصر دور الإعلام فقط علي نشر كلام الأنبا بيشوي أو د. سليم العوا علي نطاق جماهيري وبشكل علني.. وإن كان دور الإعلام أخطر وأفدح، حينما نشر من خلال قنوات فضائية قيم التطرف الديني وحض علي عدم قبول الآخر دينيا، بل رفضه.. ولذلك لم يكن غريبا أن تدعو جماعة شاردة من علماء الأزهر إلي مقاطعة المسيحيين وعدم التعامل معهم، أو يعلن الشخص الثاني في الكنيسة أن المسلمين ضيوف علي المسيحيين في مصر.

إننا نشهد ومنذ سنوات وليس شهورا، إعلاما مثيرا للفتنة ومحضا عليها، وصانعا لحالة توتر واحتقان طائفي.. إعلام استهدف الطعن في المخالف دينيا بل والأخطر الطعن في الأديان السماوية، وتحديدا في الدين الإسلامي والدين المسيحي.. وهذا هو ما هيأ النفوس للضيق والغضب عند حدوث أي حادث طائفي أو مجرد تصرف طائفي.. وهذا أيضا هو ما دفع العقول لتصديق الشائعات الطائفية.

وحسنا أن طالب المسئولون عن الإعلام من يعملون فيه بالتوقف عن إثارة الفتنة والحض عليها ونشر أفكار التعصب الديني.. ولكن ذلك لا يكفي.. الدولة يجب هنا أن تكشر عن أنيابها الوطنية وتمنع هؤلاء من نشر الفتنة، والقانون في صفها سوف يساعدها علي ذلك.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :