خواطر العرضحالجي المصري * د. ميشيل فهمي
في غياب تام للأحزاب السياسية - لِكٓثْرتها الغير عادية ، ما يقرب من مائة حزب - التي هي من العُمُدّ الإرتكازية الأساسية للحياة السياسية وأداة من أهم أدوات الديمقراطية ، تمــــتّ الإنتخابات ( الشخصية ، بمعني غير الحزبية ) ، لِتُسْتٓكْملّ بــــــذلك المرحلة الثالثة والأخيرة من خارطـــــة المستقبل التي رسمتها وحددتها الثورة الـتاريخيــــــة المصرية والمصيرية ثورة الــ ٣٠ من يونيو .
ونتيجة لهذه الأجواء والظروف والملابسات ، أفرزتّ تلك الإنتخابات
( الشخصية ) نتائج ســـلبية ونتائج إيجابية ، تسْتدعي وتستلزم العديد من القراءات والتحليلات الحِيادية باعتبارها من الدروس المُسْتفادة في حياتنا السياسية بسلبياتها وإيجابياتها ، خاصة أنها إنتخابات ذات ظروف خاصة لم تمر بها البلاد من قبل ، ولم يٓخْبرها العباد منذ أن عرفت مصر الحياة النيابية بمجلس شوري النُواب في عام ١٨٦٦ ، وما يميز خصوصية هذه الإنتخابات ، أنها أعقبت مرحلة تجريف مصر وتدميرها سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً .
** من إيجابيات هذه الإنتخابات أنها أول إنتخابات نزيهة وشفافة ولم تشوبها شائبة واحدة من ناحية إدارتها ، لا تدخل حكومي في إدارتها ، حِياد تام وكامل ومشهود من الشرطة .. عكس ما كان يتم في السابق من تدخل ( رجال الإدارة - الشرطة ) في سير العملية الإنتخابية ، وتوجيهها وِجْهاتّ معينة طِبْقاً لرغبات الحكومة ، وقد عرفنا وخبرنا العديد من سُبُل وطرق تزوير الإنتخابات علي مدار الحياة السياسية في مصر ، كان آخرها إنتخابات ٢٠١٠ وما تم بها من تزوير فٓجّ ، وجاءت الشهادة بنزاهة وشفافية سير العملية الإنتخابية بشهادة المتنافسين أنفسهم ، وقبل الجماعات والجمعيات والمؤسسات والهيئات الرقابية الدولية والإقليمية والمحلية ،
** ومن السلبية التي لابد من ذكرها ، وجــدنا بل فوجئنا بنشوب معارك تنباذية سِبابية بين شخصيات عامة وصلت الي حد النجومية ( وليست سياسية لعدم وحود أحزاب ) .. وصل بها الأمر لدرجة تبادل الفضائح الشخصية والمهنية والتخوين والعِمالةّ ً... الخ ، كان الشارع المصري يحسِبٌ هذه الشخصيات أنها مصرية وطنية الإحــترام والذات ، إلا أن أطماع الوصول الي مقعد البرلمان أسقطت أقنعة أٓوْجُـــــــهّ وأوراق توت عورات الكثيرين منهم ،
** كما وجدنا تٓشٓوُهاتّ وعاهاتّ وعشوائيات نيابية تمثلتّ في وجود نُواب ما كان يخطر في أقصي أحلامهم أن يتواجدوا علي الرصيف الذي به شارع البرلمان كمكان ، فلم يصدقوا أنفسهم مما زاد من أطماعهم فرفعوا سقفها ، بعض الناجحين شعبياً وصاحب قناة تليفزيونية ، صرح بأن ( مامــــا هي اللي صرفتٌ علي حملتي الإنتخابية ) فوصلت أطماعه ليجلس علي كرسي رئاسة المجلس الذي جلس عليه عظماء مثل عبدالسلام فهمي جمعة ، وعلي زكي العرابي ، وحافظ بدوي ... الخ ، فطالب بكرسي رئاسة البرلمان ، وآخر ناجح شعبياً وأومنجي عتيق وعتيد وينقصه التأديب والأدب في الأحاديث يطالب برئاسة اللجان ، مثل لجنة الشؤن العربية ..كل ذلك قبل أن يروا ( كرسي البرلمان ) رؤي العين ، وهذه نظرة نرجسية لأنه قبل أن يعرف ويعلم قُدرات وإمكانيات ! ، بقية زملاؤه الــ ٦٠٠ يشعر أنه الأجدر والأكفأ من كل هؤلاء ،
** والبعض الآخر وهُمّ كُثُرٌ كونوا جبهات وتحالفات بين الناجحين بمختلف المُسميات بغرض الإســـتحواذ علي الأغلبية ، والكلُ يدعي أنه يعمل لمصــــر ومن أجل مصـــر - والله يعلم ما بالصدور - ،
** ضمن الإفرازات السلبية للإنتخابات نجاح نماذج أفرزتها العلاقات الشخصية والدوافع والإحتياجات الفقرية ، مثل مجموعة تضُمّ الشتام ، والنمام ، والمتلونّ ، والمتنطع ، ومُقٓبلو الأياديّ ، ونصابي الطب ، والإعلامي العشوائي فاقد لغة التخاطب بأدب وتأدب ، وعضو فنان فاقد الأخلاق !
ما معني هذه السلبيات ؟
معناها أن الشعب المصري الذي هو ( الناخب ) غير مؤهل لممارسة الديمقراطية ، بعد ...
وللقراءات بقية