أثار إعلان المملكة العربية السعودية عن تشكيل تحالف عسكري إسلامي للحرب على الإرهاب، العديد من ردود الفعل، بالإضافة إلى التكهنات الكثيرة حول خطوات المملكة التي باتت مستعدة أكثر من ذي قبل للحديث بصوت المدافع بدلا من التصريحات الدبلوماسية. 

 

في تقرير للاستخبارات الألمانية، نشرته وسائل إعلام عالمية أشارت إلى أن الأمير محمد بن سالمان، وزير الدفاع السعودي، ولي ولي العهد، هو الذي قرر شن الغارات الجوية على المتمردين الحوثيين في اليمن، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وأدخل السعودية في حرب واسعة في المنطقة، كما حذر التقرير الاستخباراتي في الوقت نفسه من "جنوح السياسة السعودية إلى الاندفاع" في عهده ووصفه بأنه "مندفع". 

 

الأمير محمد، هو الرجل الثالث في المملكة، حيث يتولى منصب "ولي ولي العهد"، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وهو حاليا أصغر وزير للدفاع في العالم، إذا يبلغ من العمر 30 عاما فقط، ويتحدث طوال الوقت عن طموحاته لمستقبل المملكة، حيث أن الرجل الذي يقف بين الملك سلمان وابنه الشاب في الحكم هو ولي العهد الأمير، محمد بن نايف، ليس له أولاد ذكور، وهذا ما يفتح طريق العرش واسعا للأمير محمد بن سلمان.

 

ولد الأمير محمد بن سلمان في أواخر 31 أغسطس عام 1985 بالعاصمة السعودية الرياض، وهو الابن السادس لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والدته سمو الأميرة فهدة بنت فلاح بن سلطان آل حثلين العجمي، وتلقى تعليمه في مدارس الرياض وجامعاتها على عكس أبناء العائلة المالكة الذين يتلقون تعليمهم في الخارج. 

 

اندمج الأمير السعودي في الأنشطة الاجتماعية والسياسية، وأسس عدداً من الشركات التجارية، ومنحته مجلة "فوربز الشرق الأوسط" بصفته رئيساً لمجلس إدارة مركز الملك سلمان للشباب، جائزة شخصية العام القيادية لدعم رواد الأعمال لعام 2013م، "تثميناً لجهوده في دعم رواد الأعمال الشباب".

فرض الأمير الشاب اسمه على الساحة السياسية، مؤخرا، حيث أشرف على عملية "عاصفة الحزم" بعد بدء العملية  منتصف ليل 26 مارس 2015 ضد الحوثيين في اليمن، واستطاعت المملكة العربية السعودية تكوين تحالفا عربيا ضم 14 دولة عربية، وبعد تسعة شهور، ومنتصف ليل الثلاثاء الماضي أعلنت المملكة عن تحالفا إسلاميا يضم 34 دولة لمكافحة الإرهاب.