الأقباط متحدون - «سارتر» مرشداً للإخوان بترشيح من «عماد أديب»
أخر تحديث ١٠:٤٣ | السبت ١٩ ديسمبر ٢٠١٥ | ٩ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٨١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

«سارتر» مرشداً للإخوان بترشيح من «عماد أديب»

خالد منتصر
خالد منتصر

بينما أفاقت بريطانيا من سباتها العميق وأقرت بإرهاب الإخوان، ما زال بعض مثقفينا يعتبرون الإخوان رمز الاعتدال، وما زال بعضهم ينادى بمد الجسور بيننا وبينهم، صدمنى مقال الكاتب الكبير عماد الدين أديب الذى كتبه فى «الوطن» الثلاثاء الماضى تحت عنوان «مخاطر إخوان بلا قيادة»، الذى نادى فيه بأن تساعد السلطة الإخوان فى بناء تنظيمهم الجديد!!، وأنهى المقال بهذه القنبلة، قائلاً: «وفى رأيى أن الفطنة والحكمة والذكاء السياسى تتطلب ألا تغيب الدولة ولا يغيب العقلاء فيها عن ضمان وصول قوى وقيادات قابلة للحوار الإيجابى من أجل بناء جماعة الإخوان الجديدة»، ويبنى هذه الرؤية على أنه لا يمكن القضاء على الإخوان المسلمين، لذلك لا بد من قبول الأمر الواقع والإسراع بمساعدتهم فى تنصيب قيادة بسرعة، لأنهم دون قيادة خطر!! أنا مندهش، بل مصدوم من هذا التحليل الذى غابت عنه كل أبجديات التحليل السياسى،

وكأن الأستاذ عماد يعيش فى مجرة أخرى، ولا يعرف أن الإخوان كانوا يمثلون خطراً، بل سرطاناً فى ظل القيادة التى تخاف سيادتك من غيابها، ففى ظل القيادة التاريخية للمرشد حسن البنا تم اغتيال القاضى الخازندار ورئيس الوزراء النقراشى، وتفجير محاكم ودور سينما ومحلات مملوكة ليهود.. إلخ، ما رأيك يا أستاذ عماد، هل تتخيل قيادة أكثر حصافة وكاريزمية وذكاء من حسن البنا، هى التى ستقود الإخوان الآن؟!، هل ستُرشح حضرتك جان بول سارتر مرشداً للإخوان، لكى تتخلى الجماعة الربانية عن العنف؟ أما الحجة والفزّاعة التى تطلقها سيادتك ويطلقها بعض المثقفين من المنادين بالتصالح فى وجوهنا كلما جاءت سيرة الإخوان، وهى أننا حنعمل فيهم إيه؟!، نحرقهم يعنى؟! نعتقلهم جميعاً فى معسكر جوانتنامو؟!، دول كتير مانقدرش!!، لم يتحدث أحد عن الحرق ولا جوانتنامو، هناك قانون، والخارج عن القانون هو الذى يحاسب، هل تعرف نسبة السيكوباتيين فى أى مجتمع كام يا أستاذ عماد؟!، ملاحظة «السيكوباتى» لا أمل فى إصلاحه أو علاجه ولو حتى بالسجن، نسبتهم من 1 إلى 5% فى أى مجتمع!!،

هل يعنى ذلك أن نقلدهم المناصب ليتحكموا فى رقابنا بحجة أنهم نسبة كبيرة، ما البلطجية نسبة لا بأس بها فى المجتمع، والقتلة نسبة، وقطّاع الطرق تمثل نسبة.. إلخ، هل يبرر هذا تركهم بمبرر حنعمل فيهم إيه.. ما هما أمر واقع لا مفر منه؟!!، ومع احترامى الكامل للكاتب الصحفى عماد أديب، أنت تتعامل مع الإخوان بالقطاعى، وبالطريقة الأمريكانى، إرهابيين أخيار وأشرار، وهذا لا ينفع مع فكرة الإسلام السياسى، الإخوان فكرة إقصائية، وتلك الفكرة بالضرورة وبالفرضية وبالحتمية هى فكرة إرهابية، بذرة تطرف، جنين فاشية، مهما كان المنتمى إليها فى البداية رقيق المعشر، خفيض الصوت، معسول الكلام، حليق الذقن، هو يمارس التقية على محطة انتظار قطار الإرهاب، الذى ما إن دق جرس محطة التمكين قفز سريعاً بمولوتوفه وقنابله وخناجره فى إحدى عرباته وتحول من «دكتور جيكل» إلى «مستر هايد» فى لمح البصر،

لذلك فالكلام عن تيار معتدل وتيار متطرف أو حمائم إخوانية وصقور جهادية هو كلام خداع يفتقر إلى الكثير من العلم وقراءة التاريخ، فالاطلاع على تاريخ الإخوان، وأنا أعرف أنك أكثر منى اطلاعاً عليه، يؤكد أن من يقدم للإخوان صباعه يلتهمون ذراعه!!، بداية من الملك فاروق الذى أغدق هو وأبوه فؤاد، على الإخوان من عطفه ورعايته، فعين الأب «الهضيبى» قاضياً بقرار استثنائى، ودعم «فاروق» الجماعة واستخدمهم ضد «الوفد» للحد من صعوده وكسر شعبيته، وما إن قامت الثورة على «فاروق» حتى كان الإخوان داعمها الأول والصوت الذى أطلق عليها الحركة المباركة، ومحرّضها على عدم العودة إلى الثكنات وإعدام أى صوت معارض، مثل «خميس» و«البقرى» اللذين كان سيد قطب فى مقالاته النارية هو حبل المشنقة الفكرى الذى التف حول عنقيهما، وعندما فطن «عبدالناصر» الذى كان قد استثناهم من الحل والإقصاء، بل وعيّن وزيراً منهم، عندما فطن إلى لعبتهم وأدرك طمعهم وانتهازيتهم، حاولوا اغتياله فى المنشية، أما ما فعله «السادات» معهم من تدليل وعلف وتسمين، بداية من إخراجهم من السجون وحتى جلوس مرشدهم فى الصفوف الأولى فى المناسبات القومية، مروراً بالسماح بإصدار مجلتهم وطباعة كتبهم.. إلخ،

ما فعله «السادات» لم يقابلوه إلا بالغدر واغتيال تلاميذهم الأبرار له فى عيده، كان «السادات» يحسبهم سيفه البتار فى حربه ضد اليسار، وهم فى الخفاء يدمّرون ويتآمرون تارة من خلال الإخوانى «صالح سرية» وتارة من خلال الإخوانى «شكرى مصطفى»، ودائماً من خلال تنظيمهم الوليد «الجماعة الإسلامية» فى الجامعة و«أبوالفتوح» و«الجزار» و«العريان».. إلى آخر تلك التوليفة التى نفخت الروح فيهم من جديد، ثم كانت النهاية مع «مبارك»، الطريقة العقربية نفسها، التقية ثم الغدر، لنا الشارع بمساجده ومستوصفاته وجمعياته الخيرية، ولك الحكم بكل هيلمانه والتوريث بكل برطمانه وبرلمانه، واطمئن إحنا معاك بس امنحنا 80 كرسى، وخلى بيننا وبين أمن الدولة كبارى اتصال!!، وعندما كان يحدث خلاف على توزيع الغنائم كانت تحدث بعض الاعتقالات وقرصات الودان، ثم نتصالح وعفا الله عما سلف، حتى ظهرت تباشير 25 يناير، فلبدوا فى الدرة، إلى أن تحدد اتجاه الريح، فظهروا فى الميدان، مطالبين بإعدام «مبارك»!!، هؤلاء هم الإخوان اللى حضرتك تاعب نفسك فى البحث لهم عن قيادة، لأنهم يا عينى سيصبحون خطراً دون قيادة!!، يا أستاذ عماد الإخوان خطر بقيادة ودون قيادة، الفيروس يا أستاذ عماد خطره فى نواته هو شخصياً، والإخوان زى الفيروس، خطرهم فى نواتهم الفكرية الإقصائية الفاشية التكفيرية.
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع