فى مثل هذا اليوم 20 ديسمبر 1953، مجلس قيادة ثورة يوليو ..يواجه محمد نجيب بأخطائه . كانت الساعة الرابعة فجرا ومحمد نجيب يرفض كل الملاحظات التى يذكرها له اعضاء مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952..ويصمم على موقفه ويمتنع عن تقديم اى تنازلات ..وحسب مذكرات خالد محى الدين عضو مجلس قيادة الثورة "الان اتكلم "..الصادرة عن مركز الاهرام للترجمة والنشر .."انفض الاجتماع وقال عبد الناصر"فلنترك هذه المسألة للزمن"..
فما هى هذه المسألة ؟؟..وماذا دار فى الاجتماع التى تناولها فى مثل هذا اليوم 20 ديسمبر 1953..
هو يوم من ايام الصراع بين محمد نجيب وباقى اعضاء مجلس قيادة الثورة بقيادة جمال عبد الناصر ..
وكانت قصيته الرئيسية هى محاولة تسوية الخلافات مع نجيب وحسب كتاب "عبد الناصر وزيرا للداخلية"لمحمد صلاح الزهار "اثيرت اخطاء محمد نجيب التى كان يذيعها مجلس قيادة الثورة على الضباط الاحرار وباقى ضباط الجيش لجذبهم الى جانب مجلس الثورة اذيع ان نجيب انفصالى لايريد ان يعمل الا لمصالحه الشخصية وانه يتصل بالرجعية التى تريد الانقضاض على الثورة ..كما انه يساند جماعة الاخوانالتى تريد احتواء الثورةفضلا عن ضمه لبطانته الشخصية اشخاصا يسيئون للثورة وفى ذلك الاجتماع جلس نجيب ليحاسب حسابا عسيرا ..فوجه اليه جمال سالم نقدا مريرا لتصرفاته كما تحدث عبد الناصر عن "دور نجيب فى الثورة وكيف تم ضمه للتنظيم قبل قيامها ومع ذلك لم يراع انه دخل على الثورة واراد ان يستأثر بالسلطة"..
واقترح جمال سالم على نجيب حسب خالد محى الدين اقتراحا بان يتخذ اجراءات يثبت بها خسن نواياه ..
وهو ان يبعد عنه ثلاثة من مساعديه او المحيطين به وهم اليوزباشى محمد رياض وكان ضابطا بالبوليس الحربى وعينه نجيب حارسا شخصيا له ..ويوز باشى محمد رياض سامى وهو بمثابة المستشار الاعلامى لنجيب ..وصلاح الشاهد تشريفاتى رئاسة الجمهورية ..وكان الهدف من هذا محاصرة نجيب بعزل اقرب المقربين اله ..وامتد الاجتماع حتى الفجر والنقاش والجدل لم يصلا بالمجلس الى قرار ..وكان عبد الناصر قد نفذ صبره فتحدث الى نجيب مهددا ..ومنذرا..بقوله :"انت عارف ازاى جبناك..واحنا نيتنا صافيه لاننا فتحنا معاك موضوع الخلاف وسعينا لتهدئته ..ولكنك تصر على المضى فى طريقك الانعزالى ..ولاتريد التعاون معنا لتحقيق اهداف الثورة ..وهذا الامر لايمكن الكوت عليه"..
ويقول خالد محى الدين وهو كان من انصار نجيب فى هذا الاجتماه :"ان نجيب اهمل مسؤلياته كرئيس للجمهورية ورئيس للوزراء ..مما جعل عبد الناصر ممتلكا لقوة تنفيذية وصار صاحب الكلمة الاولى فى ادارة البلاد..!!