الأقباط متحدون | اشياء " ُيعتقد " أنها أمريكية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٢٨ | الاثنين ١١ اكتوبر ٢٠١٠ | ١ بابه ش ١٧٢٧ | العدد ٢١٧٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

اشياء " ُيعتقد " أنها أمريكية

الاثنين ١١ اكتوبر ٢٠١٠ - ٣٤: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم:احمد الخميسي
أسمع وأقرأ يوميا - منذ زمن - عن غارات يسقط فيها قتلى وجرحى وتهدم بيوت   فقراء باكستان في مناطق الحدود مع أفغانستان . دماء الأطفال والنساء وغضب الرجال وصياحهم أشياء حقيقية ومؤكدة ، أما الفاعل فإنه مجهول ! إذ تكتفي الصحف والفضائيات بالقول بأنها غارات " ُيعتقد " ! أو " يُظن " أو " ربما تكون " أمريكية ! . لا يستطيع أحد أن يتوصل إلي هوية الجهة أو الدولة التي ترتكب يوميا جرائم الإبادة الجماعية بطائراتها ! لا تستطيع لا روسيا ولا ألمانيا ولا بريطانيا ولا أمريكا بالطبع بكل ما لديهم من علوم التوصل إلي ذلك الفاعل الماكر المجهول ! لا يستطيع أحد أن يشير إلي الفاعل في وقت يمكن فيه لمن يريد أن يرى عن طريق الانترنت أي شارع بأية مدينة في الأرض عن طريق الانترنت ! . تعجز العلوم الحديثة كلها عند النظر إلي إبادة فقراء الحدود يوميا عن معرفة الفاعل ! لهذا يكتفون بالقول بأنها غارات " ُيعتقد " ، أو " ُيظن " ، وبعض الظن إثم ! الغارات تشنها طائرات بلا طيار ( إلي هذه الدرجة وصل العلم ) لكن هذا العلم ذاته يعجز فجأة  عن تحديد المكان الذي تنطلق منه الطائرات ! وقديما قالوا إن الفعل يبنى للمجهول خوفا على الفاعل أو خوفا منه !   
معظم الغارات تستهدف القبائل الباكستانية ، وليس فقط . فقد أشارت الأنباء منذ فترة قصيرة إلي غارات مماثلة على محافظة مأرب باليمن أسفرت عن مقتل نائب المحافظ وأربعة من حراسه . وحين كان الأمر يتعلق بوجود أسلحة دمار شامل في العراق ، توفر من العلم ما يكفى للإدعاء بوجود تلك الأسلحة ! وحين تعلق الأمر بتفجير برجي التجارة في سبتمبر عام 2001 ، تمكنت الجهات الأمريكية بعد التفجير بساعات ، ومن دون أي تحقيق ، أن تتوصل فورا إلي أن القاعدة هي الفاعل ! وبعد تسع سنوات من الحرب الأمريكية على أفغانستان يبدو الفشل الأمريكي ضخما لا تداريه كل عمليات الإبادة الجماعية لفقراء الحدود وأطفالهم . ومازالت أمريكا تدعي أنها ترمى بحربها إلي " نشر الديمقراطية " حتى لو تكلف ذلك إبادة الشعب الأفغاني بأكمله ، أو هدم العراق ، فالمهم في النهاية أن تبقى في الخراب وبين الأنقاض وردة الحرية الأمريكية ! . ولم يستطع باراك أوباما أن يبرر شيئا من الأوهام والآمال التي عقدها عليه البعض ، فلم نر منه حتى الآن سوى سعيه الحثيث لتقسيم السودان ، وتهديد إيران ، وإدعاء العجز حين يتعلق الأمر بضرورة الضغط على إسرائيل ، واعتصار ثروات العراق ، ومواصلة الحرب الإجرامية على الشعب الأفغاني . وقد كشف الكاتب الأمريكي دونالد لامبرو الهدف الحقيقي للحرب الأمريكية على أفغانستان قائلا : " قد يرى العالم أفغانستان مجرد كتلة من الجبال تنمحي معالمها بين الأطلال المنتشرة في كل مكان ، لكن للجيولوجيين رأيا آخر ، إذ يقدرون أن أفغانستان هي منجم ثروات طبيعية لو توفرت لأي دولة أخرى لكانت من أغنى الدول " . وقد أشارت " نيويورك تايمز " في تقرير لها نشرته جريدة الوطن القطرية إلي أهمية أفغانستان كمعبر لخطوط نفط وغاز كازاخستان وتركمانستان وأذريبجان ، والسيطرة على نفط تلك الدول تعتمد على التحكم في خطوط نقل ذلك النفط . ومن أجل النفط تواصل أمريكا حربها على أفغانستان ، وتواصل تحكمها في العراق الذي اتضح أنه ثالث دولة في العالم من حيث احتياطي النفط بعد السعودية وفنزويلا ، وتبقي حقيقة أن الحرب الفاشلة على الشعب الأفغاني هي الأطول في تاريخ الاستعمار الأمريكي بعد أن طالت أكثر مما طالت الحرب على فيتنام ، ومهما استمرت الطائرات في غاراتها التي " يُعتقد " أنها أمريكية ، فإن مصير الحرب قد تحدد ، واتضح ، حتى لو استمرت الأنباء تبني الأفعال لمجهول .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :