قبل أن نودع عام 2015 بأفراحه وأتراحه الكثيرة، نلقي نظرة على تلك الأحداث السياسية التي شكلت المشهد المصري في هذا العام، وبالطبع لم تغب الكنيسة القبطية ورأسها البابا تواضروس الثاني عن المشهد بل كانت جزءًا أصيل منه..

في السطور القليلة القادمة نتعرف على أبرز المواقف التي تعرض لها رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأثار حوله ضجة، وحاول البعض من خلالها الاصطياد في الماء العكر...

 

لعل من أبرز تلك المواقف على الإطلاق هو سفر البابا إلى القدس عبر إسرائيل، لترأس صلاة جنازة الأنبا إبراهام مطران الكرسي الأورشليمي، وهو قرار اعتبره البعض صادم والآخر جريء، بينما طالب الأقباط بالسماح لهم بزيارة الأراضي المقدسة، ولم يفوت السلفيين والتيار الديني الفرصة للمزايدة على وطنية البابا والكنيسة واعتبار أن السفر "تطبيع" وعمالة!
 

الكنيسة أوضحت في بيانًا رسميًا آنذاك أن البابا قرر إرسال وفدًا كنسيًا لإحضار جثمان المطران للصلاة عليه، ولكن عندما فُتحت الوصية وجد أن الأنبا إبراهام قد طلب دفنه بالأراضي المقدسة، ووفق الطقوس الكنسية الأرثوذكسية لابد أن يصلي البطريرك على مطران القدس الذي يمثل أعلى رتبة كنسية خلف البابا مباشرة، وباعتباره الرجل الثاني بالكنيسة.

لافتة إلى أن الدولة المصرية هي من تولت إنهاء إجراءات السفر، وأن الزيارة ليست للتنزه بل لأداء واجب اجتماعي وديني أيضًا.

ومن الجدير بالذكر أن البابا قد أوضح في عظته الإسبوعية الأربعاء الماضي التي ألقاها من الإسكندرية، أن قانون الأحوال الشخصية الموحد بات قريبًا من الخروج للنور بعد أن يتفق الثلاث طوائف على صيغة موحدة له.

3- مريم ملاك طالبة الصفر ترفض لقاء البابا

وكان من المحطات اللافتة هو ما أعلنته الكنيسة حول لقاء البابا تواضروس الثاني مع الطالبة مريم ملاك، المعروفة إعلاميًا بـ "طالبة الصفر"، لتخرج تصريحات مريم بعدها رافضة لقاء أي رمز ديني، مؤكدة أنها لم تُظلم كمسيحية بل كمصرية، وأنها لن تقابل أي رمز ديني وستواصل مسيرتها كمصرية للحصول على حقها، وأنها ترفض تصنيف القضية على كونها طائفية.

 

وفي حديث للبابا لقناة Orthodox TV channel soyus الخاصة بالكنيسة الروسية الأرثوذكسية، أكد أن المصريين نسيج وطتني واحد يعيشون منذ آلاف السنين سويًا، مشددًا على أن الكنيسة لا تمارس سياسة ولا يمكن خلط الدين بالسياسة، مشبهًا الدين بـ "البيض" والسياسة مثل "الحجر" وان اختلاطهما خطير جدًا، لكن نستطيع الاستفادة من كلاً منهم على حدا، أى نستخدم البيضة فى الطعام والحجر فى البناء إذن لابد ألا نخلط الدين بالسياسة"، وهو التصريح الذي آثار جدلاً واسعًا ما بين استنكار وسخرية.
 

وفي فيديو تداوله عدد من نشطاء الفيسبوك، يوضح فيه البابا تواضروس خلال لقاءه برهبان دير وادي النطرون، أن استخدام الهواتف المحمولة يبعث بطاقة زائدة لجسم الراهب، شارحًا معنى كلمة "إس إم إس" بأن الحرف الأول هو اختصار لكلمة رياضة، والثاني إختصار لكلمة "ميديا" والحرف الثالث اختصار لكلمة "جنس".  

وقد عرض هذا التفسير الذي قدمه البابا البطريرك لموجة حادة من الانتقادات والسخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.