«بابا نويل» من الفرنسية تعنى «أب الميلاد». يتخيل الناس «بابا نويل» شيخاً حسناً ذا لحية بيضاء كالثلج ويرتدى ملابس حمراء اللون، وصاحب جسم قوى شديد، راكباً عربة سحرية تجرها غزلان شقية، ومن خلفها الهدايا يوزعها على الأولاد أثناء هبوطه من المداخن أو دخوله من النوافذ وشقوق الأبواب...
لا أعرف سبباً واحداً لكراهية السلفيين العميقة لبابا نويل، حملة كراهية تترى على مواقع التواصل الاجتماعى. بابا نويل حزين جدا، يفكر جدياً فى عدم الهبوط من المدخنة هذا العام، السلفيون سدوا الشقوق فى الأبواب حتى لا ينفذ منها «سانتا كلوز» .
شيخ من خيال، حنانيكم، أتحاربون خيالاً، بابا نويل لم يدع فيكم إلى دين جديد، ولم ير يوماً قادماً يتأبط شراً، يحمل هدايا رمزية للفقراء، ولم يتحصل على تأشيرة زيارة الإسكندرية حتى يخشى من هبوطه مشايخ الدعوة السلفية.
أصلا هو فيه ثلج فى الإسكندرية يتزلج عليه بابا نويل، شرط القدوم التزلج، زلاجاتكم فى الطين، والغزلان طفشت إلى الصحراء الغربية هرباً من صيدكم الجائر للحرائر، هناك موانع «لوجستية» تجعل هبوط بابا نويل فى مصر غير آمن، أين لنا بالغزلان والأيائل، وتخلو بيوتنا من المداخن؟!.
لامؤاخذة يا بابا، سانتا كلوز طلع من المشركين، وقال قائل منهم أريب: «ومن الشركيات فى الكريسماس أن الأطفال يتعلقون بسانتا كلوز ليقدم لهم الهدايا لأنهم كانوا طيبين، أين التعلق بالله؟»؟!.
أستغفر الله العظيم، إلهى كل من يتعلق بسانتا كلوز يتعلق من رقبته فى حبل غسيل ويتدلى فى المنور القبلى.. عيال مشركة والعياذ بالله.
ابيضّ الشعر منى وبلغت من العمر واحداً وخمسين سنة وماشى فى الاثنين وخمسين، وخدعت فى سلسلة أفلام «سانتا كلوز»، هذا الشيخ باسم الثغر طلع ماكر، كافر والعياذ بالله، وقال أحدهم محذراً عموم المسلمين وعوامهم فى كلمات موحيات وواجبات: «لكم دينكم ولى دين.. ومفيش كريسماس فى دينى».. ومتن بهاشتاج متين جالب للحسنات: «أنا مسلم لا أحتفل بالكريسماس».
حملة الكراهية لبابا نويل تسلك مسلكاً تكفيرياً، وقال أحدهم عتيد: «مسلم ويحفظ سورة الإخلاص، وتجد فى بيته شجرة الكريسماس الدالة على ولادة (ابن لله) فهل هناك مثل هذا الخلل العقائدى الخطير؟..».
الشجرة موجودة منذ زمن بعيد، وملونة وتسر الناظرين، وتضاء فى عيد الميلاد، بالأحمر والأخضر، وبأوراق مفضضة وذهبية، من قبيل البهجة والسرور، أين هو الخلل، بحثت عن الخلل فى الحلل، لا أثر لبابا نويل، الخلل فى التصميم العمرانى، بيوت بلا مداخن، وعقول مصمتة بلاشقوق، السلفية تهتبلنا بكلام عجيب!.
السلفيون مصرون على أن يضحك من خفتنا الناس، حملتهم على بابا نويل من العجائب، نفسى أعرف ماذا سيفعل ولدنا «نادر بكار» فى بلاد الشيطان حيث يدرس، عندما يداهمه بابا نويل ليلاً هابطاً من المدخنة، طبعاً سيتخيل أنه حرامى الحلة حاملاً خرجه على ظهره، ويتصل بـ122 !!.
يارب بابا نويل يهبط على بيت عبدالمنعم الشحات، تخيل المشهد، لقاء السحاب، الشحات وكما هو معلوم من السلفيين الأوائل فى صدر الدعوة السلفية بالإسكندرية، وبابا نويل من بواكير خيالات الحضارة الغربية، الجامع المشترك بينهما البشاشة والابتسامة، قارن بين الصورتين، تغتبط.. يخلق من الشبه أربعين.
بحب بابا نويل رغم أنف السلفيين، وليته كان معنا يزورنا ليلاً كما يفعل فى أفلام رأس السنة، شيخ لطيف، وجه بشوش، لحية بيضاء ثلجية، يركب زلاجة تجرها غزلان، وحمولة ملونة من الهدايا التى تخلب لب الأطفال، كبير أنا على التعلق ببابا نويل، ولكنى أحبه وأنتظر الزيارة.. بس للأسف البيت مفيهوش مدخنة!!.
المصري اليوم