الثلاثاء ٥ يناير ٢٠١٦ -
٠٥:
١١ ص +02:00 EET
المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وفى الناس المسرة
عرض/ سامية عياد
ميلاده كان عجيب ، ليس كمثل البشر كان مولده ، لكن الإله صار بشرا ، إذ أحب الله البشر ، المرتفع تنازل رأفة منه ، الأزلى أتى من العذراء وهى لا تعرف رجلا ، العذراء ولدته لكى تكون الطبيعة البشرية شريكة ، ومن العذراء ولد ولم تمس بتوليتها..
ما أروع التأمل فى الميلاد العجيب بكلمات نطق بها القديس يوحنا ذهبى الفم حسبما ورد بمخطوطة 395 لاهوت بالمتحف القبطى نشرها المقدس يوحنا حبيب فى كتاب "افراح عيد الميلاد المجيد" عام 1978 ، الملوك قد تعجبوا كيف ينزل ملك السماء الى الأرض وليس فى حوزته ملائكة ولا رؤساء أو قوات ، تناول اللبن كالطفل من ثدى أمه العذراء ، من أفواه الأطفال والرضع خرج التسبيح ، جاء الرعاة الى الراعى الصالح الذى بذل نفسه عن غنمه ، جاء الكهنة الى رئيس الكهنة على طقس ملك صادق ، جاء الصيادون الى رئيس الحياة ليجعلهم صيادين للناس ، جاء الخطاة الى حمل الله الذى يرفع خطايا العالم .
احتمل المسيح أن ينظر إليه بالجسد ليؤمن جحود الذين لا يؤمنون به ، ويولد من عذراء غير عارفة بالأمر لأنها إناء طاهرا وبسيطا ، الذى على العرش فى العلو يوضع فى مذود ، الذى يفك أغلال الخطايا اليوم يشد بالأقماط ، حقا أنه يريد أن يبذل الهوان بالكرامة ، ويلبس المجد لمن لا مجد له "أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له ، فلنسبحه ونمجده ونزيده علوا الى الأبد" ، لم يولد مثل ميلاد الإنسان لأنه لو ولد كالبشر لظن كثير من الناس أنه باطل ، أما وقد ولد من عذراء ومن بعد ولادته حفظ العذراء ، فإن ميلاده عجيب غريب.
الكل فى عيد ، الكل فى فرح ، بميلاد المخلص رب المجد يسوع المسيح ، فهو رجاء وفرح و أمل الكل ، به نتقوى بقوته ونردد مع الملائكة "المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وفى الناس المسرة " ..