الأقباط متحدون - قراءة في نتائج الانتخابات الشخصية.. واللاسياسية ( ٤ )
أخر تحديث ١١:١٨ | الاثنين ١٨ يناير ٢٠١٦ | ٩طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨١١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

قراءة في نتائج الانتخابات الشخصية.. واللاسياسية ( ٤ )

قراءة في نتائج الانتخابات الشخصية.. واللاسياسية
قراءة في نتائج الانتخابات الشخصية.. واللاسياسية
بقلم – د. ميشيل فهمي
بعد أن شــاهد الجميع في الداخل والخــارج ما حدث في الجلسة الإجرائية للبرلمان المصــــــري وتوابعهـــا من ســـلوكيات وأقوال لا تمت للحياة النيابية بل بالحيـــْـاة السياسية بصلة ، ثٓبٓت ما كتبته في سلسلة المقالات هذه ، من حيث أن انتخابات ( ديمقراطية الأُمِيةّ ) أفرزت نوعية غريبة من شــخصيات النُوابّ ، الغير مؤهلة للقيام بالتمثيل النيابــــي للشعب ، فرأينا سلوكياتهم وأقوالهم وأفعالهم ، لا تخرج عن بـــْحثهم الــــدؤوب عن مصالحــهم ومغانــــمهم الشخصية ، بما لا يتناسب علي الإطـــلاق لا مع المرحلة ولمعركة البناء التي يخوضها الوطن من مؤامرات خارجية وداخلية ، ولا مع ما تتطلبه البلاد من تكاتف جميع مؤسسات الــًـدولة للمرور بمصر من هذه المؤامرات والبناء الصعب الصعيد للمُسْتقبل بعد أن تأخر البناء كثيراً ، فعلي المؤسسة البرلمانية أن تقوم بكامل التعاون مع كافة مؤسسات الدولـــة علي اختلافاتها وأنشطتها ، ليكون هدفها مصر فقط كما حدث وكما ما قيل في وعودهم الانتخابية من أن مصـــر ومصالحها هي هدفهم وغايتهم ، وأتضح العكس تمامــــاً عند توزيع المناصب فظهر ما ظهر ممن يدعون أنفسهم أنهم نُواب الشعب وما هم إلا نُواب أنفسهم . 
 
وقد أعترف المجلس " الموقر " بفضائحه فقرر بالمُخالفة للدستور ولمبدأ الشفافية وإعلام الشعب ، قرر جعل جلساته سِــــريةّ ومنع بثها علي الشعب ، لِما رأي من غالبيــــــــة من أعضاؤه من سُــلوكيات لا تليق بمصر . 
وأعتقد أن هناك أسباب عِدةّ لما يُعانيه البرلمان ( التجريبي ) هذا ، منها : 
** الكارثة الكُـــــبري للبرلمان المصــــري تتمثل في هذا العدد الضخم من النواب ٥٩٦ نائب ، بينما نجد برلمان أكبر دولة في العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية يتكون مجلس نوابها ( الكونجرس ) من ٤٣٥ نائباً عن ٥٠ ولاية ، مع اختلاف هام وخطير ، وهو أن الديمقراطية بالحياة النيابية والسياسية في الولايات المتحدة الأمريكية بدأت منذ ســنة ١٧٨٧ حين أعلن الرئيس الأمريكي الدستور.
 
** نحن في مصر لم نبدأ أولي خطواتنا الديمقراطية بعد حيث أن لا الشارع السياسي المصري ، ولا الحياة السياسية المصرية مؤهلة تماماً لبدء أولي الخطوات الديمقراطية ، لأن : (( لا ديمقراطية .. مع الأمية )) وأيضاً 
(( لا ديمقراطية .. مع الطائفية )) ولا ديمقراطية في مجتمعات تعاني من الفقر الاقتصادي والثقافي والتوعويّ 
لهذا ، فهذا البرلمان مُنْتجّ ((لانتخابات الأُمِيةّ)) من حيث أن كلاً من الناخب والنائب بعيدان كل البُعْدّ عن الوعيّ السياسي الديمقراطي ، 
** ضمن أحد أهم الصعوبات التي تُواجه الحيــــاة السياسية وبالتالي البرلمانية في مصر ، هي العدد الهائل للأحزاب ، فاق الــ٨٤ حزب ، داخل البرلمان حوالي ١٨ حزب منهم ، غالبيتهم مثلوا أحزابهم بمقعد واحد ، تخيلوا حزب سياسي قوته مقعد واحد في البرلمان علي مستوي الجمهورية ؟ .. أفبعد هذا تفتيت وإضعاف للحياة السياسية في مصر ، وإن دل هذا علي شيء فإنما يدل علي تسييد الأنانية والفردية والنرجسية علي الوطنية، وبُعْد المصريين عن العمل الجماعي بُعد السماء عن الأرض ! 
ما هو الحل لكل هذا ؟ 
يٓكْمُنّ في الحـل الجِراحــــي ، والذي سنتناوله في ألجـــــزء الخامس. 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter