لا اعتقد ان ما نسب لفاطمة ناعوت فيه مساس بالدين، اى دين.  ÙˆÙ„ا اظن ان الكلام فيه يمس القضاء من قريب او بعيد.  ÙˆÙ„كن ان كان فى الامر ازدراء فهو ازدراء بحق الانسان ان يعبر عن نفسه طالما لا يسىء لإنسان آخر.  ÙˆØ§Ù† كان فى الامر مساس بالقانون فهو محاولة تحرير القانون من سيطرة التعصب والمطالبة ان يكون القانون حاميا لحريات المواطنين وليس سيفا مسلطا على رقابهم.

صدر الحكم على فاطمة  Ù†Ø§Ø¹ÙˆØª بالسجن ثلاث سنوات بتهمة ازدراء الاديان.  ÙˆØ§Ù„اديان هنا اشارة للدين الاسلامى الذى لم تتعرض فاطمة ناعوت له بكلمة واحدة.  Ù‚يل ان ناعوت ابدت مشاعر الاسى ازاء ما يحدث عند ذبح الاضاحى.  ÙƒØ§Ù†Øª ناعوت تظهر بعض مشاعرها وهذه هى وظيفتها كاديبة وشاعرة. 

يجب ان يوضع فى الاعتبار ان هذه المشاعر صادرة من انسانة لها طابع خاص فهى نباتية لا تتعاطى اللحوم لانها لا تطيق فكرة ذبح اى كائن حى مهما كان.  Ù„Ù… تناقش ناعوت الدين او تنتقده ولكنها ابدت مشاعرها ازاء منظر الدم الذى اثار مشاعرها.  ÙˆÙ‚د شرحت مشاعرها ذات مرة ازاء  Ø·Ø±ÙŠÙ‚Ø© الذبح نفسها عندما كان يذبح الخروف بينما الخروف الذى سيذبح بعده واقفا يشاهد المنظر وكانت ارجله ترتعش من الرعب.  ÙƒØ§Ù†Øª ناعوت تدافع عن حق هذا الحيوان الاعجم.  ÙÙ‡Ù„ من يبدى مشاعر الرأفة بالحيوان اصبح يزدرى بالدين نفسه؟

شخصيا لا اعلم الدافع الذى دعا فاطمة الى هذا الموقف ولكننى افهمه جيدا.  Ø§Ø¨Ù†Ù†Ø§ الان فى الاربعينات من عمره وهو متزوج وله ابنتان جميلتان هما بهجة حياتى.  ÙˆÙ„كن اذكر انه عندما كان ابننا طفلا فى الخامسة من عمره وكنا ناكل وجبة من الدجاج انه قال عبارة لن انساها.  Ù†Ø¸Ø± الى الدجاجة المطبوخة والموجودة على المائدة وقال “I feel sorry for the chicken“ (أحس بالاسى على الفرخة) هذه كانت مشاعره قد عبر عنها بكل صدق.  ÙˆÙ…Ù† ناحيتى لم اوبخه على كلماته او اعطيه درسا فى الدين واقول له ان هذا هو ترتيب الله ومن يعترض عليه هو يعترض على الله...الخ.  ÙƒÙ†Øª متاكدا ان الولد كان مخلصا فى مشاعره وان احساسه نبيل لانه لا يريد كائنا ان يتألم.  ÙˆØ¹Ø¯Ù… تضخيم الموضوع جعل الامر يمر دون مشكلة وعندما كبر غير موقفه.

المشاعر تحدث لنا رغما عنا واحساساتنا يمكن ان نخفيها ولكن ليس فى امكاننا ان نغيرها بسهولة.  ÙˆÙ„كن المشكلة حدثت عندما جاهرت ناعوت بمشاعرها.  Ø±Ø¨Ù…ا اعتقدت انها من حقها ان تعبر عن مشاعرها حتى اذا كانت لا يشاركها فيها غالبية الناس.  ÙˆÙ‡Ø°Ù‡ هى الحرية الحقيقية.  ÙˆÙ…Ù† جانبنا من الممكن ان نتفق مع ناعوت او نعترض عليها فى هذه المشاعر.  ÙˆÙ„كن لا يستطيع احد ان يلغى هذه المشاعر عند ناعوت بما فيه هى نفسها ولا يستطيع احد ان يقول ان هدف ناعوت كان الازدراء بالدين.  ÙˆÙ„ا اظن ان الله غاضب عليها فى التعبير بكلمات لا تهدف الى ايذاء احد بل الى رفع الاذى بحسب مفهومها.

باختصار فاطمة ناعوت شاعرة مرهفة الحس صادقة المشاعر.  Ù…ا فعلته انها عبرت عن هذا المشاعر بادواتها التى تمتلكها وهى الكلمة.  Ù‡Ù‰ لم تستخدم سلاحا لتفرض رايها على احد.  ÙˆØ§Ø¬Ø¨ الدولة والقضاء والنيابة والشرطة والاعلام وكل مؤسسات الدولة ان يحموا حقها فى التعبير عن الراى السلمى.  ÙˆØ¹Ù†Ø¯Ù…ا لا يحدث هذا يكون هناك ازدراء من نوع آخر وهو الازدراء بفاطمة ناعوت Ùˆ حقها فى حرية التعبير عن رايها فى بلد يدعى انه يحمى الحريات.