الجمعة ٢٩ يناير ٢٠١٦ -
٢٥:
٠٢ م +02:00 EET
المرصد الآشوري
كتب - نادر شكري
أكد المرصد الآشوري لحقوق الإنسان في تركيا باشتداد المعارك بين القوات الحكومية التركية، ومليشيا حزب العمال الكردستاني PKK في مدينة دياربكر كبرى المدن التركية جنوب شرق البلاد، وقد تركزت المعارك في قلب المدينة القديمة، حيث توجد كاتدرائية مريم آنا التاريخية التابعة لطائفة السريان الأرثوذكس.
وقد خلفت المعارك دماراً طال العديد من المنازل حول الكاتدرائية الأثرية المهددة بدورها بالدمار، في حال تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الطرفين.
وأضاف: بأن الكاهن المسيحي الوحيد في المدينة، هو الأب يوسف اقبولوط يرفض مغادرة الكاتدرائية هو وعائلته، خوفاً من استباحتها من قبل الأطراف المتناحرة وبالتالي تدنيسها وتدميرها.
وكاتدرائية مريم آنا هي الكنيسة الوحيدة المتبقية في المدينة من القرن الثالث بعد الميلاد، وقد رممت أكثر من مرة. ويعود تاريخ قبتها إلى العصر البيزنطي، وبابها بني على الطراز الروماني المثير للاهتمام. هذا وتحوي الكاتدرائية على مكتبة فيها العديد من المخطوطات السريانية النفيسة، وفيها أيضا قطعة من خشبة الصليب المقدس، بالإضافة إلى عدد من اللوحات الأثرية التي تمثل قديسين وقديسات سريان
وقال المرصد " إننا في المرصد الآشوري لحقوق الإنسان في الوقت الذي نعرب فيه عن قلقنا الشديد حيال مصير كاتدرائية مريم آنا التاريخية في مدينة ديار بكر، وحياة الأب يوسف اقبولوط وعائلته المحاصرين في الكاتدرائية، فإننا نطالب أطراف النزاع في المدينة باحترام الاتفاقيات والمواثيق الدولية، وفي مقدمتها المادة 16 من البروتوكول الإضافي الملحق باتفاقية جنيف المتعلقة بحماية ضحايا المنازعات المسلحة 1977، والتي تنص على: " يحظر ارتكاب أية أعمال عدائية موجهة ضد الآثار التاريخية، أو الأعمال الفنية وأماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي أو الروحي للشعوب".
كما نناشد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتحرك الفوري لحماية الكاتدرائية الأثرية من الدمار، ونضعهم أمام مسئولياتهم التاريخية باعتبار هذه الكاتدرائية وما تحويه من ارث تاريخي وحضاري وإنساني ليس ملك شعوب المنطقة فحسب، وإنما ملك البشرية ككل، والتي من واجبها إنقاذ هذا التراث الإنساني والروحي قبل فوات الأوان.