بقلم: ماجد سوس
عضو نقابة الصحفيين الأمريكيين
بخار يظهر قليلا ثم يضمحل هذه هي حياتنا فهمها الحكيم سليمان في نهاية عمره و كتبها لنا لعلنا نعي الدرس جيداّ فكتب يقول لنا باطل الاباطيل الكل باطل ما الفائدة للانسان من كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس ، ثم التفت انا الى كل اعمالي التي عملتها يداي و الى التعب الذي تعبته في عمله فاذا الكل باطل و قبض الريح و لا منفعة تحت الشمس.
العمر يمضي سريعا ولم يعد للسنين قيمة و أصبحنا نجد ان ملاك الموت يطرق الأبواب دون أن يعتبر للعمر عبرة فيطرق ابواب الصغار و الشباب وكأن قصة الإختطاف باتت هي النهج السماوي هذه الأيام . ربما نقف حائرين و لا نجد إجابة واضحة لماذا يارب تأخذ الإنسان صغيراّ و انت تعرف انه يعول اطفالا او انه وحيد ابيه او انه كفيل عائلته !!
ربما لا تجد إجابة قاطعة او بالأدق اجابة محددة الا انه توجد حقيقة واحدة و هي ثابتة و ان شككنا فيها أحياناّ و هي ان الله لا يصنع الشر و لديه هدف لا يحيد عنه و في تحقيقه لهدفه يوازن بين حياتين احداهما قصيرة ، وإن طالت ، تملك كل إمكانيات السقوط و الشقاء في داخلها و اخرى حياة أبدية لا تنتهي لا يشيخ فيها الإنسان و لا يمرض ، ليس بها خطية و لا ضعف و لا خوف و لا قلق و لا دموع و لا حزن !
هنا يقف الله امام الإنسان و لو كان طفلا او شابا و بمقتضى علمه السابق يرى كل حياته من يوم مولده الى نهايته فإن وجد قلبه حسب قلب الله ، كما قال عن داود فتشت قلب داود فوجدتة حسب قلبى او ان وجد ظروف محيطة قد لا نراها قد تجعله يهلك او يبتعد عن الله ، هنا يقوم الله كالجراح الذي قد يجرح المريض بجراحة دقيقة من اجل شفاءه حتى و إن تسبب في حزن الأهل و الأحباء مؤقتاً . و الجراحة قاسية لأنها قطع من شركة الكنيسة المنظورة لينضم المنتقل الى سحابة الشهود في الكنيسة المنتصرة .
عند تفقد شخصاً صغيرا في السن تذكر ان الرب يسوع عاش في الأرض 33 سنة و اكتفى بهذه السنين التي قدم فيها كل رسالته و بالطبع لم تستحق الارض ان تلمسها قدماه الطاهرتين . نعم مات يسوع في شبابه تألمت أمه لفراقه بالجسد و لكنه سرعان ما كشف لها سر خلاصه للبشرية و سرانتصاره على الموت .
جرجس مات عنده 27 ورأى عذابات شديدة جدة و مريعة و النهاردة أصبح إسمه مارجرجس و شفيع لعشرات الدول .
مينا مات 24 سنة و اصبح مارمينا و من كتر عجائبه اصبح العجايبي شفيع الملايين .
فراق أحباءنا أمر صعب جدا و مؤلم و قد بكى الرب يسوع على العازر و أيضا تأثر حين سمع صراخ و عويل اخوته . لذا فحزننا على أحبائنا طبيعي و لكن الكتاب يطلب منّاً شيئاً عجيباً جدا حين يقول ، كحزانى و نحن دائما فرحون و الفرح مرتبط بوعينا انه لا موت لنا و انما انتقال الى حياة أفضل .
وهناك اكليل يسمى اكليل الشكر لمن يشكر في الوقت الذي يصعب فيه الشكر او في وقت التجربة المرة و هو اكليل يخطفه أهل المنتقل و لاسيما الذين يرتدون الملابس البيضاء و يعزون بعضهم البعض بتهنئة القيامة ، إخرستوس آنستي ، المسيح قام .
فلسفة الموت صعبة ان قرأناها بعيدا عن فلسفة القيامة فقد كتب سليمان الحكيم عنها قائلاً، ثم رجعت و رايت كل المظالم التي تجرى تحت الشمس فهوذا دموع المظلومين ولا معز لهم و من يد ظالميهم قهر اما هم فلا معز لهم ، فغبطت انا الاموات الذين قد ماتوا منذ زمان اكثر من الاحياء الذين هم عائشون بعد .
وبعد ان جاء المسيح و انتصر على الموت سمعنا صوت من السماء يقول ، وسمعت صوتا من السماء قائلا لي: اكتب: طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن . نعم، يقول الروح: لكي يستريحوا من أتعابهم، وأعمالهم تتبعهم .