الخميس ٣ مارس ٢٠١٦ -
٢٧:
٠٣ م +03:00 EEST
من هو "أوريجانوس".. الرجل الفولاذي الـ"خطر" على الكنيسة؟
خاص - الأقباط متحدون
يُعتبر العلامة أوريجانوس، من الشخصيات المثيرة للجدل في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعلى الرغم من كل ما قدمه للكنيسة الأم، لدرجة أنهم لقبوه بـ"أدمانتيوس"، أي "الرجل الفولاذي"، إلا أن أباء الكنيسة اعتبروه وتعاليمه "خطرا" فقرروا حرمانه في حياته -حسب موقع كنيسة القديس تكلا هيمانوت-، بينما قررت الكنائس الخلقيدونية حرمانه في أشخاص يتبعون أفكاره.
ولد العلامة أوريجانوس في الإسكندرية عام 185 ميلادية، وأظهر شغفًا كبيرًا في دراسة الكتاب المقدس منذ صغره، وعندما استشهد أبوه "ليونيدس" كان في سن السابعة عشر، واضطر للعمل في أكثر من مكان، حيث اتجه في البداية للعمل لدى سيدة غنية، إلا أن أحد الهراطقة ملأ رأسها بأفكار غريبة عن الإيمان، فاضطر لترك هذا العمل، واتجه إلى تدريس الأدب والنحو، حتى رحل القديس إكليمنضس السكندري رئيس مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، فقرر البابا ديمتريوس تعيينه رئيسًا لها.
العلامة أوريجانوس كان له العديد من الإنجازات، ولكن أعظم إنجازاته هو إبراز التفسير الرمزي للكتاب المقدس، فقد كَّرس حياته كلها لهذا العمل، حتى نسب هذا المنهج التفسيري لمدرسة الإسكندرية ولأوريجينوس، كما أنه أنشأ مدرسة لاهوتية في قيصرية ترأسها لمدة 20 عامًا، وتتلمذ على يديه فيها القديس غريغوريوس العجائبي، وقد قام بالعديد من الرحلات لنشر التعاليم المسيحية.
مما يؤخذ على حياته الشخصية، أنه طبق آية في الكتاب المقدس حرفيًا وهي أن أناسًا خصوا أنفسهم من أجل ملكوت الله (مت12:19)، لكنه قدم توبة على هذا الفعل، إلا أن البابا ديمتريوس استخدمها ضده، بالإضافة إلى بعض الأفكار التي وجدت في كتبه، والتي اعتبرتها الكنيسة غريبة على تعاليمها، بينما يقول المدافعون عنه إن هذه الأفكار مدسوسة على كتبه بعد ترجمتها.
في عام "داكيوس" ثار الاضطهاد مرة أخرى ما بين عامي 249، و251، وتم القبض على أوريجينوس وعذبوه ووضعوه في طوق حديدي ثقيل وألقوه في السجن الداخلي، وربطوا قدماه في المقطرة أيامًا كثيرة، ولكنه احتمل العذابات بشجاعة ولم يمت أثناءها، ولكنه مات بعد فترة قصيرة.
قبيل وفاته في عام 254، أرسل إليه البابا الإسكندري ديونسيوس الذي خلف هيراقليس، رسالة "عن الاستشهاد"، لعله بذلك أراد أن يجدد العلاقة بين العلامة الإسكندري أوريجينوس وكنيسة الإسكندرية، ثم تنيح في مدينة صور بفلسطين وكان عمره في ذلك الحين 69 عامًا، وقد اهتم مسيحيو صور بجسده اهتمامًا عظيمًا فدفنوه إزاء المذبح وغطوا قبره بباب من الرخام نقشوا عليه: "هنا يرقد العظيم أوريجينوس".