د. ممدوح حليم
إذ يحتفل العالم الكاثوليكي برعاية الفاتيكان بسنة يوبيل الرحمة الإلهية ، جدير بنا أن نتذكر كلمات الأسقف "ديزموند توتو" الجنوب أفريقي المنتمي للكنيسة الأنجليكانية الأسقفية الذي ناهض نظام الفصل العنصري هناك وحصل على جائزة نوبل للسلام جراء ذلك عام 1984
كان يقول:
" إن الرحمة صارت عملة نادرة"
قد تعاني بعض الدول من نقص في العملات الدولية كاليورو والجنيه الإسترليني والدولار وغيرها، لكن كل الدول وكل البشرية نعاني من نقص حاد في عملة اسمها الرحمة بحسب ذلك الأسقف الجليل.
إن الرحمة تكاد أن تختفي من حياة البشر، علمت الرأسمالية البشر الأنانية والتفكير في الذات والمصالح الشخصية، وتوشك شمس الرحمة أن تغرب من حياتنا.
انظر إلى داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية و الأشخاص الذين يقتلون على الهوية، كيف يستمتعون بالقتل كأنهم يؤدون خدمة لله ، حسب تنبؤ المسيح.
ليت الرحمة تصير عنوانا ً لحياتنا، لنرحم الآخرين ونشفق عليهم. بل ليتنا نرحم أنفسنا أيضا، انظر إلى المدمنين والمنحرفين كيف يدمرون أنفسهم بأنفسهم دون رحمة.
لقد صارت الرحمة عملة نادرة بحسب الأسقف ديزموند توتو، ومن ثم دعنا نبحث عنها وننميها ونحرص عليها وننشرها ونجعل لها السيادة على العملات الرديئة، في الاقتصاد يقولون " العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة". ستطرد عملة الرحمة عملات الشر والأنانية والقسوة والعنف وغيرها.
دعونا نتطلع لعالم تسوده الرحمة وأن نشارك في ذلك، فهل هذا حلم؟