الجمعة ١٨ مارس ٢٠١٦ -
٢٢:
٠٥ م +02:00 EET
الملك فاروق
الشعب تفاءل بالملك الجديد.. وفاروق أسس مجلسا لمحاربة المرض والفقر.. وحياة "الترف" أغضبت المصريين عليه
كتب - نعيم يوسف
تمر اليوم، الجمعة الذكرى الحادية والخمسون، لوفاة الملك فاروق، أخر ملوك الأسرة العلوية، التي حكمت مصر نحو 150 عامًا، حيث توفى الملك فاروق في 18 مارس عام 1965، في منفاه بـ"روما"، وسط "ظروف غامضة" حسبما ذكرت الصحف في ذلك الوقت، وذلك عن عمر يناهز الـ45 عامًا، وبهذه المناسبة نعرض في التقرير التالي بعض الجوانب من حياة أخر ملوك مصر، وعلاقته بالمصريين.
أمل المصريين فيه وحبهم له
بعد وفاة والده الملك فؤاد، عاد الملك فاروق إلى مصر، قادمًا من بريطانيا، وذلك في 6 مايو عام 1936، وهو التاريخ الذي اتُخذ لجلوسه على عرش مصر، وفي ذلك الوقت استقبله المصريون استقبالًا رائعًا، واستبشروا به خيرًا، نظرًا لرأي المصريين في والده على أنه مستبد يميل للإنجليز.
يروي الدكتور حسين حسني باشا، السكرتير الخاص به، في كتابه "سنوات مع الملك فاروق"، لحظات الاستقبال والاحتفال بالتنصيب قائلًا: "ظل الملك واقفًا على قدميه لمصافحة كل فرد من المهنئين مما جعله يطلب فترة قصيرة للراحة، وفضلا عن ذلك فأن ممثلي تلك الجموع من مختلف الفئات والهيئات دعوا إلى حفلة الشاي التي أقيمت بحديقة القصر في آخر أيام الحفلات واخذ الملك يتنقل بين الموائد المختلفة لتحية المدعوين قبل أن يأخذ مكانه على المائدة الكبرى وسطهم ، وقد كان سعيدا كل السعادة بما تم على يده من فتح جديد في تقاليد القصر وما كان يحوطه به الشعب من مظاهر وتجاوب معه".
مواقف إنسانية في حياة الملك
للملك فاروق -خلال فترة حكمه- العديد من المواقف الإنسانية، والتي زادت من شعبيته في بداية حكمه، حيث تبرع عام 1937 بـ"4325" جنيهًا للفقراء والجمعيات الخيرية في القاهرة والإسكندرية، وقد شمل هذا التبرع جمعيتين إسلاميتين، هما "الجمعية الخيرية"، و"المواساة"، بالإضافة إلى جمعية قبطية هي "التوفيق"، والمستشفى الإسرائيلي، كما أنه كان يستقدم الطلبة الأفارقة للدراسة في الأزهر على نفقته الخاصة.
تأسيس مجلس لمكافحة الفقر
سعى فاروق في بدايات حكمه لمحاربة الأمراض المجتمعية المتفشية في مصر، وأنشأ مجلسًا لمكافحة "الفقر والجهل والمرض"، وذلك عام 1946، حيث دعا مجلس الوزراء لإنشاء هذا المجلس قائلًا: "لقد جئت لأطالبكم بحق الفقير في أن تحموه من الفقر والجهل والمرض"، كما طالب الوزراء بتطبيق بعض الإصلاحات الاجتماعية في أملاكه الخاص، وهي الإصلاحات التي بدأ تطبيقها على نفسه.
الملك في عيون المندوب السامي البريطاني
شأن معظم حكام مصر، لم يستمر الملك فاروق على هذه الطريقة في التعامل مع شعبه، وعلى الرغم من الشعبية التي تمتع بها في بداية الحكم، إلا أن حياة الترف التي عاشها سرعان ما أغضبت المصريين، خاصة إبان تحديات الحرب العالمية الثانية، ونقلت "BBC" في تقرير صحفي سابق لها، ما كتبه المندوب السامي البريطاني عن الملك فاروق، قائلًا: "قليل العلم، وكسول، ومخادع، ومتقلب المزاج، ومستهتر، ولا جدوى منه، لكنه كان يتمتع بذكاء سطحي سريع وتصرفات فاتنة"، وهي التصرفات التي ساهمت في تراجع شعبيته أثناء حركة الضباط الأحرار عام 1952، والتي نصّبت "البكباشي" جمال عبدالناصر في النهاية قائدًا، ثم رئيسًا وزعيمًا.
اتهامات الضباط الأحرار
إبان أحداث حركة الضباط الأحرار، وجه اللواء محمد نجيب "إنذارًا" للملك، باسم "ضباط الجيش ورجاله"، في 26 يوليو عام 1952، قال فيه: "نظرًا لما لاقته البلاد في العهد الأخير من فوضى شاملة عمت جميع المرافق نتيجة سوء تصرفكم وعبثكم بالدستور وامتهانكم لإرادة الشعب حتى أصبح كل فرد من أفراده لا يطمئن على حياته أو ماله أو كرامته. ولقد ساءت سمعة مصر بين شعوب العالم من تماديكم في هذا المسلك حتى أصبح الخونة والمرتشون يجدون في ظلكم الحماية والأمن والثراء الفاحش والإسراف الماجن على حساب الشعب الجائع الفقير"، ثم برر قيامهم بالانقلاب عليه بكل ما سبق.