في مشهد مأساوي ملطخ بالدماء ودّع العالم أكثر من 72 شخص مسيحي باكستاني، بينما أصيب المئات، يوم الأحد الماضي الموافق لاحتفالات عيد القيامة لدي مسيحيوا العالم، في تفجير انتحاري لحركة طالبان المتطرفة استهدف المسيحيين في متنزه لاهور نهار عيد الفصح.

 

ولعل باكستان من أكثر الدول التي تضطهد الأقليات المسيحية وتلك الحادثة على بشاعتها ليست الأولى في هذه المدينة الحافلة بالتمييز والاضطهاد ضد الأقليات غير المسلمة.. نرصد في السطور القادمة بعضًا من تلك التفجيرات التي استهدفت مسيحيين بما يعكس وضع المسيحيين في باكستان.

 

يعاني المسيحيون، وبقية الأقليات الدينية من قانون التجديف الذي يتم توجيه للمسيحيين بتهمة إهانة الإسلام وتصل العقوبات فيه إلى الإعدام، ويعتبره الكثيرين أنه قانون تم تفصيله خصيصًا لمحاكمة المسيحييون والتنكيل بهم، وسنورد بعض قصص لضحايا هذا القانون.

 

ذكرت صحيفة القدس أن التفجير الذي وقع في باكستان مستهدفًا محفل مسيحي يأتي ردًا على قيام الحكومة بإعدام ممتاز قادري، في فبراير الماضي، وهو إسلامي متطرف قتل السياسي سلمان تيسير المؤيد لتعديل قانون معاقبة من يلاحق بتهمة التجديف.

 

فيما أعرب مسيحيوا باكستان عن مخاوفهم من تجدد تلك العمليات الإرهابية ضدهم من قبل الفصائل الإسلامية المتطرفة.

 

 

في سبتمبر من عام 2013 شهدت باكستان تفجيرين انتحاريين هما الأكبر في تاريخ العمليات الإرهابية ضد مسيحييوا باكستان، أستهدفا كنيسة بيشاور القديمة وكنيسة جميع القديسين كبرى مدن شمال غرب البلاد، والذي تبنته حركة طالبان الباكستانية وأسفر التفجيران عن مقتل ما يزيد عن 80 شخص وإصابة المئات.

في نوفمبر 2014 شهدت قرية كوت رادها كيشان، جنوب غرب لاهور بِباكستان، حادث قتل مروع لرجل مسيحي وزوجته الحامل، حرقوا أحياء بتهمة تدنيس القرآن الكريم، على يد مجموعة من المتشددين.

فيما قام أقارب الزوجين بالهرب من القرية خوفًا من أعمال عنف مشابهة تطالهم.
 

 

في مارس 2015 قامت حركة طالبان الإسلامية المتشددة بتنفيذ هجومين انتحاريين استهدفا قداس الأحد التقليدي في حي يوحنا أباد المسيحي بمدينة لاهور ثاني أكبر مدن باكستان، وأسفر عن مقتل العشرات وإصابة المئات.

وخرج المسيحيون في مظاهرات إثر الهجومين يرفعون لافتات "لماذا تقتلوننا" و"اتركونا نعيش" و"توقفوا عن قتل المسيحيين".
 

وفي مايو 2015 أودع قاضي في المحكمة الثالثة الخاصة بمحاربة الإرهاب في مدينة لاهور الباكستانية، 47 شخصًا مسيحيًا في الحبس الاحتياطي، محاولاً انتزاع اعترافات منهم بشأن حوادث طائفية، وتم منع وسائل الإعلام من تغطية الحدث أو الإشارة إليه.

كما صدر حكم قضائي بإعدام آسيا بيبي، مسيحية باكستانية وأم لخمسة أطفال، بتهمة ازدراء الدين الإسلامي. 

وأثار هذا الحكم ضجة كبيرة واستياء دولي آنذاك من خطورة استمرار وضع المسيحيين بباكستان هكذا.

ألقى مسلحون قنابل يدوية مصلى تابع لمستشفى تاكسيلا المسيحي في شمال غرب إسلام آباد، ما أسفر عن مقتل أربعة، بينهم اثنان من الممرضين والمسعفين وإصابة 25 من الرجال والنساء.

قتل مسلحون مجهولون ستة مسيحيون عاملون في المنظمة الخيرية المحبة المسيحية في كراتشي، حيث دخلوا المكاتب في الطابق الثالث من معهد السلام والعدل وأطلقوا النار على ضحاياهم في الرأس بعد تقييدهم وتكميم أفواههم.

وفي ذات اليوم قام متشددين إسلاميين بإلقاء قنبلة يدوية على الكنيسة المشيخية خلال إقامة الصلوات المسيحية في شرق في باكستان مما أسفر عن مقتل ثلاث فتيات، وذلك بعد دعوة رجل دين إسلامي لقتل المسيحيين.

 

هاجم 3,000 إسلامّي متشدّد المسيحيين في سانجلا هيل في باكستان وهوجمت كنائس الرومان الكاثوليك، وجاء الهجوم بسبب مزاعم على خلفية إهانة الإسلام من قبل المسيحي يوسف مسيح. 

تم استهداف الكنائس والمدارس المسيحية في احتجاجات على الرسوم الساخرة من الرسول "ص"، في صحيفة يولاندس بوستن في الدنمارك، كما تم إحراق منازل وممتلكات المسيحيين.

تعرض مسيحي يدعى "أشرف ناصر" ويعمل بالقرب من لاهور عندما كان يشرب الماء من مرفق عام باستخدام الزجاج بالضرب بالسلاسل من قبل بعض المتشددين باعتباره كافر وتم سبه بـ "الكلب المسيحي".

هوجمت كنيسة ومنازل المسيحيين في قرية خارج لاهور، في نزاع على أرض، وأصيب ثلاثة مسيحيين وأحرقت عشرات المنازل.

اقتحم متشددين كنيسة إنجيلية بمدينة كراتشي في باكستان، ووصفوا المسيحيين "بالكفار" وقاموا بالاعتداء على المصليين والكاهن.

تم اغتصاب وقتل رجل باكستاني مسيحي لرفضه اعتناق الإسلام، وأعربت منظمات حقوق الإنسان عن تخوفها حيال تدهور أوضاع المسيحيين بباكستان.

قتل الوزير المسيحي شهباز بهاتي على يد مسلحين إسلاميين بعد أن تحدث علنًا ضد قوانين التجديف في باكستان.

أصيب ما لا يقل عن 20 شخصًا من بينهم مسؤولون في الشرطة، بعدما هاجم 500 متظاهر إسلامي الطائفة المسيحية في مدينة جوجرانوالا.

سبتمبر 2012 

قامت مجموعة من المتشددين في ماردان، بالاحتجاج على فيلم براءة المسلمين، وقاموا بإضرام النار في كنيسة ومدرسة سانت بول عالية ومكتبة مسيحي ومنازل أربعة من رجال الدين المسيحيين، بما في ذلك منزل المطران مجيد بطرس.

قام أكثر من ثلاثة آلاف متشدد بالهجوم على حي "جوزف كولوني" المسيحي في لاهور، كبرى مدن شرق باكستان ودمروا بعض منازله على اثر اتهام مسيحي بقول عبارات مسيئة للنبي محمد "ص".

وفي عام 2014 أطلقت منظمة المراقبة الدولية تقريرها السنوي عن اضطهاد المسيحيين، وذكرت أن عام 2014 شهد أعلى مستوى من العداء للمسيحيين المسجلة على الإطلاق.

وحددت المنظمة الأماكن الأكثر خطورة لعيش المسيحيين والذين بلغوا من 40 إلى 50 دولة على رأسهم إيران وباكستان والسودان.