في الدوحة حيث القاعدة الأمريكية، سُيرفع ولأول مرة علم إسرائيل في محفل رياضي ببلد مفترض أنه عربي لأن المنتخب الإسرائيلي مشارك في البطولة المقامة خصيصاً للكرة الطائرة الشاطئية، في حين أن المنتخب الإسرائيلي للجودو لم يرفع علم بلاده في الإمارات العربية المتحدة أثناء مشاركته في بطولة للجودو بها!!!.
يأتي هذا، في الوقت الذي يُهاجم كاتب بقيمة الأسواني رغم اختلافي الشديد معه لأنه طبع مع الإسرائيليين، وترجم روايته هناك، الأسواني الذي خون الكثيرون يذوق الآن من كأس التخوين والتهوين والتواطؤ مع العدو، بلاغ لدى النائب العام ضد الأسواني لأنه طبع، والذي اشهر رواياته عمارة يعقوبيان التي كان الكل يعجب بها أصبح الكل يستهجنها، ويعتبرونها سبة في جبين الوطن، وسيئة ولا يجوز ترجمتها، وهي تظهر مساوئ المجتمع المصري مع أنهم ينسون أو يتناسون مساوئ المجتمع المصري أنها ظاهرة للكل كما أن مساوئ المجتمع الإسرائيلي ظاهرة لنا.
يا سادة ليس ما برواية عمارة يعقوبيان هو الذي يظهر أسوء ما بنا وإنما ما نفعله لترجمة الرواية هو الذي يظهر أسوء ما بنا وللأسف، المغالين ومدعي البطولة والوطنية يزايدون في الوقت الذي كانوا من قبل يبالغون في مدح الرواية والفيلم وأبطاله ورصده للمجتمع المصري ومتغيراته.
السؤال هنا، حينما ترجمنا للعربية آلاف الكتب العالمية التي تبرز مثالب المجتمعات الأخرى، هل كنا بذلك نقصد الإساءة لهذه المجتمعات؟ هل كان كُتاب تلك الكتب والروايات يقصدون السوء بمجتمعاتهم حين قبلوا ترجمتها للعربية مثلاً، لا لم يحدث ولن يحدث كفانا انكفاء على أنفسنا، وسب في الخصوم بما ليس فيهم، ففيهم ما يكفيهم لنهاجمهم به فلا هم بحاجة لإلصاق تهم بهم ولا نحن بحاجة لتلفيق التهم لهم.
ومن دوحة الرياضة حيث القاعدة الأمريكية لدوحة الثقافة حيث القاعدة العلمية والفكرية، يعيش العالم العربي دوار التخوين والتهويل والتضخيم والتدمير وتخريب العقول، ولذا العالم يتقدم ونحن نبقى أمام مكاتب النائب العام نقدم بلاغات ضد بعض للمزايدة وللظهور الإعلامي، كل هذا في الوقت الذي ترفع فيه إسرائيل علمها على أرض الدوحة لتتنافس رياضياً مع منتخبات من المؤكد أن من بينها منتخبات عربية.
المختصر المفيد كل كلمة تقولونها تعطون عنها حساب.