مدحت بشاي
في واحدة من التبعات الغريبة والسلبية إجراء الانتخابات البرلمانية ــ ثالث خطوات " خارطة الطريق " ــ للأسف ــ ظهور النواب أصحاب القنوات الفضائية والصحف الخاصة ، ومقدمي برامج ورؤساء تحرير ، وصولاً إلى متابعة المشاهد لقنوات صاحبة انتماءات سياسية يتم تسخير رسالاتها للتأثير على الرأي العام الضاغط على البرلمان وقراراته وتشريعاته في ضرب مباشر لمبدأ تكافؤ الفرص بين أعضاء البرلمان !!

على شاشة إحدى تلك القنوات التي تحدثنا ليل نهار عن المصالحة مع رموز الأنظمة التي ثار شعبنا العظيم لإسقاطها ، وقدم على مذابح الوطنية الثمن من دماء شبابه الرائع ، يخرج علينا كاتب صحفي كبير منذ أيام قائلاً " نعم نتصالح ، و معنديش مانع أتصور سيلفي مع مرسي " !!!

ذكرني التعليق المؤلم  للكاتب بمقال كتبه صحفي أخر فور سقوط نظام " جماعة الشر" .. بعنوان "الطريق إلى الصناديق " لكاتب الشروق " أيمن الصياد " المستشار السابق للمعزول "مرسي" يستهل كلامه بتقريره مجموعة أمور يراها حقائق وثوابت ..قال " ما كان أحدٌ بالتأكيد يتمنى أن يكتب المصريون «الذين أبهروا العالم بوحدتهم فى يناير» دستورهم فى أجواء استقطاب وقلق مثل تلك التى نعيشها الآن. كما لم يكن يتمنى أحدٌ بالتأكيد أن يذهب المصريون «دون فريق منهم» إلى صناديق الاقتراع. أو أن يحتاج الأمر إلى هذه الترسانة المسلحة لتأمين حقهم فى أن يقولوا رأيهم. أو بالأحرى حقهم المطلق فى أن «يغيروا رأيهم» الذى عبروا عنه قبل ذلك عند صناديق الاقتراع ذاتها. إلا أن هذا للأسف ما كان، بعد أن أضاع من أضاع اللحظة العبقرية لوحدة شعب كنا رأيناها تجسدت فى ميدان الخامس والعشرين من يناير٢٠١١، وبعد أن رفض من رفض العودة للشعب «ليستفتيه»، حقنًا للدماء"..

أما عن "الاستقطاب" يا سيادة المستشار السابق ، فأظن أنكم شاهد عيان ، وقد كنت الأقرب من أهل الفُرقة صناع الاستقطاب والتمييز والكراهية عشيرة الغم والنكد في بيت السلطان الإخواني ، وأظن أن معاليكم ماكنش محتاج يقرب ويخدم في دولاب مؤسسة الرئاسة حتى يعرف من هم الإخوان ومن لف لفهم ، فتاريخهم وأدبياتهم  ومتاجرتهم بمطلق الدين ، وصناديقهم مدفوعة الأجر ، وانتخاباتهم المشكوك في نزاهتها أمر مش محتاج نفكركم بيهها ، ولا إيه ؟! ..

أما النكتة الألطف حكاية قول الكاتب ماكناش نتمنى ذهاب المصريين لصناديق الاقتراع دون فريق منهم ... والله العظيم ولا ليك عليه حلفان يا راجل يا طيب لو ما كنتش بحبك ما كنت كلفت نفسي بالرد .. قدرت تقول "فريق منا "؟! .. "فريق منا" اللي حبس أهالي رابعة وبين السرايات وروعهم أكتر من أربعين يوم وليلة ، لدرجة إنهم كانوا مساكين كالرهائن اللي توقفت حياتهم وهمه بيتابعوا معسكرات الارهاب من ورا الشبابيك والأبواب اللي اتحرم عليهم يفتحوها ، ورغم الوعود بالخروج الأمن لم يستجب الإخوان والبلطجية ، علشان لما يتم إخراجهم بالقوة يرفعوا عرايض "المظلومية"  على شاشة الجزيرة الملاكي اللي قدمت أكبر خدمة للعدالة بتوثيق كل جرائم الإخوان ؟!.." فريق منا" اللي خرج في أمان من رابعة وبين السرايات علشان يحرق مبنى محافظة الجيزة الرائع ويرتكب جرائم كرداسة وناهيا وحرق وتدمير عشرات الكنائس في المنيا وغيرها وترويع اللأقباط ، ووصولاً لمذبحة المنصورة .. "فريق منا" ؟! .. جالك قلب تقولها ازاي ؟! ..ومين اللي ضيع اللحظة العبقرية في 25 يناير مش أصحاب موقعة الصناديق وتعديلات البشري والأحزاب الدينية .. واستفتاء ايه مع رئيس مغيب ماكنش عنده غير كلمة واحدة هيه " الشرعية " وكأن لا ملايين خرجت ولا شعب رفضه بعد شهر من حكمه ، ووصل بيه الحال يخرج من الجوامع هو وحراسه  علشان يلحق يركب سيارته دونما ارتداء الحذاء للهروب من شعب كرهه من النظرة الأولى... وللحديث بقية ,,
medhatbe@gmail.com