بقلم : حمدي رزق | الخميس ١٤ ابريل ٢٠١٦ -
٢٠:
٠٤ م +02:00 EET
الفريق شفيق
ببيانه التويترى «نسبة إلى تويتر»، رسم الفريق أحمد شفيق نفسه معارضاً شرساً للرئيس، بيان قاس، فى توقيت حرج، محمل بتساؤلات مشروعة وطنياً، تشكل موقفاً رافضاً لنهج حكومة السيسى فى عديد من الأزمات الأخيرة والراهنة.
بيان الفريق جاء متماهياً مع قلق يعتور الشارع المصرى بقسوة، يقول شفيق: «إن مصر تضافر عليها خلال الفترة الأخيرة العديد من الأحداث، منها أزمة سد النهضة، وتوتر العلاقات مع إيطاليا»، وينعى على الحكومة المصرية مواقفها، ويتساءل بلسان معارض: «هل هو نقص فى الخبرة وضعف الإدارة؟ هل هو الاختيار غير المناسب لمن يُناط بهم معالجة الأزمات؟ هل التلكؤ والبطء فى اتخاذ القرار المناسب فى التوقيت المناسب؟».
من حق الفريق شفيق أن يرفض نهجاً سياسياً حاكماً، وعلى بيانه يتأسس موقف الفريق شفيق من نظام الحكم، وعليه مطلوب من الفريق أن يحسم موقفه بالعودة إلى مصر معارضاً، لا يستحب المعارضة من الخارج، أخشى أن تثير حساسيات وطنية الفريق يقيناً فى غنى عنها، عادة نفضل المعارضة من الداخل، على أرض الوطن، وننعى على المعارضة فى الخارج، الداخل يتسع للمعارضين، وبين ظهرانينا معارضون أشداء، لم يخرج علينا سوى الإخوان.. وللإخوان حسابات أخرى.
الفريق شفيق يعرف موقع قدميه جيداً، وهو أدرى بموقعه من الإعراب الوطنى، ولكن عودة الفريق إلى مصر صارت ضرورة، وتصفية موقفه القانونى صارت واجباً، ذهب الإخوان إلى غير رجعة، فما الذى يؤخر الفريق، مِمَّ يخشى الفريق، وهل مثله يخشى أم أنه يطلب المستحيل!!.
لم لا يقطع الفريق الطريق إلى القاهرة ليواجه، ويوفق أوضاعه، ويعارض من الداخل؟.. هذا أوفق، لا محل لمقارنات، ولكن العودة إذا كانت حقا لكل مصرى، العودة حق للفريق شفيق إذا كان هناك مَن يستحق العودة، على الأقل الفريق لم يخرج على الشعب المصرى شاهراً سيفه، ولم يصدر عنه يوماً ما يؤذى هذا الشعب الذى صوّت قسماً معتبراً منه للفريق شفيق فى مواجهة مرشح الإخوان، ولولا «مؤامرة بجاتو» لما وصل العياط إلى الحكم، وهذا صار معلوماً للكافة، ولا ينكره إلا الإخوان والتابعون. يخاطب الفريق المصريين فى بيانه ليس متكبرا عليهم، من موقع أخوى وأبوى: «الإخوة والأخوات، أبنائى وبناتى من شعب مصر العظيم».
غضبة البعض داخليا من بيان شفيق مفهومة غير مهضومة، فقط لصدوره من شفيق، فشيّره الإخوان نكاية فى الرئيس، الإخوان الذين يكرهون السيسى، يكرهون شفيق كراهية التحريم، وحاربوه وآذوه وطاردوه حتى خرج لا يلوى على شىء.
الإخوان وجدوا فى بيان شفيق ضالتهم فى الكيد للسيسى، اهتبلوا بيان شفيق، واستحلوه لأنفسهم وليس لمصر، مصر فى خاطر الفريق مثل كل مصرى غيور، للأسف الإخوان يقتاتون على بيان شفيق تشفياً فى السيسى، أعطاهم الفريق شفيق حربة يطعنونها فى ظهر الرئيس، حتى الفريق شفيق يقول ما نقول، لسنا وحدنا القائلين.
لا أطلب من الفريق ألا يدلو بدلوه، هذا حق لا يمارى فيه إلا مستبد برأيه، كل المصريين يدلون، والدلو امتلأ عن آخره، ينسكب منه الماء يغرق الجميع، ولكن أطلب منه أن يسعى إلى العودة إلى وطنه، من هنا تصدر البيانات، ومن هنا تصح المعارضة، ومن هنا نعمل جميعا، موالاة ومعارضة لضبط المسار، وتصحيح المواقف، غصة فى الحلوق أن تأتى معارضة الفريق من الخارج.
الفريق يحوم حول الحمى، بقاء الفريق خارجا لغز من ألغاز الحالة المصرية، لا سبب ظاهرا يمنع الفريق من العودة، اللهم إلا إذا كان هناك وراء الأكمة ما وراءها، ويعلمه الفريق شفيق ويخشى منه على حريته التى هى أثمن ما يملكه، ولكن الفريق يملك صلات وعلاقات من رجال الحكم تكفل حسم مسألة العودة، لا يتخيل أن يمضى الفريق شفيق أيامه خارج البلاد وتناوشه الشائعات عقورة، وآخرها شائعة رحيله، أطال الله فى عمره.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع