الأقباط متحدون - سلامة صدرك يا ريس
أخر تحديث ٠١:٥٩ | الجمعة ١٥ ابريل ٢٠١٦ | ٧برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٨٩٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

سلامة صدرك يا ريس

السيسي
السيسي

د. مينا ملاك عازر
تختلف أو تتفق مع الرئيس في موقفه من اتفاقية التنازل عن الجزيرتين لكنك وأنت مطمئن كلك ثقة في وطنيته، فهو خريج أعرق مدارس الوطنية المصرية العظيمة خريج مدرسة الجيش المصري الذي يبذل الدماء لأجل الأرض والتراب فما بالنا بجزيرتين ذات موقع إستراتيجي كهاتين الجزيرتين موضوع التنازل.

لكن ما استوقفني أن الريس في حديث مع ممثلي الشعب، ذلك الحديث الذي كان من جانب واحد، يرفض الريس فيه الاستقبال وكأنه اكتفى بما استقبله من رفض شعبي وإعلامي من هؤلاء الغير مؤيدين له في موقف التنازل فقط، ليس هذا هو موضوع نقاشنا اليوم، لكن ما أريد التركيز عليه والذي استوقفني كما أسلفت أن الرئيس قال أنه تلقى الضربة في صدره.

سلامة صدرك يا ريس، بقى اختلاف بسيط كهذا تعتبره موجه لصدرك، الناس من تأدبهم ولثقتهم فيك ولأنهم يتحرجوا الاختلاف معك، وجهوا ضرباتهم وسهامهم للمهندس شريف إسماعيل الذي وقع الاتفاقية، وشككوا في قانونية ودستورية ذلك، وأكدوا أنك لم تفوضه بهذا وطالبوا باستفتاء شعبي حول اتفاقية المهندس وليس حضرتك، وهو أمر أستطيع أن أعتبره ردة هو الآخر للخلف حيث سقف الحريات يقف عند نقد رئيس الوزراء ولا يتعداه للرئيس، وهو أمر لا تقبله حضرتك حيث أن القائل والمؤكد على أننا في زمن حريات غير مسبوقة، حسناً ليس هذا موضوعنا مسالة الحريات الغير مسبوقة يا ريس لكن المسألة هنا صدرك.

منْ من هؤلاء يتجرأ ليوجه ضربة لصدر سيادتك الكل يحبك، وقدر حبنا لك قدر ضيقنا من أنك تركت المسألة معتم عليها كل هذا دون أن نعرف عنها شيء، لأنك لا تقبل نقاشاتنا وحواراتنا وجدلنا وهو ما بدى أكثر وضوحاً حين أسكت ممثلي الشعب المختارين من سيادتك ومعاونيك عن التحدث والتعليق على الحوار.
سيادة الرئيس، هل ضاق صدرك بنا؟ هل لم تعد قادر على أن تستوعب حراكنا الشعبي ذلك الحراك الذي تفخر بأنه تسبب في ثورتين؟ هل ستلجأ في كتم الأصوات المعارضة من الآن فصاعد؟

سيادة الرئيس، للآن الكل يدعمك حتى بعدما أفصحت وأكدت بأنك تقبل الاتفاقية ومن ورائها، ولم ينتقدك أحد بل الكل بمن المعارضين للاتفاقية يطلبون استفتاء شعبي لأن الشكل القانوني مختلف عليه والشكل الدستوري محتاج لاكتماله، قد يكونوا رؤى أخرى تستحق الدراسة الإستراتيجية في مسألة التفاوض مع حضرتك وكانت تستحق التفاوض مع الجانب السعودية حول مسألة العبور من ممر انتر برايز ليبقى تحت السيادة المصرية الكاملة، ليبق لديك ما تضغط به على رقبة إسرائيل مثلاً، ولعل هذا تم بالفعل وكان يمكنك ولم يزل بإمكانك فعل هذا، أن تقول هذا وبوضوح أو على الأقل توضح حقيقته، سيادة الرئيس ما جرى على أرض مصر من مشروعات عظيمة يشوهها معاونيك بأخطاء كارثية وجرائم توقف حركة السياحة لمصر، وتهز ثقة المستثمرين في الاقتصاد المحلي لأمر يدعوك لأن تنظر بجدية من ذا الذي يوجه الضربة لصدر فخامتك هل المعارضين للتنازل عن الجزيرتين أم معاونيك مخرجي الكثير من الأزمات.

المختصر المفيد يقول شكسبير إن الف منافق يجلسون في ثنايا تاجك رغم أنهم يشغلون ذلك الحيز الضيق إلا أنهم يفسدون القطر كله.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter