الأقباط متحدون - كلمات ليست كالكلمات!
أخر تحديث ١٧:٤١ | السبت ٢٣ ابريل ٢٠١٦ | ١٥برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٠٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

كلمات ليست كالكلمات!

مفيد فوزي
مفيد فوزي

عندما ينتحر إنسان فهو يغضب الله، و«الانتحار القومى» يعلن غضب الله من قوم «لم يحمدوه على النعم».

لا تليق كلمة «طرد» على أى نائب فى البرلمان مهما قال، فتحت هذه القبة يقول ما يشاء بحرية، وإذا صادرنا حق النائب فى الكلام وقمنا بقص أحباله الصوتية، فأين يمارس حقه الذى كفله له الدستور؟ فى وكالة الغورى؟! أم فى حارة السقايين؟

بعد تفخيخ السيارات وزرع الطرق والخرابات بالقنابل والمتفجرات وقتل أبرياء، يجىء «سلاح» جديد لا يقتل فرداً أو أفراداً، إنما يقتل أمة، إنه «تفخيخ معنويات شعب» بقصد إنهاكه معنوياً.

ماذا تعنى المظاهرات الهزيلة؟ تعنى الرمق الأخير فى حياة مصارع، خارت قواه ولكنه- بالأجر- يريد أن يثبت أنه أقوى من عبده موتة ومحمد رمضان.

إذا كانت «القاهرة والناس» أجرأ قناة، فهناك «أخبث» قناة تضع على وجهها قناعاً مزيفاً للحرية وهو قناع فاقد العذرية والشفافية يخلط الحابل بالنابل.

لا يملك أعظم جراحى التجميل أن يقوم بإجراء عملية جراحية لتجميل «ضمير» إعلامى ترقد تحت جلده خلايا «إخوانية» خبيثة تنتظر مناخاً ما.

الرجال كلمات، عندما يقول العالم فاروق الباز إن الجزر المتنازع على هويتها هى «سعودية» بالتاريخ والجغرافيا، أصدقه، وعندما يقول الحصيف د. مفيد شهاب إنه- بالمستندات- الجزيرتان «سعوديتان» أصدقه.

الأشرار يروجون أن السيسى «باع أرضه»، اتهام باطل باطل باطل.

يريدون «حصارنا» و«تجويعنا» و«ضرب الجنيه المصرى» و«تحريض الفئات المغلوب على أمرها».. ويريدون «التصالح» معنا، لهم أقول خسئتم.

الأصدقاء يتبارون فى «توصيف» حالتنا المصرية، منهم من يرى أن هناك «شبورة»، والبعض يرى «غماماً يحجب ضوء الشمس» والبعض يرى «افتعالاً للغموض»، لكن الأهم أن الشعب المصرى صار معظمه، «زعماء» يا ولدى.

الشاعر سيد حجاب له عندى مكانة منذ أن «شاور عليه صلاح جاهين» وهو فنان ومثقف، قال إن زمن عبدالناصر تأججت فيه الثقافة والسادات جعلها سلعة، وزمن مبارك صارت انحطاطاً، هل يريد شاعر المقدمات الغنائية المتفردة أن يقول صراحة: زمن مبارك أم حقبة فاروق حسنى؟ أعتقد أن هناك حالة «تحسر» على غياب فاروق حسنى من المشهد وربما يكفيه المتحف الكبير شهادة للأجيال.

لا ناقة لى ولا جمل مع الفريق أحمد شفيق ولكن الملاحظ أن هناك عبثاً بسمعته وربما محاولة «تشويه»، لمصلحة من؟

سؤال عبثى: ألم يكن فى مقدور الأستاذة حياة الدرديرى أن «تحمى» توفيق عكاشة من نفسه وتهمس فى أذنه أن الطريق الذى اختاره بكل ثقة مظلم ظلام القبور؟

احتفلت حروف العربية وصالت وجالت وغنت وصدحت وغردت الكلمات فوق الأسطر وزقزقت العصافير فوق الأغصان وانتشت النساء فى مخادعهن. إذ يوافق 21 مارس الماضى عيد ميلاد الشاعر نزار قبانى.

الإيجارات القديمة «ظلم» للمالك «حلال» للساكن! و«ممنوع» التداول فى مجلس نواب مصر لهذا الموضوع، ماتفهمش ليه؟

فى أيام معدودة، ملك السعودية ورئيس فرنسا، ضيوف على مصر السيسى، وليت ضيوفنا الكبار يتحركون بالطائرات الهيلكوبتر إنقاذاً لجموع القاهريين من خنقة المرور وقفلة الشوارع واللعنات يمينا ويسارا!

لو تخلصنا كشعب من كلمة بغيضة فى قاموس حياتنا هى «اشمعنى» لطلعنا العلا.. درجات.

أفهم جيداً سر «ارتشاعة الأقلام فى أيدى الوزراء»، فرب توقيع، جر الوزير- بعد حين- للمحاكمة، ومن الممكن أن يقف محام حصيف بحجم فريد ابن الديب أمام القضاة ويبرئ بمنطقه وسحر بيانه واستثمار القانون ملافظه ومخارجه ويخرج المتهم من سراى النيابة حراً، ولكن بعد «تجريسه» والتجريس معناه الفضيحة.

كأنى قرأت فصلاً من مسرحية لتوفيق الحكيم أو مقالاً للعقاد أو قصيدة لصلاح عبدالصبور أو رباعية لصلاح جاهين أو قصة قصيرة ليوسف إدريس.. أعطيت كل إصغائى لمحمد عبدالوهاب القديم حين كان الصوت غلاباً على المزيكة، عبدالوهاب: جفنه علم الغزل وخايف والهوان معاك معزة.

كل «توك شو» يضم أفراداً متنافرى الاتجاهات أو التوجهات أو الأيديولوجيات هو «خناقة وتلاسن واشتباك عضلى» مؤجل.

سألت نفسى: لماذا قال لينين الزعيم السوفيتى «إن الدين أفيون الشعوب».

البعض يشكك فى العاصمة الإدارية الجديدة وينخر حولها، بالذمة من يكره التخفيف عن عاصمتنا المنهكة «بفتح الهاء والكاف»؟ بالذمة من يكره تفكيراً مستقبلياً عصرياً مع الكثافة السكانية غير المسبوقة وغير المحتملة تكون مخرجاً إدارياً جديداً، أيها الشعب التعس ضيق الأفق هناك «برازيليا الجديدة» وهناك «ليجوس الجديدة» وكلها عواصم إدارية جديدة وقف معها الشعب البرازيلى، ودعمها شعب نيجيريا ولم يسمع صوت اعتراض أو تشكيك، أيها الشعب ضيق الأفق: اصح، قم من نومك.

بعض الكلمات نسور..

وبعض الكلمات قبور..

«عبدالرحمن الشرقاوى»
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع