الأقباط متحدون - إن كنتم نسيتوا اللي جرى.. !!
أخر تحديث ١٧:١١ | السبت ٢٣ ابريل ٢٠١٦ | ١٥برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٠٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

إن كنتم نسيتوا اللي جرى.. !!

مرسي
مرسي

مدحت بشاي
كل كام شهر تباغتنا شاشات فضائيات الخيابة الإعلامية و صحف الفشل المهني بتقديم عروض لبعض تجار أزمنة التحول من حال إلى حال لشعب يعيش فترة انتقالية يحاول فيها التعافي من أمراض تبعات جور نظم حكم استبدادية على حقوق العباد ... يظهر هؤلاء التجار سماسرة بيع الأوطان ليطالبوا بإجراء مصالحات مع رموز النظم التي أسقطها شعبنا العظيم بعد تقديم التضحيات الغالية في ميادين الحرية ، ويتم سبهم عبر شاشات الفضائيات ، ولكن أصحاب الجلود السميكة والوجوه الكالحة لا يستشعرون مدى بشاعة و جرم ما يفعلون مادام لدينا من يقبلون المتاجرة بتقديم عروض هؤلاء بين الحين والأخر دون إحساس وفهم أن ما يفعلون جريمة مهنية و اغتيال لكرامة وحرية وطن ، والحكاية مش مجرد عرض وجهة نظر !!

  وعليه أذكرهم وأذكر نفسي وقراء موقعنا الرائع بواحدة من ليالي زمن الإخوان على طريقة " إن كنتم نسيتم اللي جرى ..."  ، فى تلك الليلة خيم الحزن على بيوتنا المصرية فى الشارع والحارة والزقاق والدرب والعطفة ، وانسابت الدموع من المآقى على حال شباب من أبناء الوطن  لعد أن تم أسرهم من قبل عصابات إرهابية ، وظهورهم من خلال عرض شريط فيديو مُهين يستغيثون فيه ، ويناشدون الرئيس مرسى سرعة الإفراج عن ذوى مختطفيهم من أجل الإفراج عنهم، مما كاد يذكرنا بمشهد أسرانا لدى الأعداء عام 1967 ، والذى لم نبرأ من تبعات قسوته المهينة إلا برؤية مشهد القائد الإسرائيلى عساف ياجورى وعدد هائل من الأسرى الأعداء وهم جلوس على الأمتار الأولى المحررة من سيناء ، وقد رفعوا أياديهم فوق رؤوسهم في رخزي وانكسار ، مع الأيام الأولى لنصر أكتوبر 1973 وكاميرات التليفزيون العربى ( المصرى الآن بعد طلاق شعار القومية العربية ) تجوب بين صفوف الأسرى مزغردة متباهية ( حتى لو كانت الصورة بدون ألوان )، وعندها فقط تبلسمت الجروح مع استرداد الكرامة.وأذكر أنه قد تردد فى أواخر الزمن الناصرى قول الفريق عبد المنعم رياض للرئيس ناصر «أرجوك يا سيادة الرئيس لا تقبل عودة سيناء بلا قتال حتى لو عرضوا عليك الانسحاب الكامل منها بلا قيد أو شرط». فقد كان يرى الفريق النبيل الوطنى أن عودة سيناء بلا قتال سوف ينشأ عنها خلل اجتماعى وإنسانى وقيمى ، ورسالة سلبية نصدرها للأجيال القادمة عبر الرضا بقبول فكرة النكوص عن النهوض لدفع ضريبة الدم لاسترداد الكرامة.

إنها الكرامة ، التى تتحرك الشعوب لنيلها ، و هنا أذكر بما قيل فى ذلة على لسان أحد هؤلاء الأسرى «لو احنا غاليين عندك ياريس مرسي زى جلعاد شاليط ، الجندى الإسرائيلى، افرج عن المعتقلين من أجل الإفراج عنا»، ومناشدتهم وزير الدفاع بقولهم: " معدناش مستحملين التعذيب يا وزيرنا ، يا وزير الدفاع رجالتك بتموت وانت قاعد على الكرسى افرج عن المعتقلين والحقنا " !

ولكن، هل كنا فى تلك الليلة الظلماء نفتقد لبدر تليفزيون «عبد المقصود» وعلى قناته الأولى، حتى تكتمل سهرة الغم والهم عبر عرض لقاء مع المرشح السابق لرئاسة الجمهورية " حازم صلاح أبو اسماعيل " ، وهو الرجل الذى هاجم القضاء والجيش و الإعلام ، بالتصريحات المتعاقبة بجرأة وكراهية، وهو أيضاً الذى قام بتجهيز جماعات تحاصر مؤسسات القضاء والإعلام ومقار الجرائد وغيرها، ويحاكم الآن هو و عدد من جماعته بعد التورط فى أفعال مُجرمة بالقانون والدستور ؟!

أما الأدهى والأمر فهو مخاطبة المذيع لنجم السهرة المحامى بــ «فضيلتكم» ، وهو يردد متهللاً بفرحة من حقق السبق الإعلامى والتفرد الحصرى ، منافقاً مستعطفاً ضيفه فى بداية الحوار، قائلاً «فضيلتكم رمز وطنى كبير».. ومع بعض التعقيبات السريعة فقط ، أتركك عزيزى القارئ مع نماذج من بعض الأسئلة ، وبعض الأجوبة التى قد لا تكون لأسئلة مذكورة ، للاقتراب من أهم ملامح تلك السهرة التى أتت لتضيف أحزانا على أحزان.

س: فضيلتك رمز وطنى كبير ومحبوب لماذا لا تبادر بالتواصل مع جبهة الإنقاذ ؟

ج: دول ناس قرروا إنهم مش هيسيبوا البلد إلا لما تخرب.

وتعليقاً على عدم استجابة جبهة الإنقاذ لدعوة الرئيس للحوار ، قال المحامى غاضباً «مش عايزين تتفاهموا عنكوا ما اتفاهمتوا ، وازاى الرئيس يعود لدعوتهم ؟.. أنا كلمت الريس وعاتبته لأن ده إهدار لهيبة الحكم !! (يتحدث معاليه عن إهدار هيبة الحكم.. طيب بلاش انت علشان خاطر الحزانى فى البيوت !!!)

وحول إصدار مرسي الإعلان الدستورى البشع والمعيب ، قال الضيف المفكر " الريس عندما أصدر الإعلان الدستورى أصدره لأنهم كانوا هيحرقوا البلد.. ما تطلبوش من الرئيس الشىء ونقيضه"  !!

ثم معقباً على رد فعل الجيش على أسر بعض من شبابه «يعنى إيه جيش وقوات تروح سينا، مش كفاية العملية نسر هيه اللى جابت الحاجات دى» (يقصد رد فعل المتطرفين) !

ثم يسأله المذيع وهو فى قمة الخجل والتأدب فى حضرة الضيف عن الشاب عضو تظاهرات «حازمون»، فيقول نصاً «الشاب الجميل، وعلى فكره ده جارى واتحكم عليه بالمؤبد،  ورغم أن المذيع وصف الشاب بأنه جاره الجميل ، يقاطعه الضيف «القاضى حكم غيابى علشان يجيب الولد ترهيبا له!! !

ثم بنعومة ورقة يخاطب المذيع الضيف «فضيلتك ربنا يعزك ، بيقولوا إنه إنت بتمثل الجناح اللى بيرهب المعارضة» قاصدًا حصار مدينة الإنتاج الإعلامى، فيبادر الضيف المذيع مبرراً "حصار الإنتاج الإعلامى كان حماية للوطن وكان رغبة للتهدئة.. كنت باشيل سكينة من على رقبة مصر" !!.

نعم فضيلتك ، إنها سكاكين الجهل والكراهية لوطن لم يكن يعرف أهله من يحكمونه ، بعد أن اعتبر هؤلاء الوطن  مجرد ولاية يجهزونها فى مقرهم بالمقطم لتسليمها لسلطان الزمن القادم... يارب يا مجرمي المصالحة تكونوا افتكرتم السكينة اللي كانت على رقبة مصر !!!
medhatbe@gmail.com


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter