تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدًا بـ"خميس العهد"، وهو الخميس الأخير للمسيح في حياته على الأرض، وله أهمية كبيرة لدى المسيحيون حيث تأسست فيه الكنيسة في العالم كله، بعدما تناول المسيح مع التلاميذ "الفصح الأخير". 

 

كتابيًا -أي وفقًا للكتاب المقدس- أوصى المسيح تلاميذه بإعداد الفصح (وهو عيد يهودي) للاحتفال بهذا العيد، وخلاله أسس سر التناول، والكنيسة، كما قام بغسل أرجل التلاميذ وأوصاهم خلال العشاء الكبير بأن يكونوا متواضعين، وليسوا متكبرين، بالإضافة إلى تسليم المسيح إلى رؤساء القيادات الدينية اليهودية، وتم القبض على يسوع ليلاً بعد خيانة يهوذا له وتسليمه لليهود ومحاكمته بتهمة التجديف. 

 

من خلال الأحداث وضعت الكنائس المسيحية طقوسًا تتوافق معها، حيث يقوم الكاهن أو الأسقف أو البطريرك، أو خادم الكنيسة بغسل أرجل الحاضرين في الكنيسة، أو مسحها بقطعة قماش مبللة، بالإضافة إلى صلوات اللقان في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ورشم المصلين بالزيت. 

 

وفقًا لطقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فإن الصلاة تبدأ في الصباح باكرًا، حيث تبدأ بصلاة باكر من البصخة المقدسة، ثم صلوات الساعات الثالثة والسادسة والتاسعة، ثم تبدأ صلاة "اللقان" -وهي تلاوة صلوات طقسية على قدر كبير من الماء- وبعد انتهاء الصلاة يقوم الكاهن -أو أعلى رتبة كنسية موجودة خلال الصلاة- بغسل أرجل الكهنة والشمامسة ثم الشعب واحدا واحدا من ماء اللقان، ثم تبدأ صلاة القداس الإلهي وبعدها التناول  ثم يقول الكاهن البركة بدون وضع يده الماء المقدس أو رش الماء كما جرت العادة ويصرف الشعب. 

 

اعتاد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث على قضاء يوم خميس العهد في دير الأنبا بيشوي، وهناك العديد من مقاطع الفيديو التي توثق صلاته في الدير إلى جوار الرهبان والأساقفة، وهو يقوم بغسل أرجلهم أيضًا. 

 

منذ وصول البابا فرنسيس إلى سدة الكرسي البطرسي، اعتاد على تخصيص يوم خميس العهد للصلاة مع فئات ضعيفة ومهمشة وغير مرغوب فيها، حيث صلى هذا العام مع اللاجئين من الحروب، وقام بغسل أقدام 11 لاجئًا مسلمًا ومسيحيًا وهندوسيًا، ثم قام بتقبيلها، وذلك خلال القداس الذي ترأسه البابا في كاستل نوفو دي بورتو، قرب العاصمة الإيطالية روما. 

 

يأتي هذا في الوقت الذي خصص البابا فرنسيس صلاة خميس العهد عام 2015 للسجناء، وفي 2014 للعاجزين في مركز لرعاية المسنين، وفي عام 2013 لسجناء قاصرين.