الاربعاء ٢٧ ابريل ٢٠١٦ -
١٦:
٠٩ م +03:00 EEST
بقلم : ماجدة سيدهم
حي .. نعم
وحياة .. نعم نعم
هي الحقيقة الحقيقية المستقيمة المعلنة والبسيطة في وضوحها الممتاز بلا غش أو التواء، هكذا وإن لم تكن الحقيقة حياة فعالة ، معاشة في كل تفاصيل الشوارع وبين ألوان جميع البشر وغير مؤجلة فليذهب الكل إلى مثواه الغامض ..
لم يكن صياد السمك بمفرده حين اقترب منه الشاب الجميل يسوع ،كان مع أخيه يليقيان الشباك في بحر متسع الأفق ومهيئ للوفير من الصيد الهائل
: سمعان .. اندرواس طاب يومكما ..أحتاج لكما فلدي من المهام الشاقة الكثير ولا أحب سير الطريق بمفردي لذا اخترتكما معا لرفقتي ..
سار ثلاثتهما معا مسافة ما حين التقوا هناك أيضا بأخوين صيادين يرممان مع أبيهما الشباك الممزقة في محاولة متجددة لمواجهة تقلبات الطقس المفاجئة : يعقوب ..يوحنا ..هلا تأتيان لصحبتنا معا ثم .. ساروا
في الطريق صوب البحر : امتن لوداعة ثقتكم إذ تركتم على الفور كل شيء بلا تفسيير مني ، ثم أضاف مداعبا : لكن لاتنكروا أني آثرتكم بحب لم تعتادوه من قبل أليس كذلك يايوحنا ..!
: لاتنزعجوا يا أحبائي فأنا أدرك جيدا طبيعة معيشتكم ومدى حاجتكم والتزاماتكم تجاه عائلاتكم والأسواق التى تتعاملون معها والديون التى عليكم توافوها ، ثم التفت : لكن تنسى يابطرس وأنت يا اندراوس أنه رغم كل الجهد المخلص طوال أيامكما وخبرتكما التى لايستهان بها بمعرفة أسرار البحر ورغم صلابة السفن وجودة الشباك وهذا البحر الممتلئ أمامكم بوفرة الأسماك لكنكما ..لم تصطادا حتى الآن ولو سمكة واحدة ..أليس كذلك ..!
ثم يلتفت بلطف : وأنتما يعقوب .. يوحنا، حتى كل محاولات الرتق وتكرار إصلاح كافة الثقوب أيضا لن تلفح لصيد يرضي ، لكن لا بأس سيكون لكم هذا ،ودعاهم : بطرس هيا أدخل بنا إلى العمق وبعد وقت وفي زهول جميعهم عقب : أليس هذا ماكنتم تحلمون وتكدون من أجله ، ها هو يمزق شباككم الآن ، ولكن لن تصطادوا سمكا بعد اللحظة .. هيا الآن فلدينا من الأخوة الأحباء من سيرافقوننا الطريق .. وهكذا اكتمل العدد
انتبهوا لن يفلح العمل ولن يكتمل البناء المتسق وكل منا بمعزل عن أخيه أو يخشاه أو يظن به السوء، وها أنا أمامكم ، كان بمقدوري تحمل المشقة وحدي وأكملها بالتمام ، لكن الحب الذي بداخلي لكم يدفعني دفعا لنكون معا ،نتعارف للمرة الاولى ويكتشف كل منا ذاته في الآخر ، نتشارك ، نتقاسم ، نختبر وننمو معا ، نغضب ونختلف ثم نعود ليدعم كل منا أخيه يشجعه وينميه لذا ما اخترت أحدكم دون الآخر..و ما فضلت الأخ عن أخيه دعوتكم جميعكم ، هذه مشيئة المحبة العظمى التى من أجلها نحن الىن معا ، أخوتي كلما تقاربنا كلما تجاوزنا الكثيرمعا لنصير أكثر تفهما وفاعلية لنحسن صنعا في عالم أرسلكم إليه ولأجلكم احببته جدا حتى الموت ..
ولاتنسوا أني دعوت جميعكم في الوقت الصعب ، الظرف المستحيل ، حين تخور القوى وتفشل كل المحاولات الممكنة وتعجز القدرة على الإنجاز والتفكير ، في العاصفة المخيفة وحين يخفت الإبداع ويصير هاجسا مؤرقا ، وحين توصد كل القوانين والأبواب ويثقل الإحباط أدق التفاصيل بالحيرة والتشويش ، حين يكون الموت رعبا والرجاء صعبا ها أنا أوجد لكم بالفرح المذهل .
ألم تلحظون شيئا ..ما دعوت هذا شقيقا لذاك بل أخا وهكذا جميعكم – فأنا أحب هذه الكلمة فهي الأشمل والأكثر رحابة وإنفتاحا على كل البشر لأنهم أخوتكم وإن لم يكونوا أشقاء حسب الجسد ، هكذا أدعوكم من أجل كثيرين ، كونوا صيادين بارعين وسأكون لكم ملهما بالنعمة والجمال والموسيقا تشددوا معا ولاتزعجوا .