بقلم د. لميس جابر | الأحد ١ مايو ٢٠١٦ -
٣٣:
٠٥ م +02:00 EET
ليه الكسل ده؟ إيه يا جماعة؟ يا نشطاء.. يا ثورجية يا حقوقيين يا برادعوية.. يا إعلام الحرية والعيش والكرامة الإنسانية.. يا كل واحد حاطط مصر بلدنا فى دماغه وحالف يجيبها الأرض.. أين أنتم؟ مالكم؟ فين نشاطكم وحماسكم أيام «ريجينى».. أين التناغم بين وقفتكم أمام سفارة إيطاليا تنددون ببلادكم «قتالة القتلاء» وبين مزايدات وكذب «رويترز» الحبيبة، لقد قمتم بعمل رائع وشهرتوا ببلادكم فى جميع أنحاء العالم ودفعتم لأم خالد سعيد مصاريف وتذكرة طيارة لأمريكا عشان تقابل «أم ريجينى» ويكون عيد أمهات شهداء الثورة فى قلب بلاد العم سام..
ولقنتوا الإعلام الإيطالى كل ما يمكن قوله فى إدانة مصر وداخليتها وحكومتها ورئيس «انقلابها»، حتى وصل الأمر للبرلمان الأوروبى الذى تسلم من البوب «جواب» وهددنا ومرمط بينا الأرض فى بيان ما يخرش الميه.. والحقيقة سعيكم الدائب فى ملف «ريجينى» أثار الإعجاب فى كل مكان وزمان.. بعد كده هيصتوا فى موضوع الجزيرتين وكان لكم صولات وجولات لأنكم متشبعين بالوطنية وحب تراب الوطن، ولو إنى ما شفتش عيل صغير فيكم اتكلم أيام الإخوان ما قالوا حلايب وشلاتين سودانية وسيناء غزاوية ونتقاسم ثرواتنا مافيش مشكلة.. أنا أعذركم طبعاً لأن الجزيرتين أهم مائة مرة من كل ده.. خصوصاً والشعب المصرى كله متعود يروح شرم الشيخ مخصوص عشان يغطس فى تيران يتفرج على الشُعب المرجانية وبالتحديد شُعب «تيران»..
والحقيقة نجحتوا بدرجة جيد فى هذا الملف ووصل الأمر لتأليف الخرائط والوثائق والفيس بوك طلّع دخان وهوب قررتوا عمل مظاهرات يوم الجمعة بعنوان «الأرض عرض» و«عواد باع أرضه» يا أيها الشرفاء الوطنيون وللأسف ما حدش عبركم ولا سمع كلامكم وشكلكم كان وحش قوى.. وزعلتوا صح؟ معلش.. مش مهم يكفيكم شرف المحاولة ولو جمعة الأرض فشلت المستقبل ملىء بأيام الجمعة.. ولذلك فقد حاولتم بكل جهد ومثابرة أن تحولوا عيد تحرير سيناء إلى عيد «إسكات النيزام» وبصراحة الفكرة عجبتنى ونمت بالليل وأنا أمنى نفسى بيوم جديد وصباح جديد «ونيزام» جديد «يسكت» «النيزام» «الكديم» اللى ماكملش سنتين لأنه فعلاً قدم قوى..
ولازم نغير البنطلون ونجيب بنطلون جديد نقوم نغير معاه «النيزام» عشان يبقى لايق على اللون الجديد.. أنا عارفة إن لون «النيزام» مهم قوى وعشان كده اقتنعت وصحيت بدرى وفتحت التليفزيون وقعدت أدوّر عن المظاهرات العارمة والملايين الهادرة التى سوف تخرج من الفجرية «لتُسكت» «النيزام» وتجيب لنا «عبده مشتاق» اللى طلع الثالث فى انتخابات الرئاسة اللى كان فيها اتنين بس مترشحين.. فين الملايين يا جماعة؟ طيب فين عبده مشتاق أبوضحكة جنان اللى هايبقى رئيس ويلغى عيد تحرير سيناء ويبقى عيد توليه رئاسة مصر قبل السبعة آلاف جنيه ما تخلص.. مفيش حاجة.. غيرت المحطة..
وكمان محطة وكمان خمسة وعشرين محطة إيه ده؟ رجعت إلى «اللستة» الشهيرة وأخذت أعيد وأزيد فى أسماء التقدميين الثورجيين والنحتجيين.. فين؟ ولا واحد ولا واحدة منهم على الشاشة أو فى الشارع.. إيه يا جماعة!! كان نفسى النيزام يسكت عشان أنا زهقانة شوية اليومين دول وعندى ملل وعاوزة تجديد.. بالليل وعلى كل الشاشات لقيت الشعب المصرى فى الشوارع والميادين بيغنى ويقول بشرة خير وتسلم الأيادى وسيناء رجعت كاملة لينا ومصر اليوم فى عيد!!.. معلش.. باظ اليوم ده راخر.. ما تزعلوش المناسبات القومية عندنا كتير ولا أقولكم ما تعطلوش نفسكم فيه فرصة هايلة.. شاب مصرى صغير عمره 22 سنة وجد محروقاً يلفظ أنفاسه الأخيرة فى جراج.. لا وجد محروقاً فى شقة فى لندن.. قالوا مضروب بسلاح أبيض..
ورجعوا قالوا لا، الشاب اسمه «شريف حبيب» من بورسعيد وليس له أى علاقة بالسياسة ولا الإخوان ولا الدواعش لسبب بسيط لأنه «قبطى».. بس هى دى.. الشاب ده ضُرب وحُرق فى مصر على أيدى الأمن الوطنى ونقل بسرعة إلى لندن ليه؟ لأن الأمن الوطنى بيكره الأقباط وعيد الأقباط قرب لذلك فالأكيد إن الأمن الوطنى هو الفاعل الحقيقى.. حد هايقول لى طيب ليه الأمن الوطنى بالذات؟ أقولكم عشان الإنجليز الأبرياء الأنقياء القلب يتدبسوا فيه ويبطلوا يشنعوا على الأمن المصرى كله بقى.. حلوة صح؟ من الفجرية بقى وجرى على السفارة الإنجليزية وارفعوا صورة الشاب المصرى «شريف» واكتبوا عليها شباب مصر البرىء ضحية الأمن الوطنى المصرى..
واهتفوا للإنجليز وادعوهم إلى المجىء لمصر بالبارجات والسفن الحربية والطائرات لاحتلال مصر تانى لتخليصها من حكم الانقلاب، وعلى فكرة الإنجليز هايرحبوا جداً هما والناتو لأنهم من يوم مامات ريجينى وهما هايموتوا على حقل الغاز الضخم اللى وجد فى مياه مصر الإقليمية فى المتوسط وأهوه منها فرصة ياخدوا الغاز ويجيبوا النشطاء يحكموا مصر بعدما «يسكتوا النيزام».. فكرة جديدة نوفى.. وأنبهكم بحق الملكية الفكرية ياللا.. باى.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع