بالأمس تشرفت بأننى كنت جزءا من مشهد تاريخى رسمته مؤسسة الأهرام العريقة، كبرى صحف مصر والشرق الأوسط.
نعم.. كانت الأهرام تكتب تاريخا بتدخلها فى ظرف استثنائى لم تمر به الصحافة المصرية من قبل، بعد الصدام المتعمد وغير المحسوب الذى أوقع فيه مجلس نقابة الصحفيين ونقيب الصحفيين الجماعة الصحفية كلها، وجعلها فى مواجهة المجتمع والدولة.
داخل الأهرام استعادت صاحبة الجلالة رونقها وردت السلطة الرابعة اعتبارها، واستردت هيبتها ووقارها، بتحملها المسؤولية واحترامها للشعب المصرى، الذى قدمت له اعتذارا مما بدر من بعض الصحفيين.. وللدولة المصرية والذى أكد اجتماع الأسرة الصحفية فى الأهرام أن الكاتب المصرى هو صوت الوطن وضمير الأمة، ودرعه المفكر وسيفه المستنير، ولم تكن أبدًا ولن تكون خنجرًا فى ظهر الدولة وسيفا على رقبة الشعب.
المشهد فى الأهرام أعاد للذهن الشعبى أن الصحافة المصرية ما زالت تملك قامات أمثال الأساتذة مكرم محمد أحمد وصلاح منتصر ومرسى عطا الله وإبراهيم حجازى والدكتور عمرو عبد السميع وعادل حمودة، وتملك أجيالا همها الأول هو الوطن، تعى حجم التحديات التى تواجه الأمة، وتدرك أبعاد المسؤولية الملقاة على عاتقه، وتحمل بشرف أمانة الكلمة والمعلومة الصحيحة.
وعند المعلومة الصحيحة نتوقف.. المعلومة الصحيحة هى أساس العمل الصحفى والمعلومة المضللة هى أساس العمل المغرض، وما حدث فى الصدام الذى شهده المجتمع المصرى ما بين مجلس نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية، مرجعه تضليل الجماعة الصحفية أولا والرأى العام المصرى ثانيا، بمعلومات خاطئة وملفقة، وهذا ليس اتهاما ولكنه حقيقة أكدها خمسة من الزملاء من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين، حضروا لاجتماع الأهرام وقالوا شهادتهم وأعلنوها أمام الرأى العام المصرى.. بما يجعلنا نحمد الله على هذه الأزمة لكى ننتبه لما يجرى داخل نقابة الصحفيين ونعيد "تصحيح المسار".
بالأمس خرج الاجتماع بمطالب محددة، أهمها الدعوة لجمعية عمومية غير عادية لانتخاب مجلس نقابة جديد، وأعتقد أن هذا حق الجماعة الصحفية وهى التى تقرر وجهتها.. وبالأمس ذكّر أبناء المهنة الزملاء فى مجلس نقابة الصحفيين بأصول العمل النقابى، وأنهم ليسوا حزبا سياسيا، وحدود سلطتهم.. وسواء استجاب مجلس النقابة أم لم يستجب، سقطت شرعيته فعليا فى ضمائرنا وإن ظلت مستقرة قانونيا إلى حين.
وبالأمس أيضا وفيما ننتظر تفاعل نقيب الصحفيين مع جمع صحفى لا يستهان به عددا ومكانة، ومطالبات من أسماء لها ثقل وتاريخ مهنى مهيب.. فوجئت أن السيد النقيب الأستاذ يحيى قلاش يحتفل بعيد ميلاده داخل نقابة الصحفيين بصحبة عدد من الزملاء، دون مراعاة أن مصر بالأمس كانت فى حالة حداد على شهداء الوطن من أبناء الداخلية ضحايا الإرهاب، والذى خرجت نقابة الصحفيين للمرة الأولى لكى تدينه، ولكن يبدو أن النقيب قد تناسى هذا الأمر ولا أعرف ماهى الرسالة التى كان يريد تمريرها من خلال هذا الخبر وهذه الصور.
وبدورنا نذكر النقيب بعدما انتهى من الاحتفال بعيد ميلاده، أن ينتبه إلى مطالب أبناء المهنة وأن يتحمل المسؤلية، ولنذهب إلى جمعية عمومية غير عادية ولننتخب مجلسا جديدا.. وبدورنا أيضا نهنئ النقيب بعيد ميلاده ونغنى له أيضا.. سنة حلوة يا نقيب.. سنة حلوة يا نقيب.. سنة حلوة.. سنة حلوة.. سنة حلوة يا نقيب!!
نقلا عن مبتدا