هل ما زال هناك من يفكر ويردد أنه لا يؤمن بنظرية المؤامرة؟ هل ما زلنا نناقش النظرية واحتمالاتها وأوهامها، أم نحن فى قلب المؤامرة، نتلقى الضربات من الخارج ومن الداخل؟! هل غفرت لنا الولايات المتحدة الأمريكية (قوة الشر العظمى) ما فعلناه فى 30 يونيو، نحن شعب مصر، هل غفرت لنا وللرئيس السيسى أنه جاء رئيساً لمصر بإرادة شعبه وليس بإرادة أوباما؟ لا أظن. ما زلنا نسير فى طريق العقاب فى الداخل من شراذم الخرفان والمختلين مجانين الشهرة ومدّعى المعارضة وتجار السياسة وبائعى الوطن بالدولار واليورو.. ما زلنا نسير فى طريق العقاب نحن ومن يتضامن معنا من الخارج.. عوقبنا نحن وروسيا بحادث الطائرة الذى قضى على السياحة عندنا وحوّل مدينة «شرم الشيخ» الساحرة المضيئة إلى مدينة أشباح يبحث شبابها عن الرزق فلا يجدونه.. عوقبنا نحن وإيطاليا، وهى أكثر الدول تعاطفاً معنا ومع الرئيس السيسى، بحادثة «ريجينى»، ثم جاء الدور على فرنسا وعوقبت بمفردها فى أحداث إرهابية قريبة، وعوقبت معنا فى حادث الطائرة الأخير ليس لسبب سوى أنها خرجت عن طوع الكاوبوى الأعظم وغرّدت خارج سرب البلطجى الأوحد وباعت لنا الميسترال والرافال وجاء لنا رئيسها فى زيارة ناجحة بكل المقاييس..
مات مصريون من أبنائنا وبناتنا وإخوتنا بل وأحفادنا.. جلل السواد والحزن قلوبنا جميعاً.. يتداول أغلبنا قصص ركاب الطائرة بكل الأسى بل وبالدموع.. صبراً شعب مصر.. العمل إرهابى، والقتلى نحتسبهم عند الله شهداء فداء لحريتنا وكرامتنا وسلامة الوطن. ضموا هؤلاء الأبرياء الضحايا إلى طابور شهداء مصر منذ يناير 2011 وحتى اليوم مع شهداء الشرطة الذين بدأوا يتساقطون منذ يوم 27 يناير والذين قارب عددهم الآن على الألف شهيد، غير المصابين الذين تخطى عددهم العشرين ألفاً.. ضموهم إلى شهداء الجيش الذين سقطوا أيضاً من 2011 وما زالوا إلى يومنا هذا، مروراً بالأفراد البسطاء من شهداء مذبحة رفح الأولى والثانية.. شباب لم تزد أعمارهم عن العشرينات ذاهبون لاستلام شهادات إنهاء الخدمة، وآخرون عائدون لقضاء إجازة مع ذويهم.. ضموهم إلى شهداء كرداسة من الضباط الذين قتلوهم ومثّلوا بأجسادهم وحرقوهم «بمية النار» وهم يصارعون الموت ونجّسوهم بالمياه القذرة.. ضموهم لشهداء الفرافرة وكرم القواديس.. ضموهم لأبنائنا الصعايدة الكادحين الذين تغربوا بحثاً عن لقمة عيش فذُبحوا أمام الكاميرات على شاطئ ليبيا مثلما تُنحر الشاة.. ضموهم لآخر ضحايا الشرطة فى كمين حلوان، ولمن سوف يموت شهيداً فى الأيام المقبلة، واصبروا.. هذا قدرنا وقدر وطننا منذ آلاف السنين لأن مصر هى جوهرة المنطقة وهى المطمع والجائزة الكبرى منذ أيام الهكسوس وحتى عام 1967، مروراً بطمع الفرس والإغريق والرومان والمماليك والعثمانيين والفرنسيين والإنجليز، وأخيراً الأمريكان، وأبنائهم المخلصين من الدواعش. أمريكا دولة الكذب تدّعى أنها تحارب الإرهاب وهى فى الحقيقة تحاربنا بالإرهاب وهى المخططة والممولة والراعى الرسمى لاختراع الإرهاب منذ عصابات «شتيرن» و«الهاجناه» اليهودية التى بقرت بطون النساء وألقت بالرضّع داخل الأفران فى مذبحة دير ياسين وحتى عصابات طالبان وبن لادن والظواهرى وأبوبكر البغدادى. ألم تصرح المرشحة المحتملة لبلاد الكذب العظمى بالصوت والصورة: «إننا خلقنا هذا وعلينا أن نقضى عليه».. ألم نرَ أشهر الساسة الأمريكان فى صور مع الإخوان وقيادات الإرهاب وأبوبكر البغدادى نفسه، ألا تذكرون المحاولات المستميتة التى بذلتها سفيرة جهنم «آن باترسون» لعدم إسقاط مرسى؟!