بعد اعتراف طالبان رسميا بمقتل زعيمها الملا أختر منصور، أعلنت الحركة الأفغانية المسلحة أن هيبة الله أخونزاده سيكون زعيما جديدا لها، فيما يبدو لمراوغة أعدائها في الداخل والخارج.
ورغم الخبرة التي يمتلكها أخونزاده في العمل مع "طالبان"، فهو رئيس سابق لمجلس القضاء في الحركة، فضلا عن عمله نائبا لمنصور، إلا أن اختياره خالف التوقعات.
فالأقرب لتولي القيادة خلفا لمنصور كان سراج الدين حقاني الذي قالت الولايات المتحدة إنه "أخطر مسلح في العالم"، علما أنه عين الرجل الثاني في الحركة في منصب نائب أخونزاده.
إلا أن أخونزاده "اختير بالإجماع" حسب بيان المتحدث باسم الحركة، الأربعاء، في اجتماع للمجلس الأعلى للحركة يعتقد أنه عقد في باكستان، حيث بايعه جميع أعضاء المجلس.
وفي ظل شح المعلومات المتوفرة عن الزعيم الجديد للحركة المتشددة، يبدو أن طالبان تراوغ باختيارها كابل من ناحية، والولايات المتحدة والغرب من ناحية أخرى.
أما القيادي سراج الدين حقاني، فهو خصم تعتبره الحكومة الأفغانية وحلفاؤها الأميركيون أكثر خطورة من منصور.
وسراج الدين سليل أسرة اشتهرت بأنها جزء من مسلسل العنف المستمر في أفغانستان منذ عقود، حيث كان والده جلال الدين حقاني يتزعم مقاتلين حاربوا السوفييت الذين احتلوا أفغانستان عام 1979.
وأصبح سراج الدين حقاني واحدا من نائبين لزعيم "طالبان" العام الماضي، ليقرب جماعته الأكثر تشددا المعروفة باسم "شبكة حقاني"، من تمرد "طالبان".
ويبدو أن القيادة الجديدة لـ"طالبان" سيكون أمامها الكثير من العمل، لا سيما المسلح، إذ من المرجح أن يؤدي مقتل منصور إلى تبديد أي احتمال لبدء محادثات السلام.
وتسيطر "طالبان" الآن على مساحة من الأراضي أكبر من أي وقت منذ إطاحة حكومتها في 2001، وانهارت آمال عقد محادثات سلام كانت تضغط الولايات المتحدة لعقدها مع تزايد أعمال العنف.