أثارت التصريحات التي قالها الإعلامي محمد الغيطي، أول أمس، عن الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا، غضبًا واسعًا بين المصريين بصفة عامة، والأقباط بصفة خاصة، واعتبرها البعض أنها "عقابًا" للأسقف الذي ثبت عى موقفه الرافض لجلسات الصلح العرفية، في حادثة "سيدة المنيا". 

 

يقول "الغيطي" في برنامجه "صح النوم"، المذاع على قناة "LTC"، مهاجمًا الأنبا مكاريوس، "يا أخ مكاريوس اسكت، أنا لولا إني مؤدب كنتب قولت لك كلمة عيب، أنا اشعر بنبرة تطرف وابتزاز وتهديد في لغة الأنبا مكاريوس... الأنبا مكاريوس زي الإخوان والسلفيين، وتابع، "خليك في حالك أنت كداب أنت كداب، وعيب بقى اللعبة دي.. خلصنا".

 

الهجوم الذي شنه الغيطي على أسقف المنيا أثار عاصفة غضب قبطية في وجه الإعلامي، الذي وصفه كثيرون منهم بـ"المغمور"، ودشنوا "هاشتاج" يحمل عنوان "#ادعم_الانبا_مكاريوس"، كما نظموا "مليونية إلكترونية" لدعمه في موقفه الثابت من رفض الجلسات العرفية في الحوادث الطائفية، كما دعوا إلى مقاطعة القناة كلها ما لم يعتذر عن الإساءة للأسقف. 

 

لم يصل الأمر إلى الأقباط فقط، بل قام الإعلامي أحمد موسى، بعرض مكالمة هاتفية لـ"الغيطي" مع القيادي الإخواني "عصام العريان"، يجمل فيها صورة الجماعة الإرهابية، ويعد "العريان" بتسليمه جزءًا من ملفه في الأمن الوطني، وأضاف: "أنا بحبك من زمان أوي، وملفاتك بتاعة أمن الدولة هسلمهالك" متهمًا أمن الدولة بممارسة القهر والظلم والفساد والاستبداد.

 

وردًا على التطاول من جانب الإعلامي، تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قالوا عنه إنه "مكالمة جنسية" للغيطي. 

 

على الصعيد السياسي، تقدم كل من النائبين جون طلعت، ونادية هنري، ببلاغ للنائب العام ضد الإعلامي محمد الغيطي، بتهمة سب أسقف المنيا، واتهامه اتهامات باطلة للكنيسة وقادتها، مشددين على أن النواب لن يسمحوا بالإساءة لرمز من رموز الكنيسة ولا بد للقانون أن يأخذ مجراه، وأن الغيطي تعمد إهانة الأسقف بالألفاظ والسب والتهكم والتحقير، كما الاتهام بالاستقواء بالخارج وهو ما لم يحدث من الأسقف.

 

من جانبها أعربت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن غضبها من الاتهامات التي تم توجيهها للأنبا مكاريوس، وقالت على لسان متحدثها القس بولس حليم، إن الغيطي "اقتطع جملًا من مداخلات الأنبا مكاريوس وفسرها حسب رؤيته الخاصة، وما ردده الإعلامي عار تماما من الصحة" مشددًا على رفض الكنيسة لـ"التشكيك التشكيك في وطنية قامة روحية ووطنية كالأنبا مكاريوس أمرا غير مقبول على الإطلاق، مشددا بأن أسقف المنيا مصري قبطي حتى النخاع ولا مجال للمزايدة علي وطنيته، ولعل التاريخ يشهد ومواقفه تتحدث". 

 

أما الإعلامي نفسه، فقد رفض أمس الثلاثاء، الاعتذار عما بدر منه من تصريحات، وذلك رغم اعتذاره لأحد المتصلين على الهواء، قام بمعاتبته على الهواء.