الأقباط متحدون - بروفايل| شاهندة مقلد.. الإفراج الأخير عن مناضلة
أخر تحديث ٠٣:٤٤ | الجمعة ٣ يونيو ٢٠١٦ | ٢٦بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٤٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

بروفايل| شاهندة مقلد.. الإفراج الأخير عن مناضلة

شاهندة مقلد
شاهندة مقلد

في ريف مصر حيث قرية "كشميش" بمركز تلا بمحافظة المنوفية، وقبل ثورة يوليو 1952 بسنوات، كان الصراع في القرية بين عائلة الفقي "الإقطاعية" وبقية أهل القرية "الفلاحين"، والتي من بينهم عائلة مقلد، لم يكن الصراع بين طرفي قوة، ولكن الصراع كان في صورة سخرة واستيلاء على ممتلكات وأموال الفلاحين الصغيرة، فضلا عن السجن والتعذيب والبلطجة من قبل عائلة الفقي، والتي تقابله محاولات ضعيفة من قبل الفلاحين للثورة.

في تلك الأثناء، استقبلت عائلة "مقلد" مولودًا جديدًا، يحمل اسم "شاهندة"، وتحديدًا في 18 يناير عام 1938، حيث ولدت شاهندة لأب يعمل ضابط شرطة، وورثت عنه حب الفلاحين والأرض والكفاح، وبينما بدأت شاهندة تبلغ أشدها وتصبح فتاة، كان "صلاح حسين" الذي سيصبح زوجها فيما بعد، قد ذاع صيت نضاله، في فلسطين وقناة السويس، فأعجبت به شاهندة، وما لبث أن أصبح زوجها.

بعد زواج شاهندة بصلاح حسين، بدأ التاريخ النضالي لهما، واستطاع صلاح أن يقنع عددا لا بأس به من الفلاحين، بحمل السلاح ومواجهة الإقطاعيين، لتندلع بينهما المعارك، ويحشد كل طرف ما يستطيع من أسلحة، فما كان من الإقطاعيين إلا استئجار البلطجية، في حين تسلح الفلاحون بما استطاعوا حمله في أيديهم من عصي وشوم، حتى جاء صباح الرابع من أبريل عام 1966، عندما قتل صلاح حسين، تاركًا خلفه زوجته ذات الـ 27 عامًا، وابنته "بسمة" ذو الستة أسابيع.

واقعة مقتل زوجها، لم تثنيها عن مواصلة نضالها من أجل قضية الفلاحين ومحاربة الإقطاع، مستلهمةً هذه المرة روح التضحية والشجاعة التي أظهرها زوجها القتيل، وتزامن ذلك مع تولي الرئيس أنور السادات السلطة، وتقربه من الإقطاعيين، وأسرة "الفقي" بالذات التي كانت تربطه بها علاقة شخصية بحكم الجوار، لتفرض عليها الإقامة الجبرية تارة، والسجن تارة أخرى بسبب رفضها معاهدة السلام مع إسرائيل.

بعد هزيمة يونيو 1967 تطوعت شاهندة ومعها 70 فلاحا في صفوف المقاومة الشعبية، كما التقت بأشهر مناضل ثوري عرفه التاريخ الحديث، وهو تشي جيفارا، وذلك عندما كان يرافق الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ليطلعه على إنجازات ثورة يونيو، ثم تناولوا الغداء في منزل السادات بقرية ميت أبوالكوم، لتنتهي الزيارة بعقد مؤتمر في قرية شبين الكوم، حيث كانت شاهندة حاضرة، كما التقت شاهندة أيضًا، بالفيلسوف الوجودي سارتر، الذي جاء ليعلن تضامنه مع قرية كشميش.

في 12 يوليو، خرجت شاهندة "رئيس اتحاد الفلاحين" بعد أن تجاوز عمرها السبعين عامًا، لتعلن عدم اعتزالها النضال، مع الآلاف في مظاهرة سلمية، تهتف ضد الإعلان الدستوري، أمام قصر الاتحادية، لتوافي المنية شاهندة مقلد، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان مساء اليوم عن عمر ناهز 78 عامًا.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter