الأقباط متحدون - بروفايل: شاهندة مقلد.. طائر حزين في سماء النضال الوطني
أخر تحديث ١٣:٣٩ | الجمعة ٣ يونيو ٢٠١٦ | ٢٦بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٤٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

بروفايل: شاهندة مقلد.. طائر حزين في سماء النضال الوطني

شاهندة مقلد
شاهندة مقلد

 تعرضت للسجن مرتين.. وقضت حياتها دفاعًا عن الفلاحين

كتب - نعيم يوسف
رسم الموت المشهد الأخير، في حياة المناضلة الحقوقية والسياسية، شاهندة مقلد، والتي وافتها المنية أمس الخميس بالمركز الطبى العالمى بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز الـ78 عامًا، فيما وارى جثمانها التراب، اليوم، عقب صلاة الجمعة في مقابر العائلة بقرية كمشيش، التابعة لمحافظة المنوفية، وهي القرية التي ولدت فيها. 
 
ولدت شاهندة مقلد، في قرية كمشيش، بالمنوفية، عام 1938، في أسرة مناضلة ضد الإقطاع، ووالدها كان ضابط شرطة علمها حب الفلاحين والبسطاء، ثم واصلت طريقها مع زوجها "صلاح حسين"، الذي أصرت على الزواج منه وأضربت عن الطعام، وهربت من أسرتها مرتين، لكي تتزوج منه، وبالفقعل تزوج، وعاشا معًا إلى أن تم اغتياله من عائلة "الفقي" بالقرية، عام 1996، لتُكمل بعد ذلك طريق نضالها وحدها. 
 
على عكس كل السيدات اللاتي يتجهن للعمل النسوي، قررت شاهندة مقلد، النضال ضد "الإقطاع"، وفي سبيل هذا القضية كرست حياتها كلها، ويذكر التاريخ لها أنه عندما كانت سيارة الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، ومعه "جيفارا"، المناضل الثوري الكوبي، هتفت "مقلد" نريد أن نتحدث إليك يا عبدالناصر، فتوقفت سيارة الزعيم، لتقترب منه وتسلمه رسالة من الفلاحين، وقالت لـ"جيفارا": "نحن فلاحون قرية كمشيش القرية الثورية". 

 
في سبيل قضيتها التي تكافح لأجلها، تعرضت "مقلد" للسجن والاعتقال مرتين، الأولى السبعينات بسبب مظاهرة لم تشارك فيها، والثانية عندما قرر السادات اعتقال المئات من المثقفين عام 1981، وشاركت بعد اغتيال السادات في المظاهرات التي نظمتها حركة كفاية، وشاركت في ثورة الخامس والعشرين من يناير، التي قالت عنها "الثورة ليست إلا بداية جديدة في طريق لن ينتهي"، ثم حزنت لوصول الإخوان للحكم، وبعدها شاركت في ثورة الثلاثين من يونيو. 

نالت شاهندة مقلد، شعبية واسعة بين المصريين بعد محاولة أحد أنصار جماعة  الإخوان المسلمين لإسكاتها في مظاهرة من المظاهارات التي كانت تخرج ضدهم، إبان حكمهم. 
أما في حياتها الشخصية، فقد كانت مثل حياتها السياسية، مليئة بالمشاكل، فقد استشهد شقيقها في حرب الاستنزاف عام 1970، وأغتيل زوجها بسبب دفاعهما عن الفلاحين عام 1996، وقُتل ابنها الأصغر -كان لديها ثلاثة أبناء- في ظروف غامضة أثناء إقامته بـ"روسيا". 
 
كتب لها الشاعر الراحل، أحمد فؤاد نجم قصيدة قال فيها: "لنيل عطشان يا صبايا.. يا شاهندة وخبرينا.. يا أم الصوت الحزين.. يا أم العيون جناين.. يرمح فيها الهجين.. إيش لون سجن القناطر.. إيش لون السجانين.. إيش لون الصحبة معاكي"، وتوفت أمس الخميس عن عمر يناهز الـ78 عامًا. 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter