جمعة حزينة في تعز
تدين المنظمة العربية لحقوق الإنسان جرائم ميليشيات "صالح - الحوثي" المتواصلة بحق المدنيين في مدينة تعز جنوب غرب اليمن، والتي أدت لسقوط المئات من القتلى والجرحى من المدنيين الذين راحوا ضحية استهداف مناطق الأسواق المكتظة وسط المدينة خلال الساعات الثلاث اللاحقة على انتهاء شعائر صلاة الجمعة.
ويعتقد أن ميليشيات "صالح - الحوثي" قد استخدمت صواريخ الكاتيوشا لقصف مناطق وسط المدينة المكتظة، فيما توازى مع قصف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة لضواحي سكنية حول المدينة.
ويأتي القصف في وقت تكتظ فيه أسواق وسط المدينة بالسكان لشراء احتياجات شهر رمضان المبارك، وهو ما ادى في حصيلة أولية لمقتل 25 مدنيا في سوق الكبير وسط المدينة تعز قبل ساعتين تقريبا، فضلا عن أعداد غير معلومة نتيجة قصف آخر قبل نحو الساعة على سوق حوض الإشراف وسط المدينة.
وتأتي هذه المذبحة استمرارا للاستهداف العمدي لمليشيات "صالح - الحوثي" للمدنيين كمنهج لترسيخ سيطرتهم على مقاليد الأمور في البلاد ومنع التمرد على هذه السيطرة غير الشرعية، وهو ما يشكل نوعا من جرائم "إرهاب الدولة" الذي تجب مكافحته والمحاسبة عليه.
وتشدد المنظمة على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته في فرض السلم والأمن في البلاد ودعم جهود السلطة الانتقالية الشرعية لاستكمال المسار الانتقالي وطرح الدستور وإجراء الانتخابات، وهي الإجراءات التي توقفت نتيجة للتمرد المسلح الذي بدأته ميليشيات "الحوثي" بدعم من الرئيس المخلوع "علي عبد الله صالح" الذي يتحكم عمليا في التمرد وفي إدارة الأوضاع ميدانيا.
كما تطالب المنظمة بضمان آلية محاسبة دولية مستقلة في الجرائم المرتكبة من كافة الأطراف في سياق النزاع المسلح الجاري بصفة عامة.
وتجدد المنظمة إدانتها لانتهاكات وجرائم التعذيب والاحتجاز والاختطاف التي تواصل ميليشيات "صالح - الحوثي" ممارستها بحق المعارضين للتمرد، وهي الانتهاكات التي بلغ عدد ضحاياها نحو 8 آلاف شخص خلال الثلاثة عشر شهر الماضية، وهي كذلك انتهاكات جسيمة تستوجب المحاسبة عليها.