بالأمس القريب يصرح العجاتى فى البرلمان بأن هناك نية للمصالحة، واليوم المشهود يجتمع أسامة الأزهرى بقيادات الإخوان والجهاد فى السجن للمراجعات!! وغداً يخرج الإخوان والتكفيريون تائبين من السجون!!، لقد أدمنا خداع أنفسنا وشرب نفس المقلب والوقوع فى نفس الفخ وكأننا فى ساقية الفشل ندور كالثور المغمى، نحاول تجفيف المحيط بفنجان أو بالأصح بكستبان، لا المحيط سيجف ولا الكستبان سيملأ، عفا العجاتى عمن لم تتلوث يده بالدم وكأن من تلوث مخه بالدم برىء، وكأننا نتعامل مع أفراد وليس تنظيماً أو جماعة تعتنق فكراً فاشياً، وكأن من لم يقتل لم يمول ولم يحرض!!، هل سيقول د. أسامة الأزهرى للتائبين «كخه» ويضربهم على أيديهم بسن المسطرة ويقرصهم من ودانهم ويحذرهم من أنهم لو عادوا ثانية سيضعهم فى حجرة الفيران؟!، ألا يعرف د. أسامة أن كل النصوص التى يستندون إليها موجودة فى الكتب التى تدرس فى جامعته؟!، ألا يعرف د. أسامة أن مرجع هؤلاء هو زميل له فى الأزهر وحاصل على الدكتوراه مثله واسمه عمر عبدالرحمن؟!!، إلى كل واهم مخدوع فى توبة الإخوان بعد المصالحة.. الإخوانى يا سادة لا يعرف بل يكره معنى الوطن والمواطنة.. الإخوانى عميل بالسليقة.. خائن بالفطرة.. كذوب بالضرورة.. جهول بالعدوى.. مخادع بالتدريب.. دموى مع التمكين.. إخوانى حتى الموت، الإخوان لا يتم ولن يتم احتواؤهم لشدة احتيالهم!، هم مستعصون على الاحتواء، يعيشون بشعار «أعطنى صباعك آكل دراعك»!!، هذا هو الدرس الذى لا بد أن نتعلمه، ظل البعض من النخبويين الذين يتبنون مبدأ الخنوثة السياسية يصرخون «تعلموا من تونس»، قائلين شوفوا عندما استوعبت تونس الإخوان واحتوتهم ظهرت طيبة الإخوان وحسن تعاونهم وكمية «الكيوت» والحنان والسماحة التى تدلدق من تحت جلودهم لتروى ربوع تونس الخضراء بالخير والنماء، ظل هؤلاء يتناولون ترامادولهم الفكرى ويعيشون غيبوبتهم السياسية إلى أن برزت أنياب الضبع الإخوانى ثانية وخدشوا بأظافرهم جسد تونس حتى نزف الدم من أشلاء اللحم الممزق، ولأن الغباء صفة إخوانية أصيلة وأنيميا الإبداع مرض مزمن يسكن تلافيف أمخاخهم، فهم يكررون السيناريو نفسه بنفس أخطائه الإملائية، والحقيقة لسنا فى احتياج لقراءة هذا السيناريو التونسى لنعرف أن احتواء الإخوان خرافة ومصالحتهم وهْم وأسطورة، لسبب بسيط وهو أن تاريخهم الإرهابى الإقصائى الملىء بالخيانة أقدم فى مصر بكثير، فنحن فى مصر النبع والأساس والمهد منذ 1928، وقد أخطأنا بل اقترفنا الخطايا حين توهمنا فى يوم من الأيام أن الإخوان يمكن احتواؤهم، لذلك كان من الأولى أن نتعلم من دروسنا مع الإخوان بدلاً من أن ننتظر نتيجة مدرسة تونس الابتدائية لم ينجح أحد!!، احتواهم الملك وأرادوا تنصيبه خليفة للمسلمين وأطلقوا عليه لقب حامى المصحف وجعلوا من صنيعته إسماعيل صدقى نبياً ملهماً صادق الوعد مذكوراً فى القرآن هاتفين «واذكر فى الكتاب إسماعيل»!!، ثم قتلوا الخازندار وأحرقوا ممتلكات اليهود، هادنوا الوفد ثم قتلوا النقراشى، حاول عبدالناصر احتواءهم فى البداية فاحتفظ بجماعتهم استثناءً بعد شطبه لكل الأحزاب وعين منهم وزيراً وصار سيد قطب صوت الثورة المتطرف المداهن المنافق الذى يطالب بإعدام العمال ومنهم خميس والبقرى ويقول لا لعودة الثوار إلى الثكنات، ثم يطلقون عليه النار فى المنشية، يأتى السادات فيدللهم ويدلعهم ويخرجهم من السجون ويدعو مرشدهم للجلوس فى الصفوف الأولى فى المناسبات الرسمية متوهماً أنهم سيريحونه من صداع اليسار إلى أن التهموه هو شخصياً فى عرسه الأكتوبرى، يترك لهم مبارك الشارع بمدارسه ومستوصفاته ومنابر مساجده لقاء غض البصر عن الفساد وتمرير التوريث فدبجوا قصائد مدح فى الأب الحنون والابن الوريث، ثم طالبوا بإعدامه فى ميدان التحرير!!