الأقباط متحدون - عفوا فاطمة ناعوت ولكن لا تذبحوها
أخر تحديث ٠٥:٤٤ | الخميس ٢٣ يونيو ٢٠١٦ | ١٦بؤونة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٦٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

عفوا فاطمة ناعوت ولكن لا تذبحوها

فاطمة ناعوت
فاطمة ناعوت

د. رأفت فهيم جندي
بداية لقد تألمت من هجوم بعض الاقباط على الأستاذة فاطمة ناعوت أكثر من ألمي على ما اخطأت فيه، ولقد نقلنا لقراء الاهرام الجديد في الصفحات الداخلية كل من وجهتى النظر.

وكان تفكيرى انه لو كانت فاطمة ناعوت هي بان كي مون الأمم المتحدة او رئيس البرلمان المصرى الذى سيشرع القرار السياسى سواء باعتبار الاقباط اقليه من عدمه لكان لهجوم البعض منا عليها ما يبرره، لأن سيعقب كلامها تقرير مصيري. اما انها قالت وجهه نظر غير مصيرية قد نتفق او نختلف معها، فليس هناك ما يبرر هذه اللهجة الحادة الخالية من الحب لكاتبة طالما تبنت وجهة نظرنا، وليس هناك قيمة فيما اختلف فيه البعض منا معها، فلا نذبحها بهذا الهجوم وهى التي سبق وادينت باعتراضها على ذبح الحيوانات في الشوارع.

ولقد ذهب بعض مهاجميها مشيرا انها تتناول أجرا ماديا على محاضراتها ولقاءاتها، فهذا لأن فاطمة ناعوت تحترف الكتابة وهذه هي مهنتها التي تتقاضى عليها اجرا، وليس هناك ما يشين في هذا. فلن نقول للطبيب لماذا لا تعالج المرضى بالمجان؟ ولن نقول هذا أيضا حتى للأب الكاهن!

ولقد أخطأت الأستاذة فاطمة أيضا بعدها عندما قالت ان البعض دفعنى لكى اشكو بلدى في واشنطن لوزارة الخارجية الامريكية ولم استجب لأنى لا اطعن مصر ولا اخلط الاوراق. ولو كان ما قالته فاطمة حقيقة فستكون قد استخدمت كلمة هوجاء قيلت باندفاع من شخص يحبها، لأن هذا لا يمثل الموقف القبطى العام الذى يرى في السياسة الامريكية ما يعيبها تجاه مصر، لأن الغالبية العظمى من الاقباط يعتزون بالرئيس السيسى، وان كنا نرى إدارة فاشلة في القضاء والداخلية وغيرهما.

ولقد لاحظت تناقض بين كتابتها وموقف سابق، فعندما كانت فاطمة ناعوت في تورونتو طلبت من النائب البرلماني الكندى السابق بوب ديكر (في حضور الأستاذة فاطمة والأستاذ سعيد شعيب والأستاذ مدحت قلادة وغيرهم من أوروبا وكندا) ان يسعى لتقديم طلب احاطة من البرلمان الكندى على الحكم بالسجن على كاتبة قالت وجهة نظر، وعندما أخطأت في عدد سنوات حكم سجن فاطمة وقلت انهم سنتان قامت الأستاذة فاطمة بتصحيحى انهم ثلاث سنوات ولم تعترض على طلبى ولم تقل انها لا تطعن مصر ولا تخلط الأوراق، وبالتأكيد ليس هذا شوكة او طعنة في مصر ولكنه في حب مصر، فنحن نكتب أيضا منتقدين الحكم على اسلام البحيرى وعلى أطفال بنى مزار وهذا أيضا من حبنا لمصر وليس طعن فيها، فهل عادت بنا الأستاذة فاطمة لنفس أسلوب ايام مبارك والسادات في ان كل من ينتقد شيء في الإدارة المصرية هو يطعن مصر؟!

ولقد أخطأت أيضا الأستاذة فاطمة في لصق اقوال لقداسة البابا شنودة لم يقلها لتدعم بها موقفها، واخطأت أيضا في استنتاجها عن ان الأقباط يريدون دولة دينية وان أى مؤتمر خارج مصر هو هجوم على مصر، واخطأت كذلك في استبعاد الدولة من اضطهاد الاقباط الممنهج ولصقته فقط بالمتطرفين ....، ولكنى استرجع ما تعلمناه عندما انكر بطرس السيد المسيح بسبب ضعفه، فقد عاتبه السيد المسيح برقة ورده إلى رتبته الأولى، وعندما اخطأ يهوذا نبهه السيد المسيح بهدوء أيضا ولكن يهوذا هو الذى فقد رجاءه بعد ان فاق لنفسه، فهل الأستاذة فاطمة الآن مثل بطرس ام يهوذا؟ هذا ما سنعرفه الأيام القادمة، فلا تذبحوا فاطمة ناعوت ولكن اعطوها فرصة للمراجعة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع