الأقباط متحدون | لا نظلم الله
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٣٥ | الاثنين ٢٧ يونيو ٢٠١٦ | ٢٠ بؤونة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٧٢ السنة التاسعة
الأرشيف
شريط الأخبار

لا نظلم الله

الاثنين ٢٧ يونيو ٢٠١٦ - ٠٥: ١٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ماجد سوس
     ما أصعب الموت و ما اصعب رائحته و ما اصعبه إن طال اقرب ما لنا ، فلذات أكبادنا ، قد نعزي الناس و نشددهم و لكن تبقى كسرة النَفس و لوعة القلب و نزفه حين نصاب نحن بهذه التجربة المرة فنجد انفسنا امام حقيقة لا يحتملها إنسان.

حين سمحت خبر الحادث مروع الذي راح ضحيته أطفالا صغار من عزبة النخل انهمرت الدموع من عيني و فقدت القدرة على التفكير في ذاك اليوم القاسي و انا اتخيل الأمهات و الآباء حين وصل لهم هذا الخبر المفجع ، لحظات قاسية و مؤلمة جدا ، ليعجز الفكر ان يتصورها و يعجز اللسان ان يوصفها فهي من أصعب التجارب التي يمر بها الإنسان و يقف امامها مذهولا يكاد ان يفقد عقله.

و قد تكون التجربة في مرض خطير او عجز يصيب الجسد او النفس يحول حياة المريض و من حوله الى مرار و تذمر و خوف .

ثم تأتي التجارب المادية في مرتبة أقل و لكنها أيضاً تتملك على قلب الانسان و تحزنه و تجعله قد يصل الى الشك في محبة الله و عنايته به و بأسرته .

هنا يقف الإنسان في غضبه حائراً ، متشككاً ، لا يعرف ما هو قصد الله مما أصابه فتجد هناك من لا يحتمل التجربة فيفقد الإيمان مردداً في نفسه تساؤلاً واحداً لا غير ، لماذا ؟

لا أخفي عليك سراً عزيزي القاريء أنه في حزني الشديد على مصرع هؤلاء الأطفال الصغار و تصورت منظر الأم الثكلى و الأب المكلوم وجدت شخصا كتب تعليقاً على الفيسبوك يقول أين إله الرحمة الذي تعبدوه و كيف يسمح بموت هؤلاء الأطفال .

أولاً ، علينا ان نعرف حقيقة هامة في البداية و هي اننا نشترك في ادارة هذا الكون مع الله و لم اقل في خلقه و لكني قلت في ادارته و القصة بدأت حينما جعل الله الإنسان سيداً و متسلطاً على الأرض فعرف الإنسان كيف يميت اخيه قبل ميعاد وفاته فحدثت اول جريمة قتل في التاريخ على يد قايين الذي قتل أخيه هابيل.

ثانياً، أن هناك فرق بين مشيئة الله و سماحه ، فمشيئته كاملة صالحة لخير الإنسان بينما سماحه هو بمقتضى ألوهيته و قيادته للخليقة  و سأعطي لكم أمثلة لهذا الفرق فمشيئة الله لا تريدك ان تموت قتيلاً و لكن سيسمح بموتك اذا عبرت الطريق من غير المكان المخصص للعبور و لم تلتفت للسيارات المسرعة او خطأ الغير بأن لا يتحقق السائق من صلاحية السيارة او بأن تأتي سيارة مسرعة عكس الاتجاه كما حدث في حادث عزبة النخل الأليم.

 و مشيئة الله لك الصالحة تريد لك الآمان و السلام و النجاح الدائم و لكنه قد يسمح برسوبك مثلا اذا لم تهتم بعملك او دراستك

 و اذا  لوث المصريون النيل و أصيب أحد بالفشل الكلوي فلا يقول ان الله اراد هذا بل الله سمح بهذا و لم يرد بسبب ما قام به البشر من القاء الحيوانات النافقة و المخلفات في النهر الذي اعطاهنا الله نظيفا

 هكذا يا أحبائي لا تغضب على الله او تلومه فهو غير مجرب بالشرور .

ثالثاً، هل الله يحول خطأ الإنسان لخلاصه ، نعم هنا تظهرمحبة الله الفائقة فبالرغم من انه لم يشأ و لم تسبب في الحادث فتجده يرسل تعزية و يملأ القلب بالسلام و تتعجب حين تجد اهل المنتقل و هم يشددون المعزون و و في ذات الوقت يتعامل الله مع ارواح المنتقلين الأطهار بتكليلهم بالمجد ليتشفعوا لذوييهم و أحبائهم ويحول الحزن لفرح روحي .

رابعا، دور اصدقاء و اهل المجرب ان لا يكونوا معزين متعبين كأصدقاء أيوب و انما الصلاة بلجاجة من اجل ارسال الله روحه القدوس المعزي و حلوله عليهم هي افضل مشاركة للتعزية .

في النهاية ، فلنحذر يا أحبائي من وشاية ابليس ليجعلنا نشك في محبة الله و عنايته الفائقة او ليجعلنا نفقد ايماننا بموجوده و حفظه لنا و قد أنبأنا يوما ان مملكته ليست من هذا العالم و ان آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا و اننا غرباء في هذا العالم و هدف حياتنا التي نسعى لأجله ان نعيش في حضنه في حياة ابدية لا نهاية لها .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :