فاروق عطية
كنت أظن أن الاستعمار البريطاني قد زرع آل سعود في الوطن العربي للقضاء علي دولة الخلافة العثمانية، ولتخريب وتفتيت الدول العربية وتقسيمها إلي دويلات متناحرة، ولكنني اكتشفت أخيرا أنهم من أصول يهودية، حاقدون علي العرب والإسلام، ومن مهامهم التي يحلمون بتنفيذها مهما كلفهم الأمر، تخريب الإسلام نفسه والقضاء عليه، وحتي نعي ذلك علينا تتبع تاريخ آل سعود منذ بداياتهم:
في عام 851 هـ ذهب ركب من عشيرة المساليخ من قبيلة (عنزة) لجلب الحبوب من العراق إلى نجد، فمر الركب بالبصرة، وذهبوا لتاجر حبوب يهودي اسمه "مردخاي بن إبراهيم بن موشى" لشراء حاجاتهم من الحبوب. سألهم التاجر (من أين أنتم؟) فأبلغوه أنهم من (قبيلة عنزة، فخد المساليخ). وما كاد يسمع بهذا الاسم حّتى أخذ يعانق كل واحد منهم ويضمه إلى صدره قائلا ( أنه أيضا من عنزة ومن المساليخ) وأنه ترك القبيلة وجاء للعراق منذ مدة لأسباب خصام وقعت بين والده وأفراد قبيلة عنزة. أمر خدمه بتحميل جميع إبل أفراد العشيرة بالقمح والتمر والأرز مجانا، "فطارت عقول المساليخ لهذا الكرم"، وسُرّوا سرورا عظيما لوجود (ابن عم لهم) في العراق بلاد الخير. صدق المساليخ قول اليهودي، خاصة وانه تاجر حبوب وما أحوج البدو الجياع إلى ابن عم لديه هذه الخيرات، حتي لوكان من بني صهيون !.
وما أن عزم الركب علي الرحيل حّتى طلب منهم اليهودي مردخاي ابن العم المزعوم أن يرافقهم بأموله إلى بلاده المزعومة (نجد) فرحبوا به احسن ترحيب. وبعدما وصل مرد خاي إلى نجد، عمل لنفسه الكثير من الدعاية، على أساس اّنه ابن عم لهم، وهم قد تظاهروا بذلك من أجل الارتزاق. وفي نجد، جمع اليهودي بعض الأنصار الجدد، إلا أنهم وجدوا مضايقة من عدد كبير من أبناء نجد، مما اضطر اليهودي مرد خاي إلى مغادرة القصيم والعارض إلى الاحساء، وهناك حرّف اسمه قليلا من مرد خاي ليصح (مرخان) بن إبراهيم بن موسى. ثم انتقل إلى مكان قرب القطيف اسمه الآن (أم ساهك) وبني بها عاصمة له أطلق عليها اسم (الدرعية) للتفاخر بمناسبة هزيمة النبي محمد والاستيلاء على درع اشتراه يهود بني القينقاع من أحد أعداء العرب الذين حاربوا الرسول في معركة أحد التي انهزم فيها جيش محمد، لتكون بداية لإنشاء "مملكة بني إسرائيل" من الفرات إلى النيل.
عمل مرد خاي على الاتصال بالبادية لتدعيم مركزه، إلى حد أنه نصّب نفسه ملكا عليهم، لكن قبيلة العجمان متعاونة مع بني هاجر وبني خالد أدركت بوادر الجريمة اليهودية، واكتشفت شخصية هذا اليهودي، الذي أراد أن يحكم العرب لا كحاكم عادي بل كملك أيضا، فدكت هذه القرية، وحاولوا قتله لكنه نجا هاربا مع عدد من أتباعه باتجاه نجد مرة ثانية حّتى وصل إلى أرض اسمها المليبيد وغصيبه قرب العارض المسماة بالرياض الآن، فطلب الجيرة من صاحب الأرض (عبد الله بن حجر) فآواه وأجاره كما هي عادة العربان، لكن مردخاي لم ينتظر أكثر من شهر حّتى قتل صاحب الأرض وعائلته غدرا. ثم أطلق على أرض المليبيد وغصيبة اسم (الدرعية) مرة أخرى، واعتنق الإسلام تضليلا واسما، وكون طبقة من تُجّار الدين أخذوا ينشرون حوله الدعايات الكاذبة، كتبوا عنه زاعمين أنه من العرب المساليخ هرب مع والده إلي العراق خوفا من قبيلة عنزة وانتقامها لأن والده قتل أحد أفرادها، وغير إسمه واسم إبنه.
وقد ساعد على تغطية تصرفات هذا اليهودي غياب الشيخ صالح السليمان العبد الله التميمي، الذي كان من أشد الذين لاحقوا هذا اليهودي، وقد اغتاله مرد خاي أثناء ركوعه في صلاة العصر بالمسجد في بلدة الزلفي. وأخذ مردخاي يتزوج بكثرة من النساء والجواري، وانجب عديداً من الأولاد كان يسميهم بالأسماء العربية المحلية، وساروا للسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد العربية كلها بالغدر والاغتيالات والقتال حينا، وبالاغراءات وبذل الأموال وشراء المزارع والأراضي والارقاء والضمائر، وتقديم النساء الجواري والأموال لاصحاب الجاه والنفوذ ولكل من يكتب ويزيف التاريخ ويجعلهم من نسل عدنان حينا وحينا من نسل قحطان. في عام 1943 وضع المدعو محمد أمين التميمي مدير مكتبات المملكة السعودية شجرة لآل سعود وآل عبد الوهاب آل الشيخ ادمجهم معا في شجرة واحدة زاعما انهم من اصل النبي العربي (محمد) بعد أن قبض هذا المؤرخ اللئيم مبلغ 35 ألف جنيه مصري، من السفير السعودي في القاهرة. والمعروف أن هذا المؤرخ الزائف محمد التميمي هو الذي وضع شجرة الملك فاروق الألباني زاعما أن فاروق هو الآخر من ذرية النبي العربي وأن أصله النبوي جاء من ناحية أمه.
في سنة 1747 أعلن الأمير محمد بن سعود قبوله لآراء محمد بن عبد الوهاب وأفكاره ومناصرته، وبهذا التحالف بدأَت الحركة الوهابية وظهرت للوجود بشكل دعوة وبشكل حُكْم. فقد كان محمد بن عبد الوهاب يدعو لها ويعلِّم الناس أحكامها، وكان محمد بن سعود ينفّذ أحكامها على الناس الذين تحت إمرته وسلطانه. وامتدت سلطاته فيما جاور الدِّرْعِيّة من البلدان والقبائل في الدعوة والحكم، وأخذت إمارة محمد بن سعود تتسع حتى وُفِّق في مدى عشر سنوات إلى أن يخضع لسلطته وللمذهب الجديد رُقْعَةً من الأرض مساحتها نحو من ثلاثين ميلاً مربعاً. وفي سنة 1757استولي محمدبن سعود علي إمارة عُيَيْنَة، وصارت سلطة محمد بن سعود وسلطة المذهب الجديد تحكم الدِّرْعِيّة وما جاورها وتحكم الإحساء. وكان ينفذ في هذه البلاد المذهب الوهابي بقوة السلطان. ووقف محمد بن سعود عند هذا الحد، ووقف المذهب الوهابي عند حدود هذه الرقعة ونامت الحركة وركدت. في سنة 1765 توفي محمد بن سعود وخلفه على المَشْيَخَةِ ابنه عبد العزيز. فقام بعد والده بحكم الرقعة التي تحت يده، ولكنه لم يقم بأي نشاط أو توسع.
فظلت الحركة نائمة، وظل الركود مخيّماً عليها، ولم يعد أحد من جيرانها يذكرها أو يتخوّف من غزوها. وفي سنة 1787 ظهر نشاطها فجأة، واتخذت طريقة جديدة في نشر المذهب، وصارت تشغل جيرانها وتقلقهم، بل تشغل الدولة الإسلامية كلها وتقلقها، ففي هذا العام تحرك عبد العزيز لتأسيس بيت إمارة، وإيجاد نظام وراثة الحكم، أو ما يُسمى بولاية العهد: بأن يُثَبّت ابنه سعوداً خليفة له. كذلك جعلت الخلافة في المذهب الوهابي في بيت محمد بن عبد الوهاب. وبعد هذا التثبيت لخلافة الأمير ولخلافة شيخ المذهب نشطت الحركة فجأة في الفتح والتوسع، وصارت تقوم بالحرب لنشر المذهب. قام عبد العزيز في سنة 1788 بتجهيز حملة عسكرية ضخمة وهاجم الكويت وفتحها واستولى عليها. وبعد الاستيلاء علي الكويت اتسعت شهيتهم للتوسع، وصاروا مدعاة قلق وإزعاج لجيرانهم في جزيرة العرب والعراق والشام. في سنة 1792 توفي محمد بن عبد الوهاب، فخلفه ابنه في منصبه في الدولة بالنسبة للمذهب الوهابي تماماً كما خلف سعود أباه عبد العزيز. وهكذا سار الأمراء السعوديون متخذين المذهب الوهابي أداةً سياسية لضرب الدولة العثمانية دولة الخلافة، وإثارة الحروب المذهبية بين المسلمين.
في فترة ضعف الخلافة العثمانية وطمع الدول الاستعمارية في ميراث الرجل المريض، استغّل الانجليز معرفتهم الكاملة بماضي آل سعود وتاريخهم المخزي، استغلتهم كعملاء. استخدمت عميلها عبدِ العزيز بن محمد بن سُعود لضرب الدولة الإسلامية من الداخل، واندفع جيش آل سعود على أساس مذهبي للاستيلاء على البلاد الإسلامية الخاضعة لسلطان الخلافة، وقاتلوا جيش أمير المؤمنين بالتحريض والإمداد بالمال والسلاح إلإنجليزي. عام 1788 أغاروا على الكويت واحتلوها، ثم واصلوا تقدمهم إلى الشمال حتى حاصروا بغداد، يريدون الاستيلاء على كربلاء، وقبر الحسين لهدمه ومنع زيارته. في أبريل سنة 1803 شنّوا هجوماً على مكة واحتلوها، وفي ربيع سنة 1804 سقطت المدينة المنورة في أيديهم، فخربوا القباب الضخمة التي تظلّل قبر الرسول، وجرّدوها من جميع النفائس. وبعد الاستيلاء على الحجاز ساروا نحو الشام، وقاربوا حمص. في سنة 1810 هاجموا دمشق كرّة أخرى. ودافعت دمشق عن نفسها دفاعاً مجيداً، ومع محاصرتهم لدمشق انطلقوا نحو الشمال وبسطوا سلطانهم على أكثر أراضي سورية حتى حلب.
كانت عمالة آل سعود أمراً معروفاً لدى دولة الخلافة ولدى الدول الأخرى كألمانيا وفرنسا وروسيا، وكان الإنجليز أنفسهم لا يُخْفُون وقوفهم إلى جانب السعوديين بالأسلحة الكثيرة والعتاد الكبير الذي يصل إليهم عن طريق الهند، ولهذا كانت الدول الأوروبية لا سيما فرنسا ضد حملة الوهابيين هذه باعتبارها حملة إنجليزية. وأمام عجز دولة الخلافة وولاتها في المدينة وبغداد ودمشق، الوقوف في وجههم، طلب الباب العالي من واليه في مصر محمد علي باشا أن يُجرِّد جيشاً عليهم، وبناءً على موافقة فرنسا وتحريضها لبَّى أمر السلطان سنة 1811 وأرسل ابنه طوسون لمحاربتهم، ودارت معارك عديدة بينهم وبين جيش مصر، وتمكن جيش مصر سنة 1812 من فتح المدينة. ثم في أعسطس 1816 أرسل ابنه إبراهيم باشا من القاهرة فَسحَقَ الوهابيين سَحْقاً حتى تراجعوا إلى عاصمتهم الدِّرْعِيّة وتحصنوا فيها، فحاصرهم إبراهيم باشا في أبريل 1818 طوال الصيف. وفي 9 سبتمبر1818 استسلم الوهابيون، ودَكّت جيوش إبراهيم باشا الدِّرْعِيّة دَكاً، حتى يقال: إنه حرثها بالمحراث فلم يبق لها أثر. وبذلك كانت نهاية دولة آل سعودالأولي.
وفي دولة آل سعود الثالثة اشتد سعيرهم في نشر المذهب الوهابي المدمر للدول التي عاش الإسلام فيها دهورا متآلفا مع الديانات الأخر، كما أشعلوا فتيل الصدام الطائفي بين السنة والشيعة، وقاموا بتمويل المنظمات الإرهابية الإسلامية لتعمل علي تقويض الدول الإسلامية والإسلام في كل من، العراق، وسوريا، وسيناء مصر، وليبيا، وأخيرا بحرب علنية تدميرية علي جارتها اليمن. ولكن أخطر ما قامت به عصابة آل سعود كان ضرب الإسلام بين زنوج الولايات المتحدة وذلك بزرع ما يسمي بأمة الإسلام المخالفة تماما للديانة الإسلامية، والعمل علي نموها وتعضيدها بالمال والترحيب بهم لزيارة الأماكن الإسلامية المقدسة علي نفقة السعودية.
تعتبر أمة الإسلام (إسلامك نيشن) في الولايات المتحدة الأمريكية إحدى المنظمات أو المؤسسات أو القوى الفاعلة في صفوف السود الأمريكيين، وتكاد تكون أكثرهم نفوذا بما تملكه من تنظيم وإدارة فاعلة بين المسلمين السود. تبنت هذه المنظمة الإسلام بمفاهيم خاطئة، غلبت عليها الروح العنصرية. أسست سنة 1930 على يد رجل غامض الأصل اسود يدعي والاس فراد محمد، ظهر في ديترويت المكتظة بالعرب سنة 1929 ثم اختفي كما ظهر، وتشير المؤشرات علي أنه عميل لآل سعود. وحمل لواء الحركة بعده رجل إسمه إليجا محمد، الذي على يديه تأصلت البدع والانحرافات في عقيدة هذه المنظمة. من أهم عقائد هذه المنظمة: تفوق الجنس الأسود على الجنس الأبيض، وأن الملاك أسود والشيطان أبيض.
وأن الله ليس شيئا غيبيا بل متجسدا في شخص، وهذا الشخص هو فاراد، والصلاة عندهم مجرد قراءة الفاتحة والتوجه نحو الكعبة واستحضار صورة فاراد ذهنيا، خمس مرات يوميا، وأن أليجا محمد هو رسول الله. والرسول أليجا محمد لا يؤمن بكل الغيبيات، فرض عليهم الصيام في ديسمبر - شهر احتفالات النصارى في الكريسمس - وألزم أتباعه بدفع 10% من كل ما يكسبونه لصالح الحركة. في عام 1964 اعتنق الملاكم محمد علي كلاي الإسلام، في نفس الليلة التي فاز فيها ببطولة العالم للملاكمة للوزن الثقيل، وكان عمره 22 عاما حينذاك، وأصبح كلاي صديقا لأليجا يتردد عليه ويحضر دروسه الدينية، وكان اعتناقه الإسلام علي عقيدة فاراد شرط لانضمامه لجماعة أمة الإسلام والتي مات علي إيمانه بها. ومما يؤكد ان السعودية وراء هذا التنظيم، أنها تدعو تدعو نبي الجماعة الجديد والعديد من أتباعه للحج كل عام بالرغم انهم لايعترفون بالنبي محمد وأن الله هو فراد، ويولد إله جديد كل 250 ألف عام، والمفروض انهم كفار حسب الشريعة الإسلامية الوهابية، بل الغريب ان جماعة أمة الاسلام تقيم كل عام عيد يدعي بعيد المخلّص يحضره مندوب من الازهرومفتيي كل من الدول العربية والإسلامية!!